أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مروج التمدن - الشيوعي ناظم حكمت.قصيدة رسالتي الأخيرة .1954














المزيد.....


الشيوعي ناظم حكمت.قصيدة رسالتي الأخيرة .1954


مروج التمدن

الحوار المتمدن-العدد: 2868 - 2009 / 12 / 25 - 16:08
المحور: الادب والفن
    


2009 / 12 / 25

إلى أصدقاء الكلمة الحرة أهدي هذه المقاطع من قصيدة الشاعر ناظم حكمت الذي أفنى عمره في النضال مع الشيوعيين ضد البطش و الارهاب بتركيا.توفي يوم 3 يونيو 1936 وهو يعاند محنة السجن. المقاطع من قصيدة بعنوان رسالتي الأخيرة إلى ابني محمد وكانت هدية خاصة من الشاعر لمجلة الثقافة الوطنية سنة 1954 .ترجمها من التركية إلى العربية حسين مروة خلال جلسة مع حكمت أثناء انعقاد مجلس السلم العالمي ببرلين 1954
رسالتي الأخيرة.
الجزارون - في ناحية -ضربوا ضربتهم بيني وبينك
وهذا القلب اللعين - في ناحية- يلعب بي لعبته
فهل يكون نصيبي - يا صغيري محمد -ان أراك بعد؟
انا أعلم أنك ستكون رشيقا كسنبلة القمح
فأنا كنت هكذا - في صغري –
ممشوقا فارعا نحيفا أشقر
وعيناك ستكونان واسعتين كعيني أمك....
و حينا سيغشاهما حزن غريب
و جبينك سيكون جبينا وضاء لا يتناهى في الأفق.
وظني أنه سيكون لك صوت جميل
فقد كان صوتي غريبا عن الجمال
! وستغني أغنيات حلوة تفتح طريقها إلى القلب
وسوف تكون عذب الحديث يسيل العسل من لسانك
أي محمد
عسير عسير ان تطيب نشأة الصبي..
وعين أبيه غير العين التي ترعاه في صباه
يا ولدي ! لا...لا تعذب أمك
لالا تعذبها
أنا لم أستطع أن أمنحها الضحك
فاجعلها أنت ضاحكة ..
دع وجهها يضحك على الدوام
. أمك يا محمد :
إنها قوية كقوة الحرير
وناعمة كنعومة الحرير
أمك ...ستبقى جميلة حتي حين تصبح جدة.
فكأنها - يومئذ -هي هي التي التقيتها أول مرة
على ضفاف البسفور و هي في السابعة عشر
ضوء القمر ..ضوء النهار ..سمرة الخوخة قبيل نضجها...
بل أجمل ما تكون المرأة في دنيانا
أمك......
لقد افترقنا ذات صباح على رجاء الملتقى....
لكن هيهات ...لم يتحقق الرجاء
لم نتمكن من اللقاء
أمك أذكى الامهات وأطيب الأمهات
تعيش مئة سنة إن شاء الله...
إبني.. أنا لا اخاف الموت......
و لكني أنتفض أحيانا و أنا أعمل فجأة...
وحين أكون وحدي على سريري قبيل الغفو
يهتف بي خاطر:
من الصعب أن يعد الانسان ما قد يعيش بعد من أيام.....
ولكن هل نشبع من الحياة ؟
لا يمكن- يا محمد - أن نشبع.....
إبني لا تعش في دنياك مستأجر
كمن جاءها ليصطاف
عش دنياك كأنها بيت أبيك
ثق بحبة القمح
ثق بالأرض
ثق بالبحر
ولكن ثق - أكثر من ذلك - بالإنسان
أحسس بحزن الغصن الذي يجف
بحزن النجمة التي تنطفئ
بحزن الحيوان العليل
ولكن أحسس قبل ذلك بحزن الإنسان
كل نعمة في الأرض تعطيك السرور
النور والظلمة يعطيانك السرور
الفصول الأربعة تعطيك السرور
ولكن الإنسان.... أعظم ينبوع لمسراتك
محمد وطننا تركيا جميل بين الأوطان
ورجاله الحقيقيون مجتهدون
محبون للعمل
من طبعهم الدأب
شجعان...... لكنهم فقراء ...
وفقرهم بشع و رهيب
لقد تعذب شعبنا وما يزال يتعذب
ولكن ما أطيب المصير....
وأنت هناك في الوطن
ستكون من بناة الإشتراكية ... السعادة ... ستراها بعينيك ..
ستلمسها بيديك...........
محمد !
سأ مو ت بعيدا عن لغتي وأغنياتي
عن ملحي وخبزي في لهفتي إليك
في لهفتي إلى أمك
إلى رفاقي إلى شعبي
ولكن ...لن أموت في المنفى ..لن أموت في الغربة
سأموت في بلد أحلامي.....
في المدينة البيضاء :مدينة أجمل أيام عشتها في عمري.......
محمد .....
يا صغيري...
أنت وديعتي عند حزبي
ولذلك ... سأرحل باطمئنان
و الحياة التي تنطفئ بي
ستبقى جذوتها فيك سنين معدودة من عمرك...
ولكنها ستبقى إلى الأبد.......في شعبي...
*******************************
المدينة البيضاء يقصد بها موسكو.
Aberqi med /tinjdad



#مروج_التمدن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيوتر تشايكوفسكي .. احد نوابغ الموسيقى العالمية
- «ليسَ الماءُ وحدَهُ جوابا عن العَطش».. فلسفة أدونيس تتجاوز م ...
- ليف تولستوي.. الكاتب الفيلسوف الانسان
- آنا اخماتوفا..ابرز شاعرات روسيا في القرن العشرين
- الشاعر ميخائيل ليرمونتوف مغني الحزن والاكتئاب


المزيد.....




- مسجد إيفري كوركورون الكبير.. أحد معالم التراث الثقافي الوطني ...
- من دون زي مدرسي ولا كتب.. طلاب غزة يعودون لمدارسهم المدمرة
- فنان مصري يتصدر الترند ببرنامج مميز في رمضان
- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مروج التمدن - الشيوعي ناظم حكمت.قصيدة رسالتي الأخيرة .1954