قيس مجيد المولى
الحوار المتمدن-العدد: 2868 - 2009 / 12 / 25 - 01:27
المحور:
الادب والفن
إلى أي حدث يشير الشعر...؟
هل هو تخيل بالتفاصيل واستدراج قوة موصلاتها البعض بالبعض لاستفزاز الكامن من العلاقات الكثيرة
التي تشكلها تلك التفاصيل أم تصويرها بأبعاد جديدة تتخطى صفاتها وأغراضها ...؟
مايراه (أدغار ألن بو )
أن تبدأ القصيدة بقوة النغم اللغوي أو الطاقة الصوتيةِ السابقة على المعنى
وكذلك يرى الشاعر الألماني (جوتغريد بن )
أن القصيدة منجزة قبل البدء بها
وهو يعني أن الخلق متكون أصلا ومزدحم بالصور الشعرية المرتبة وكل شئ جاهز وما على الشاعر سوى التلاعب أو تحريك المشاهد من هنا إلى هناك لأن المضمون وقع في اللاوعي وهذا المضمون هو سلسلة من اليومي والماضي المتكرر عند مشاهدة أي مؤثر ما في الحاضر ،
كما أن الشعر يسير لتحطيم الموضوعات التقليدية للوصول إلى جوهر الشعر
ويحفل التكرار
تكرار اللفظ ،،تكرار المعنى ،، تكرار الصورة الشعرية ،، إلى تأثير الخلق السحري وما تعنيه إدامة الطرق على مشهد ما بتكثيف جديد لمشهد جديد يخرج من يد الشاعر على الفور ماأن يحل مشهد غيره
إن الشعر لايشير إلى حد معلوم
وهويشير إلى الشعر نفسه مهما أحتوى من الألغاز والرموز
لأننا أما نفهم شئ أو لانفهم إلى الأبد
فالشعر قائم في عالم الواقع بدرجات وقائم في عالم اللاواقع بأبعد من تلك الدرجات
وهوشئ غير مصرح به لقوته التداخلية وعدم استقراره
فليس بالإمكان الإمساك به خارج لحظته وضمن مناخه
ولن يكون هناك أي تفهم له إلا بالرغبة والتركيز الشديد
والتأمل الشمولي للقصد وما بعد القصد
أي تأسيس أخر يتقدم به المتلقي إزاء ماتم تأسيسه شعريا ضمن طاقة عقلية تنميها التجربة وتعويض نفسي لملء المساحات الشاغرة التي تنتظر شئ ما لتشعر بالقبول ومن ثم الانحناء والتقدير ،،
أن الشعر معجزة تتحقق وإيماء
للكون بتجديد إقامة البشر عليه
وليس هناك شئ حاد فيه أو لين حد الميوعة وهو تخبط في نور اللاشعور
ووفق هذا لن يكون الشاعر وسيطا لنقل أي من الرؤى ،
إنما هو الباعث والخالق والمجدد والمعبر عن الشعور الخفي
والمزهو بالجنون للوصول للمفاجئ تحت وهج العاطفة الفعالة في تقلبها وتضادها الحاد
وصلتها الخفية بالأفكار المطلسمة
التي ترى
أن لاطائل من فهم المصير .
#قيس_مجيد_المولى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