|
المسرح النسوي السويدي...حين يحتج الصوت الناعم
عصمان فارس
الحوار المتمدن-العدد: 2865 - 2009 / 12 / 22 - 15:00
المحور:
الادب والفن
التعبير بالجسد يطفيء شرارة الكلمات نتيجة لتطور المسرح في اوروبا ، ظهرت العديد من التجمعات والفرق المسرحية النسوية مع العديد من المؤلفات والمخرجات وخاصة في منتصف الستينات في السويد، وارتفع صوت المرأة المثقفة والعاملة للمطالبة بحقوقها في اعادة توزيع العمل والحضانة وازداد الاهتمام بأعمال المؤلفات والمخرجات وخاصة المؤلفة مارغريتا كاربي والتي كتبت مسرحية بنات المسيح والتي شكلت نقلة نوعية مع المخرجة سوزانة أوستن في تغيير قوانين العمل والدفاع عن حقوق المرأة ،وكتبت مارغريتا كاربيه مسرحية الي جوليا ومسرحية كل الايام وكل الليالي، وتتسم جميع المسرحيات ذات الطابع النسوي بالتنوع والتباين ولكنها تتفق علي ثيمة تبني وجهة نظر المرأة في مختلف القضايا وتجسيدها مسرحيآ وقد تكون وجهة نظر سياسية أو إجتماعية. فتراث الحركات النسوية لها تأريخ طويل في اوروبا وخاصة في السويد هناك أنصار حركة نصرة المرأة وتتمتع المرأة بوعي راديكالي عميق، لكون بعض الفرق المسرحية انطلقت من معطف الحركات النسوية وخاصة جماعة الثمانية تجمع نسوي في السويد والدعوة الي قانون الاجهاض وتحسين قوانين الحضانة للرجل مساواة مع حضانة المرأة وقانون الاستقلال المالي والتحرر من العنف الجسدي والقهر الجنسي وحق المرأة في تحديد ميولها الجنسية ومصدر العنف هو الرجل . وقد أثمرت كل نشاطات المسرح النسوي في تغيير العديد من القوانين الموروثة،وجمهور المسرح ليس فقط من النساء بل المسرحيات والفرق الجوالة كانت تقدم مسرحياتها في المدارس والجامعات والساحات العامة جمهور منوع من الرجال والنساء،وكل هذا التطور في تغيير الافكار من خلال اهمية ودور المسرح في توصيل رسالته وصرخة المرأة لازالة الظلم والقهر عنها وتغيير المفاهيم ليس بمعزل عن الاطار السياسي العام في البلد وقابلية التغيير والتبديل علي مستوي القوانين الاجتماعية ومشكلة الطلاق والاجهاض وحتي مسألة الشواذ، يكفي الاشارة موضوع الملكة كريستينا ملكة السويد والتي تخلت عن العرش اصبحت سيرة كل الاجيال وأنثوية هذه السيدة التي رفضت المجتمع الابوي مثل الملكية والزواج والسياسة والحرب، وممكن عدم إعتبار المسرحيات التي تتناول شخصيات نسائية عبر التأريخ ذات مسرحيات نسوية لنصرة المرأة، والمسرح النسوي اساسه الكاتبة والمخرجة وكل الشخصيات الاخري من النساء. المسرح النسائي في السويد اعتمد علي منهج الفرق المسرحية المتجولة والصغيرة والتي ساهمت في تكريس والترويج للصورة المثالية وكسر ومناهضة الجانب الزخرفي لشكل ومضمون المرأة في المسرح ، وتجاوز الجانب التقليدي وعدم التركيز فقط علي جمال وشكل المرأة وملابسها النسوية، ففي مسرحية بنات المسيح التركيز علي الاغاني والاسكتشات ومسرح الكباريه وخلق علاقة مباشرة مع الجمهور، وتطور