أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - سُلاف رشيد - حوار الفراق الأبدي














المزيد.....

حوار الفراق الأبدي


سُلاف رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2867 - 2009 / 12 / 24 - 23:08
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


إلى روح الشهيد كامل شياع

ملحوظة أولى
كي أكتب بصدق، عن الشهيد كامل شياع، الذي لم ألتقه، ولم أعرفه عن قرب، افترضت أن له أختاً، لهذا ستكون كلماتي بحرقة قلب أخت فقدت أخاها .

ملحوظة ثانية
يقال أن هناك إمرأة، قررت المحكمة إعدام زوجها وابنها وأخيها لجرم ارتكبوه، ورأفة من المحكمة بهذه المرأة تقرر أن تستثني أحدهم من الإعدام، فقالت:

الأبن مولود
والزوج موجود
والأخ مفقود
ولهذا أختارت أخاها

ها أنتَ الآنَ بعيد ُعني، تلفك ظلمات ٌلا أعرفُ قرارها، وتنطلقُ روحك محلقةً، تطوف ُعلى كل الأماكن التي أحببت، مثلما تزورُ كل الذين أحببتهم. أعرفُ أنك عهدتَ بإبنك إلى أحد رفاقك، لكنك لا تعرف ُمنْ يمسحَ دموع َاليتم حين تترقرقُ في عينيه، وعلى أي صدر يضعُ رأسه حين يشعرُ بالوحشةِ. أنت بعيدٌ، لكنكَ في الحقيقة تعيش ُمعي اليوم كله، أنهضُ صباحاً وأول َما تقع ُعليه عينيَّ صورُك المعلقةُ على جدران غرفتي. أتأمل ُتلك الصورة َالتي تبدو فيها فر ِحاً رغم َهالة الحزنِ التي تتلبسُ عينيك، أو تلك التي تطالع ُفيها وجوه مستمعيكَ، وكأنك َتريدُ أن تستزيدَ معرفةً. أصدقك القولََ، رغم َكل الحزن ِالذي يطبع ُقسمات وجهك َبهالته، كنت ُأرى تفاؤلاً مؤجلاً يختفي بصمت ٍفي حدقتي عينيكَ. لهذا حين أستفيق ُصباحا، أغرق ُفي مناجاة صوركَ، واحدة ًإثرَ واحدة ، وكأنني أعيد ُالحياة إليها، لأنها رغبتي في أن تعودَ إلى الحياةِ ثانيةً، حتى وأن كنت َعلى هيئة ِصورةٍ. أعيدُ معك َدورة َالحياةِ مذ كنتَ طفلا ً إبنَ السادسة. كنت أرعاك َلأنك َأكثرَ أطفال منطقتنا هدوءاً، وأصبح هذا الهدوء كناية ًلك حين بلغت َمرحلةَ الصبا. ورغم كثرة ِالذين يرغبون في مرافقتك، إلا أنكَ كنت َتستجيب ُلصحبة ِالكتابِ، وكأنه ُمبعث ُالفرح لروحك. كانت الإبتسامة ُجوابَك، حين يكونُ السؤال ُعن هذهِ الرفقة. تبتسم لأمنا مثلما تبتسمُ لسخرية الآخرين ِمن هذا الولع ِالمزمن ِفي روحك ِللكتاب. ورغم رداءة الإضاءة ِفي بيتنا، إلا إنك كنت تبتسم ُلخيوط ِأشعة ِالشمس ِفي أغلب الصباحات، حين تنام لبعض الوقت، تنهض بعد حين وكأنك في عجلة من أمرك، وتبدو مهموماً، تتناول من الزاد ما هو متوفر في بيتنا. لم أسمعك يوماً أشتكيت من فقر طعامنا. كان الصمت ُديدنَك في كل ما يعترضك ِمن حزن. تحملُ الكتابَ الذي استعرته من المكتبة العامة، وتعود ُبآخرَ. هذا الحبُ حد الجنون بالكتاب هو الذي حرضك َعلى الذهاب إلى شارع المتنبي، ومن هناك ترصّدَكَ أعداءُ إبتسامةِ الفرحِ في مقلتيك، وقرروا أن يغتالوها .

أنهض كل صباحٍ، أ ُقبلُ صوركَ واحدة إثرَ أخرى، وتفيضُ دموعي حزناً، رغم أنك َ تعيشُ بين ضلوعي، تتنفسُ بكل خلاياي ، تنام ُبعيوني مثل بؤبؤها، تصحو بروحي مع أول شعاع شمس، وتسير مع ظلي. كيف لي أنساكَ وأنت صنو حياتي ؟ كيف لي أن أنساك وأنت دفءُ موقد النار في زمهرير حياتي ؟ كيف لي أن أنساكَ وأنت فرحي الذي ما أنخلقَ فرح ٌمثله ؟ كيف لي أن أنساك وأنت أعطيتَ معنى حروفِ أسمكَ حقيقتَها ؟ كيف .. كيف ...كيف ؟؟






#سُلاف_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحادي عشر من سبتمبر ويوم الأربعاء الدامي
- أسئلة ولدي التي أبكتني
- ل عامك التاسع والعشرين
- من أوراق امرأة من المنفى
- هي...... محاورة بين أب وابنته
- من أوراق إمرأة في المنفى
- من أوراق امرأة في المنفى
- رسالة من أبي
- صباح الخير يا نساء وطني.....5
- صباح الخير يانساء وطني (6)
- من أوراق عراقية في المنفى.......صباح الخير يانساء وطني
- من أوراق عراقية في المنفى
- صباح الخير يانساء وطني
- تأملات امرأة......( احداث الموصل)
- تاملات امراة............ كاتم صوت
- تاملات امراة ...... بمناسبة ذكرى إنتفاضة معسكر الرشيد تموز 1 ...
- ينابيع العراق الغرفة التي علمتني الكثير
- تاملات امراة ................
- تأملات أمراة..... 9 نيسان
- تأملات امرأة....


المزيد.....




- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - سُلاف رشيد - حوار الفراق الأبدي