عبد الباقي فرج
الحوار المتمدن-العدد: 2866 - 2009 / 12 / 23 - 11:42
المحور:
الادب والفن
الستارة .....
ستارة من حجار
من يسدلها ؟
الطيور الصغيرة
بعد مران الطفولة القصير ْ
تحط عليها
الحكايات التي نقشت فوقها
والعيون التي التهمتها شفاه الجوار
الستائر والسجاجيد
تلقي بثقل الشتاء على قصره فوقها
ومن ارتقوها للقاء الحبيبة
أو طلباً للنجاة !
من شرطة الأمن سرّية
أو شرطة تبتغي سوقهم
لخدمة تلك القماشة أو مايسمى العلم
ستارة من حجار
ستارة من نهار
لاينتهي كانتهاء النهارات عند الغروب
ولا يبتدئ : بتكبيرة من أبي
وهو يفتح أبواب روما ومكة والقدس
بينما نوصدها نحن أبناؤه
والجوار بأغطية أو أكفّ
لنكمل أحلامنا ... ! .
من حجار ستارتنا
تتطاير فوق هامتها
أفئدة ... أحجية وحكايا
كأفلامنا تنتهي بالنصر أو بالزواج
من حجار ...
ومن وشوشات ... وشايا !
منذ متى نُسجت هذي الستائر ؟
منذ متى عُبدت هذي النمائم ...
أذكر نمونة ً :
عند العشاء الذي يجمعنا
وتراب السطوح الذي رشّ للتو
ترمي ــ نوارسْ ــ بساقيّ عظمتها ــ
حالمة أن يكون العشاء الأخير !
منذ متى دُس خلف السواتر تلك
تلك السرائر ... تلك الصرائر ...
تلك الـ ..... !
كوبنهاجن
20 / 12 / 2009
بولص
الشوارع مقفرة عند الظهيرة
حين يجئ بصلعته الحمراء
وعلى مقربة من باب الدار
يناديه الصبيان : بولص !
ثم يلوذون بضحك مختلط
بشتائمه يطلقها بالمجان !
منذ ثلاثة أيام ...
لم نلمح صلعته
لم نسمع غير رثاء الجيران :
بولص عاش ومات وحيداً
لم يترك إلا طيبته وقنانيَ فارغة
وبكاء الصبيان
الحسناء والمجنون
تلك الجميلة
كلّ الشباب يحبونها
وكل النساء إذا ذكرت يمتعضن !
الجميلة تلك وفي عـز حرّ الظهيرة ْ
سقتني ـــ يقول حكيم ـــ
ثلاث كؤوس من الماء
ثم بصوت خفيض وجنحين حلّق
غير مبال بمن حبسوا أنفاسهم
ـــ كأنّ حكيماً حكيم ! ـــ
بعد عقدين تلك الجميلة :
بثياب سود وعشرة أطفال
ولسان ريفي ووجوه لا ترمقها
ونساء يهمسن عساها ! .
كوبنهاجن
22 ــ 12 ــ 2009
#عبد_الباقي_فرج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