المسرح النسوي مع تطور الحركات النسوية والتجمعات والمناخ السياسي المناسب لتقبل الافكار الجديدة لنصرة المرأة وازدياد الوعي السياسي لتجاوز السلطة الابوية،وتطور الحركة المسرحية النسوية في تقديم مسرحيات سياسية وذات مضامين إجتماعية والتي لاقت الرواج والنجاح في اوساط التجمعات النسوية وكثرة الندوات والمناقشات مابين العاملين في المسرح مع الجمهوروكانت الموضوعات المهمة والتي تشكل سياسة القهر والتمييز الجنسي وموضوعات تلامس الجانب السياسي العام والجانب الشخصي الخاص علي الرغم من وجود العديد من التجارب والمسارح النسوية من حيث الشكل والاسلوب والهدف ونوع ومضمون العروض المسرحية،ومع ذلك لازالت هناك الكثير من التعقيدات والمشاكل التي تواجه العاملين في مثل هكذا عروض، وكذلك مشاكل الجمهور والنقاد لهذه المسارح واول هذه المشاكل وضع تعريف ونظرية للمسرح النسوي، عندما نقول ونؤكد ان المسرح النسوي مسرح سياسي الهدف منه هو إحداث تغيير واهم صفة فيه هو الاخراج يوعز للنساء،هناك العديد من الكاتبات والمخرجات والفرق المسرحية ومن حيث المنظور السياسي لكل فرقة مسرحية والمخرجة هو إحداث التغيير الاجتماعي وغرس الثقافة مابين الاجيال. فمصطلح مسرح نسوي يعني التزام العديد من النساء العاملات في الوسط الثقافي المسرحي هو التعبير عن التزامهم بالافكارالنسوية من خلال المسارح وتشكيل الفرق المسرحية، ايجاد منهج لنظرية المسرح النسوي وكل العاملات في المسرح وتنظيم العروض المسرحية والمشاركة في المهرجانات والمناظرات والمؤتمرات، وقد يكون حماس النساء الي مثل هذه المسارح قليل ويكون الحماس الي المسرح الاخر. ففي السبعينيات طبعت وقدمت العديد من العروض المسرحية لكاتبات ومخرجات من الوسط المسرحي السويدي ولهذا نجدالعديد من الفرق والاسماء لازالت في الساحة الفنية .
تجارب النساء في المسرح
وكل هذه الفرق تحتاج الي التمويل لذلك نجد اليوم العديد من المخرجات والممثلات يعملن في المسرح السائد سواء المسرح الملكي دراماتن او اوالمسرح الوطني الجوال او مسرح مدينة ستوكهولم والفرق الاخري، وبرز العديد من الكاتبات والمخرجات وكم هائل من الناقدات ، فتجارب النساء في المسرح تتميز بلغة نسائية جديدة مثل لغة التعبير بالجسد أو الاشارة أوالكلمة المنطوقة،اما الجمهور النسوي حسب المراحل الزمنية اصبح أكثر وعيآ فمسرحية بنات المسيح قدمت في السبعينات وقدمت بمنظور اخر سنة الفين وستة الوعي والثقافة حصل تغيير كبير في للمجتمع السويدي وبروز اجيال من النساء المهاجرات وتداخلت الثقافات وعملية مشاهدة المسرحية إختلفت والمدلولات الاجتماعية وردود الفعل كلها تغيرت.