أزمة القراءة بالمغرب

عبد الواحد الطيبي

الحوار المتمدن-العدد: 2868 - 2009 / 12 / 25 - 22:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

تعتبر أهمية القراءة الحرة باعتبارها هي القناة الأساسية في تنمية الثقافة العامة ومن هذا المنطلق قد نبني شخصيتنا. ولكن ما يؤسفنا هو أن أغلبية الشباب الحالي أصبح عازف عن القراءة , و بالأخص تلك القراءة المباشرة , بحيث أن هذا العزوف سوف يؤدي إلى الانحراف . ويعتبر هدا الانحراف دليل واضح على أن الشخصية الخاوية العقل فهي تكون مهددة مباشرة للانحراف والضياع بشكل سهل . عكس ما يحدث للفئة التي تهتم بالدرجة الأولى عن القراءة بحيث يستفيدون منها ويثقفون فكرهم المعرفي وحتى الثقافي أيضا , لكي يكون لديه مكانة في المجتمع وحتى في حياته اليومية .لان العزوف عن القراءة يؤدي إلى أزمة في المغرب ويرجع لذلك السبب إلى عدة أسباب من بينها , انشغال الشباب بالمتطلبات الحياة اليومية , بحيث لا يجدون وقت كافي للقراءة من مختلف الأعمار. تم وجود هناك ثورة المعلومات التي أصبحت ممثلة عبر الانترنيت التي جعلت العالم كقرية صغيرة ساهمت مساهمة كبيرة في إبعاد الناس أو الشباب عن قراءة الكتب. كما نجد هناك السينما بدورها أدت إلى قتل الرغبة في القراءة بشكل نهائي بالرغم من أن السينما تعتمد على جميع المشاهدات من بينها المشاهدة الحسية والصوتية والبصرية وهذا ما نسميه بالكسل الذهني ,الذي أصاب القارئ المغربي . ولكن يبقى الدافع القوي والأساسي للاهتمام بالانترنيت والسينما هو عدم وجود مكتبات قريبة ومفتوحة من الأحياء الشعبية أي عدم حصول على كتاب مناسب وجيد بشكل أسيرا وسهلا, وذلك من الناحية التكلفة أو المشقة . تم هناك عدم وجود الكتب الجميلة والمشوقة و حتى المناسبة لكافة الأعمار, باعتبار أن القراءة هي العملية الممتعة التي أصبحت عادة متأصلة وتصاحب للإنسان في مختلف عمره . ولذا يجب أن نقدم لشبابنا الكتاب الجذاب , لان الكتاب الجميل ضروري أن يجدب القارئ . وهذا لا يعني ان يكون الكتاب جميلا فقط من خلال المظهر وانما يجب ان يكون مثيرا ومناسبا حتى في موضوعه .أما المشكل الخطير والعويص الذي قد يشكل خطرا كبيرا عن الشباب هو أن أغلبية الشباب الحالي أصبحوا لا يهتمون بالقراءة وخاصة القراءة التي يستفيدون منها لتنمية فكرهم الثقافي والمعرفي. بل أصبحوا يهتموا فقط بالكتب الرومانسية والمجلات الفنية وكذا الأشياء الخفية، اما الكتب التي لها معنى وتحتوي في نفس الوقت على معلومات جد مهمة مثل الكتب الثقافية والنظرية والفكرية فلا يطالعونها إلا القليل.
ومن هذا المنطلق نجد أن أهمية الكتاب تتراجع شيئا فشيئا ومن الملاحظ أنه سوف يتراجع بشكل أكثر في المستقبل لان أغلبية الشباب أصبحوا يهتمون فقط بالكتاب المشهور وعليه الطلب بشكل كبير اسمه "الأنترنيت".

بقلم : الطالب عبد الواحد الطيبي

#عبد_الواحد_الطيبي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات