أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم جبار الهلالي - القط/ قصة قصيرة














المزيد.....

القط/ قصة قصيرة


كريم جبار الهلالي

الحوار المتمدن-العدد: 2868 - 2009 / 12 / 25 - 13:17
المحور: الادب والفن
    


صاح بصوت مسموع:دعنا نشعر بالألفة في هذا القفر,ما الأمر يا أخي؟ قطة صغيرة تؤنس وحدتنا القائلة وتنسينا هذه التعاسة,فلماذا هذا الرفض لوجودنا؟ هه....يمكن,,, أتخرب صلاتك,, ويردف قائلا,على الأقل سوف تقضي على بعض الفئران التي تشاركك الفراش.




فرد بصوت جازم: سوف اذهب الى مقر السرية واطلب التحول الى مرصد آخر,فرد علي بتهكم وبحركة مسرحية واضعا يداه على خصره باستهزاء,,لا بالله...ماذا تقول لهم؟,, انت تعرف انهم يسالون عن السبب ويضيف قائلا : والله سوف اخبرهم وأقول الحقيقة,, البطل خايف من بزونته.
كانت هذه الشجارات الودية تحدث بيننا عندما جلب معه من البيت قطة صغيرة ازعجني وجودها كثيرا فكان يعجب من ذلك قائلا باستهزاء محبب,,يمعود اسكت,, عبالي أتجيب السبع بالليل من ذيله!!,, خايف من بزووونه,,
حركته المصاحبة لكلامه وإطالته لحرف الواو تجعلني احبس ضحكتي بصعوبة وتزيل عن وجهي سحنة الجد ولكن يبادرني قائلا, لازم اكو سبب, لا يمكن ان يكون هذا الخوف آتيا من لا شيء,فارد عليه,لا, لا يمكن ان يكون آتيا من لا شيء,واضيف بلهجة جادة,والله لو تعلم ما مر علي في تلك الليلة لعذرتني ! فيبادرني..ها انا اعرف..لابد من وجود سبب ويجلس جنبي متخذا مظهر الجد محاولا استدراجي للبوح باسرار تلك الليلة.
كان صاحبي هذا قرويا بسيطا دمث الاخلاق في اشد المواقف هولا في مرصدنا المتقدم وكانت النكات تنطلق من فمه تكاد تضحك حتى الصخر.
قال لي بلطف..ها..ما الذي حدث لك في تلك الليلة؟ فاجيب ساهما محدقا بالافق امامي دون الالتفات اليه.
نعم انا اعذرك لانك لا تعجب وتعيب علي خوفي الشديد من القطط! نعم اني اخافها جدا !!لكن ماذا عساي ان اقول حتى تفهم وتعذرني؟
انه زمن ولى وليلة من ذاك الزمن,لم يبق منه في ذاكرتي من احداثها الا القليل,كلما احاول امساك خيط من خيوط ذكراها حتى يفلت مني بسرعة,وهاانذا اصبحت داخل الشرك واصبح لزاما علي التذكر والبوح باسرارها!!
انها ليلة قاسية البرد يتساقط مطرها الخفيف برتابة مملة,كنت وصاحبي نطالع فروضنا المدرسية في تلك الغرفة الفقيرة الاثاث والتي تغطي ارضها المتربة بعض الافرشة الرثة والاكياس التالفة,في زاويتها البعيدة عند الباب صندوق خشبي عتيق وضعت على سطحه بعض الاغطية والوسائد,سكون قاتل لا نسمع الا صوت المطر وموسيقى تنبعث من مذياع شبه محطم,كنا نحدق بكتبنا المدرسية بضجر وبدون رغبة في المطالعة وفجاة اطل علينا من فتحة الباب الصغيرة بجسمه المعافى المكتنز قط بلون التراب,اجال بصره في المكان ثم قوس ظهره وحرك جسمه حركة خفيفة نافضا ما علق بفروة جلده من ماء مطر,بعدها سار بهدوء الى الزاوية المقابلة للباب وجلس بغير اكتراث.
كان صاحبي يستمع لحديثي باصغاء, وما هي الا لحظات حتى سمعت صوت اندفاع صاحبي وبقفزة رشيقة الى الباب وسده باحكام,لم افهم لماذا فعل هذا صاحبي,لكن القط كان اسرع مني فهما حيث اندفع الى الباب ضاربا اياه ضربات قوية تارة وتارة اخرى يتسلق عله يفلح بوجود منفذ الى الخارج لكن دون جدوى,يكر راجعا الى الشباك لكنه يرجع يائسا الى الباب مرة اخرى,كنت اراقب ما يحدث دون القيام باية حركة,اما صاحبي فانه ابتعد عن الباب واحتمى جنب الصندوق واضعا وسادة كبيرة امام وجهه.
بعد ان يئس القط من الافلات,هنا بدا خيط الذاكرة يفلت,دعني اركز,نعم اني كنت نصف قائم لمحت القط وقد تحول الى شيء اشبه بالكرة,لا بل كرة قذفت باتجاهي انا الاقرب اليها بشدة لا اعرف كيف تحاشيتها,لم اكن قد افقت من هول ما حدث حتى ابصرت الكرة تنقذف باتجاه صاحبي وتطرحه ارضا وتجثم على صدره, كان الباب لا يبعد عنه الا قليلا ولكن رجلاي قد تسمرتا الى الارض,لم اعد اذكر ما الذي حفزني على الحركة,هل وجه صاحبي المدمى ام الخوف؟
كل الذي ادريه اني زحفت الى الباب ورفعت يدي المرتجفة الى الرتاج,لم اكن قد امسكت به بعد حتى احسست بثقل على ظهري وخيط من الالم الرهيب يفترسني,انحبست صرختي في سقف حلقي الجاف وانا ابصر بطرف عيني القط رابضا على كتفي ينهش مؤخرة رأسي وجوانب وجهي بمخالبه البارزة,لا ادري كيف عالجت رتاج الباب وفتحته حيث لم يتوان القط عن القفز فوق رأسي الى الخارج.
كنت كالمخنوق اتنفس بصعوبة,احاول السيطرة على قبس ضئيل من حواسي فلم استطع لكني ادرت وجهي باجهاد صوب صاحبي فوجدته مطروحا على الارض ويده على وجهه المدمى,فقلت بصوت مرتجف,ماذا فعلت؟ واردفت انظر وجهه المدى والخراب الذي حل بنا فنهضت من مكاني بعد ان التقطت حجرا من الارض طوحت به بعيدا الى الامام وكاني اقذف شبح تلك الليلة عن خيالي حيث سمعته يقول ذاك القروي الضاحك وبحركة جادة,شكرا...شكرا واردف ليس لك..بل لذلك الحيوان الذي زاد يقيني رسوخا في ان الحرية لا تقيد ولا تحجر ودروبها دائما نازفة.



#كريم_جبار_الهلالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...
- 3isk : المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بجودة HD على قناة ATV ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم جبار الهلالي - القط/ قصة قصيرة