وهناك امثلة عديدة لعروض مسرحية نسوية. سياسة الثقافة المسرحية في السويد ليبرالية وديمقراطية تعتمد علي التراث وعلي التخطيط الناجح والتجديد والتطور. معظم المسرحيات التي تعرض تتضح فيها سمات واضحة وهي محاولة اضفاء فكر وابعاد جديدة علي العروض الكلاسيكية والتقليدية، ولا يبدو في ذلك اي جهد من ناحية طريقة تقديم العرض المسرحي واسلوب الاخراج اذ يتم ذلك من خلال تعديل النص نفسه. وظهرت تجارب في تقديم العروض المسرحية للمشاهدين في الحدائق الجميلة والمهمة في ستوكهولم، وتوفير كل مستلزمات المسرح المهمة ووسائل الراحة والاماكن حتي لو كان الطقس ممطرا، وتقديم نوع من الفودفيل بعد انتشار موجة تقديم الاعمال الكلاسيكية القديمة الكوميدية والتراجيدية بأسلوب يتلائم مع المشاهد المعاصر. يُبني العرض المسرحي بالاعتماد علي التلاعب بالالفاظ والموسيقي والرقص والحركة المبنية علي اسلوب الايقاع السريع، ومن هذه التجارب مسرحية ليستراتا للكاتب اليوناني ارستوفانيس وتمثيل الممثلة الكبيرة كيم أندرزون أدت دور ليستراتا واخراج جوديت هولاندر وتمثيل نخبة من نجوم مسرح مدينة ستوكهولم. بعد الفين سنة تعود بنا مسرحية ليستراتا الي الضحك وان كان السرور فيها ممزوجا بغير قليل من المرارة وفي بداية المشهد الاول من المسرحية تدخل كيم اندرسون الي حديقة المسرح وهي تقود سيارة عسكرية وتفاجأ الجمهور الكبير. بنيت ثيمة المسرحية علي فكرة رائعة وفكاهية ليستراتا امرأة من اثينا تعمد الي ايقاف الحرب بالاتفاق مع كل نساء الدول المتحاربة عن الامتناع من الاختلاط الجنسي بأزواجهن حتي يكف الرجال عن غيهم ويدعون الي الهدنة، فكرة في غاية البساطة والروعة. ومصير قسم وثورة النساء مرتبط باللذة كما تتمثل في تلهف الرجال الي اقناع واسترجاع زوجاتهم المضربات، بأستخدام الحيل الصغيرة والمؤثرة والتي استخدمتها الضعيفات من عضوات هذه الرابطة اللاتي اردن الفرار من التضامن مع ليستراتا من خلال تزمتها وتعسفها للرجلوتناول المؤلف ارستوفانيس هذه الحيل في سلاسة رائعة ومتعة بالغة، وتتعاقب المشاهد في مرح لا ينقطع والقسم واداء اليمين لدي الثائرات من النساء وهن مجبرات في أسي وحزن وهن في كامل الاشتياق الي ازواجهن والعكس كذلك من الرجال وتجلي ذلك بوضوح ذلك في مشهد العسكري وهو يرضع الطفل وزوجته اضربت عن اللقاء معه الرجل يصرخ والمرأة تصرخ وتقفز والاثنان في اشتياق كامل الي فراش الزوجية.
هزيمة الحاكم
والصراع في المسرحية يكاد يدعو الي الشفقة بين فرقة الرجال من الجنود والذين يحملون الحطب الي الاكروبولس املا في ان يستدرجوا النساء ويتراجعن عن الاتفاق مع ليستراتا ومجموعة النساء اللاتي يحملن الدلاء والمواد الاطفائية الحديثة لاطفاء لهيب الرجال، وكذلك مشهد هزيمة الحاكم العسكري الاثيني والتعا سة الكوميدية والتي يشقي بها سبنياس حين حاول ان يسترد زوجته وهي تنزل به من العذاب، وهو يصرخ وفقد طاقته علي الصبر والاحتمال، وما يلي ذلك من مشاهد الشقاء المضحك والذي يصيب الرسول (الاسبرطي) كل هذه المشاهد الجريئة والرائعة والممتعة تعتبر هذه المسرحية الملهاة رائعة ورافضة للحرب ولزرع بذور السلام . وفي الختام يتفق الجميع علي توقيع اتفـاقية ســـلام