البئر

عبدالوهاب عزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2866 - 2009 / 12 / 23 - 07:36
المحور: الادب والفن
    

البئر

1

البئرُ
أسودُ شاسعٌ
بؤبؤٌ يبتلع العالم
والقلبُ يزحف كالحلزون على الجدار
كنتُ بين عالمين
أختبر الحلم:
للموت طعمٌ متخمرٌ
وللحياة رائحة عطرٍ رخيص
والدلو المدلّى مثل حربةٍ مفلطحة الرأس
يغرف من ماء القلب



في الأسفل تمر السنوات قطيعاً من الذكريات
أو تتساقط عن شجرة التوت في الأعلى
أمدّ فمي
واقفاً على رؤوس أصابعي
أرتعش كوتدٍ واهٍ
ويداي موثقتان إلى الجدار
سقطتْ عينٌ من الأعلى
إنها الملائكة
تنهار كحرس الجدار
وأنا أقف في الأسفل
أبحث عن فجوةٍ أضع قلبي فيها
لأفجّر المكان .

2

قالت الدودة :
إبليسُ ..
أنت واهنٌ كورقةٍ صفراء
أضلاعك تتكسر من أنفاسك
وقلبك مقسومٌ كبرتقالةٍ
الجنُّ يرمقونك بعيونٍ واسعةٍ
وروحك نارٌ خامدة
سيد الكائنات أنتَ
وجهُ اللهِ الخائرُ
صنو الضوء
لكنْ..
الطينُ هزمك
يا صنوي .


3
أنا إبليس سيد الحكاية
وفاتحة الجنون
امرأة ٌ تنزف ضوءها فوق الوسائد
وقلبي المتورم كوز صنوبر
لم أرَ وجهي لأمسح على خدي
وحدي في قفري
عيني ترسي
وصدري قاربي فوق الماء .
هكذا كنتُ
إبليسَ الغامضَ
سيدَ الحكاية
والهامشَ السري
أنا السوادُ المستتر خلف البياض
صنيعة سواي
والحكمة بذرتي المتقيحة .


4

الليل..
ثقبٌ واسعٌ
أرى الهواء
والملائكةَ يحشدون الصفوف
لابد أن الهجوم قريب
سأصوّب قلبي
سأباغتهم
أنا الوحيد بين برزخين
ضد الشر وضد الخير
وضد الضد
أقاتل دفاعاً عن نفقي
في داخلي
"نفقي أوسع من بؤبؤ وأضيق من إصبع"
لم أبدأ حربي بعد
لم أطلق نفيري
صوتي المكتوم يزلزلني
وأنا أذوي
في قعر البئر .

#عبدالوهاب_عزاوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات