صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2868 - 2009 / 12 / 25 - 21:36
المحور:
الادب والفن
شراراتُ الحروبِ
تفاقمت من زئيرِ عنادِكُم
من خربشاتِ رؤاكم
تاهَتْ أبجدياتُ الخيرِ
في دهاليزِ المصائب!
ماتَتِ القيمُ
تحتَ متاريسِ الوغى
طارَتِ العصافيرُ بعيداً
تشتكي همّها لأحزانِ المجرّات
لأسرابِ الهداهد!
وجهٌ منشطرٌ
من غدرِ الزَّمان
مسربلٌ بوشاحِ الأفاعي
وجهٌ مرائيٌّ
مُقَنَّعٌ بجلدِ الثَّعالب!
بعيدٌ عن حِكْمَةِ الأيّام ..
عن أهزوجةِ الدُّجى
وجهٌ لا يرتوي
من حرقِ الحقولِ ..
من صَنعِ المكائد!
يهرسُ دونَ وجلٍ
وردَ الخمائل
وجْهٌ مبرقَعٌ بالخصامِ ..
تائهٌ في مزالقِ هذا الزَّمان
وجهٌ كالحٌ
يخلو من أهازيجِ القلبِ
من قناديلِ الطُّفولة ..
تتشرشرُ بخبثٍ من أشداقه
أشباحُ الهوان!
وجهٌ موشّحٌ بالشُّؤمِ
ودّعَ صفاءَ الطُّفولة
ناسجاً من قميصِ اللَّيلِ سهماً
يرديهِ في صدرِ الحمام!
بشرٌ لا يعونَ كنْهَ الأمان
يستحمّونَ
في ساحاتِ الوغى
يرشرشونَ رغواتِ الحروبِِ
فوقَ أعناقِ المدائن
يهرسونَ أعناقَ السَّلام!
سياساتٌ غائصة في قشورِ الحياة
محفوفةٌ بالغدرِ ..
يترجرجُ تحتَ أقبيةِ مجالسها
وشاحُ الفجرِ الجريح!
رؤى غارقة في السّراب
مصابة بهلوساتِ جنونِ البشر
نافرة
خارجة عن لُجَّةِ الزَّمان ..
كأنّها متأتّية من شراراتِ النَّيازكِ
خارجة من تجاويفِ المكان!
... ... ... ... ... يتبع!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