بين الحرب الطاحنة ما بين قادة اسبرطة وقادة اثينا ويتم التوقيع تحت سيقان دمية كبيرة لأمرأة عارية. يعتبر ارستوفانيس وهو كاتب ملهاة يوناني رافضا وناقدا للحرب بطريقة ساخرة، يبدو انه من البديهي ان الكوميديا المرحة يجب ان تشحن الجو بالراحة، الا ان صنع الاحساس بالراحة هنا ليس بالامر السهل وعلينا ان نصنع مصدرا ايجابيا مفهوما للجميع وان نحرض علي اقناعه وطبيعة كماله ونهايته، فهذه الكوميديا تحوي الهارمونية التي تحرك وتشد المتفرج دعت المخرجة جوديت هولاندر الي الاحتفال مع هذه الكوميديا المرحة وخلقت نهاية سعيدة، وحافظ الابطــال علي السعادة رغم اجواء الحــرب والوجود الدائم للموت، لكن الكوميديا التي خلقتها النساء تحت قيادة (ليستراتا) كيم أندرزون جعلت من الجنرالات المجانين والمهوسين بالحروب واهانة تجار الحروب وثورة النساء ضد ملاقاة الرجال والسخرية منهم. اما التشكيل الهنــدسي للمسرح والســلام وحركة الممثلين من الاعلي والاســفل وبمـــرونة عالية، جعلت من المسرح المليء بالشعارات والممنوعات مثل ممنوع الحريق، ممنوع الوقوف، ممنوع التصوير، وممنوع المرور وممنوع استعمال التلفون النقال وكل هذه الرموز والدلالات لقوانين الممنوعات في زمن الحرب وقد شاهدت عرض اخر مثير للجدل لمسرحية ليستراتا تحت عنوان إنتقام النساء علي مسرح كلارا لفرقة مسرح مدينة استوكهولم وقد اقتبست الكاتبة الدانماركية فكرة مسرحية ليستراتا واعدتها للمسرح بعنوان إنتقام النساء مسرحية من نوع الكوميديا ثمانية نساء يمثلن أيظآ دور الرجال والاحداث تدور في احتلال ستوديوا تلفزيوني ولاتخلوا الكوميديا من عناصر البهجة مثل الحب والجنس والسياسة والمسرحية من إخراج روني دانيالسون. اما مسرحية ام الارتباط لفرقة مسرح مدينة ستوكهولم ستاد تياتر ممكن تصنيف هذه المسرحية ضمن مسرح المرأة لأن أكثرية الجمهور من النساء وكل الممثلات من العنصر النسائي أي أكثر من 13 ممثلة تؤدي الادوار النسائية. المؤلفة (تريزا تسكن لينا نرويجية) والمخرجة السويدية أوسا كالمر وتمثيل فرقة مسرح مدينة ستوكهولم ستاد تياترمارينا ليند ستروم، ايفا بومان،ماريا روس، مالينا انكستروم،أنا لوند كفيست، أنا ليندال،أنيتا اكستروم، كايسا رينكارت،ليليان يوهانسون والممثلة ماريت فالك. ومن اهم ملامح هذه المسرحية أم الارتباط هو اكتشاف الابعاد النفسية للمرأة وتوجهاتها واحوالها الاقتصادية والاجتماعية، وهذه المسرحية تجعلنا ان نكون امام واقع المرأة في الغرب وخاصة المرأة السويدية واحوالها الواقعية والغيبية وكذلك الغوص في أعماق وذات المرأة لمعرفة الجوانب المشرقة ونقاط الضعف والبؤس في حياتها اليومية.هنا نكتشف ان أكثر الشخصيات النسائية محطمة الامال ومصابة بالاحباط وفاقدة الهدف ومصيرها مبهم ومجهول ومحزن. وفي مسرحية ام الارتباط تبرز حالة التجني علي الرجل وتسليط الضوء علي غروره وتعاليه علي المرأة وعدم الاكتراث واهمالها وتجاوزها من خلال عدم احترام مشاعرها، وفي مجلس النساء يكون الرجل محور النقاش علي الرغم من عدم وجوده علي خشبة المسرح في هذه المسرحية ويدورالحوار حوله لكونه السبب المباشر في تعاسة النساء في محور وثيمة المسرحية.هنا نجد ايرينا المعلمة وقد ضجرت من الحياة وهي متعبة وتشعر ربما فاتها القطار وهي لاتحب الاطفال وهي تتحدت مع لينا الحامل وهي تنتظر مولودها ولكنها كثيرة الشكوي من زوجها لعدم تعاونه معها،أما ميريت تعمل مصورة تحمل طن من الهموم ولكنها لاتبوح بها وتعتبرها اسرار خاصة بها لاتود ان يشاركها أحد في حياتها الخاصة بها اما أنا فهي كاتبة مشهورة ولكنها مشحونة بالعقد وتعيش عزلتها ولاتود الحديث مع ألأخرين، والشخصية المحورية في هذه الميرحية هي بيريت كانت تعمل مديرة وهي دعت وجمعت كل النساء الضيوف في بيتها، بيريت سيدة تحلم بالحياة الحرة ولكنها تصاب بعقدة الخوف وهي تنتظرالموت نتيجة اصابتها بمرض سرطان التدي الشائع بين النساء، وتبقي المسرحية رغم مسحة الحزن لكنها تحوي الكثير من القفشات والمشاهد الكوميدية وخاصة في المشهد الاول الاستهلال والتركيز علي هواية النساء واحدة تهتم بشراء الملابس واخري تهيم في الاسواق واخري تستعرض بدانة جسدها ومحاولة الريجيم والحمية في الاكل واخري تفتخر برشاقتها واخري تعمل راهبة لكنها قاسية في سلوكها وتتعامل بخشونة مع الراهبات الشابات . عند استلام بيريت رسالة من المستشفي تؤكد كونها مصابة بسرطان التدي تقرر دعوة كل صديقاتها والاقرباء وابنتها مالينا وهي تهيئ كل متطلبات الحفل، يبدأ المشهد بجلسة سمر ودخول الضيوف كل يحمل هدية ويجتمع الجميع حول مائدة الاكل والشرب،تلتقي المعلمة والمصورة وصاحبة المتجر والكاتبة وعازفة الموسيقي والي أخره، ميريت ترحب بالجميع وتعلن عن سبب هذه الدعوة لكونها مصابة بمرض سرطان التدي الخبيت ويتعاطف معها الجميع والالتفاف حولها،اما ابنتها الحنونة مالينا هي تقف بجانب امها وتدير شؤون ومتطلبات الضيوف وتواسي امها،ومن البداية يشاهد المتلقي حالة التنافر والخصام والصراع مابين النساء وتوزيع الادوار وطريقة اختيار اماكن الجلوس وطريقة تقديم الهدايا الي ميريت وجاء البعض قاضي اليدين بدون هدية. في مسرحية ام الارتباط تطرح نفسية كلا الجنسين الرجل والمرأة للفحص والنقاش ونكون علي بينة من كل اسرار المرأة ومكوناتها عن سر اختلافها عن الرجل،مالينا تتحرك وتحاور الجميع بشكل طبيعي ودون اي تكلف وبشكل عام يسود الحوار وملاطفة الجميع، وفي لحظة تقديم المشروبات الروحية تتحول الحفلة الي حالة صخب وكوميديا سوداء والسخرية ومأثم للحزن وبع تناول المشروبات ودوار الرأس مع أول كأس تبدأ كل واحدة تفصح عن مكنونات نفسها وطرح مشكلتها وتفشي أسرارها ايرينا علي سيل المثال تبدأ بالبكاء لكونها تعيش لوحدها دون أسرة أو طفل يملي عليها وحدتها ولكونها فشلت في كل مغاماراتها العاطفية وأخري تشتكي من صاحبة المتجر كيف استطاعت ان تسرق زوجها وأغرته بجسدها الممشوق وقد حطمت حياتها وإنها الان تعيش بدون رجل يملي حياتها العاطفية وتحاول مطاردة صاحبة المتجر وضربها ولكن يقف الاخرون حائلآ دون إفساد جو الحفلة. أما الفتاة الجميلة أنا ليندال عازفة الكمان المشهورة في السويد ومع ذلك تعمل ممثلة في هذه المسرحية إهتمت بالموسيقي أكثر من إهتمامها بجوانب الحياة الاخري الجميلة مثل كنز الحياة الحب وفقدت دفئ الرجال والمعجبين وهي تشعر بالحزن والندم لانها لن تخلق حالة التوازن بين الحب وسر مهنتها الموسيقية اي التوازن مابين الالة الموسيقية والرجل أما الممثلة مالينا إنكستروم تؤدي دور البنت وهي فتاة شابة وطموحة تساعد امها ميريت ممثلة تتمتعبالحيوية وخفة الحركة وايقاعها نابض بخفة الدم وخريجة كلية الفنون المسرحية في مدينة مالمو تعمل في مسرح مدينة ستوكهولم والمسرح الملكي ولها بعض المساهمات في التلفزيون والسينما، الممثلة أنيتا إكستروم وقد أدت دور الام ميريت عملت منذ سنة 1969 في مسرح مدينة ستوكهولم ونالت إعجاب الجمهور السويدي والنرويجي والنقاد، أما الكاتبة (تيريزالينا) مؤلفة مسرحية أم الارتباط وهي منافسة للكاتب المسرحي السويدي لارس نورين وتعتبر الكاتبة النرويجية تيريزا مثيرة للجدل وخاصة في هذه المسرحية وبسبب واقعيتها في مسرحية أم الارتباط وصدقها في طرح موضوع المرأة . أما المخرجة (أوسا كالمر) تعمل مخرجة وممثلة وسينوغراف درست المسرح في باريس وعملت مساعدة مخرج مع المخرج انجمار برجمان في المسرح الملكي دراماتن وهي كاتبة مسرحية وتكتب نصوص إذاعية وبعض السيناريوهات الي الافلام القصيرة، وأخيرآ لابد الاشادة بمسرحية أم الارتباط حففت نجاحآ علي جميع المستويات الفكرية والفنية وانها كانت خطوة جريئة وجديدة. مثلما عملت المرأة السويدية في المسرح وظهرت كاتبات ومخرجات يعملن في مسارح ذات ثقافات مختلفة ومتأثرة بتيار النزعة النسوية، واستعادة صورهم الحقيقية من خلال العمل في مسارح مختلفة وتقديم مسرحيات عن المهاجرين وكذلك مسرحيات ضد التمييز العنصري ومسرحيات تدين العنف ضد المرأة وتدين استخدام كلمات نابية وبديئة والشتائم، وإن الاختلاف له تأثير كبير في الاطار المعاصر للمسرح النسوي وظهور معاني ومواضيع جديدة وامكانيات جديدة لجيل من المهاجرين وخلق مسارح متعددة اللغات وتنوع الثقافات وظهرت موضوعة الاغتصاب والتحرش الجنسي وتأثيرات الحروب والجوع والجوء السياسي وتعتبر الكاتبة والمخرجة (فرناز اربابي) ايرانية الاصل كان عمرها ثلاث سنوات هاجرت مع اسرتها الي السويد درست الصحافة والمسرح وتلقي جميع اعمالها نجاحآ في الوسط الثقافي والمسرحي السويدي قد اخرجت مسرحية الغزو اوالاجتياح لفرقة مسرح مدينة استوكهولم ستاد تياتر نالت استحسان النقاد والجمهور السويدي وحصلت علي جائزة الصحافة ونالت مسرحيتها المهاجرون لفرقة المسرح الوطني الجوال اعجاب الجمهور لطرحها موضوع الهجرة والجوء بسبب الحروب وفقدان فضاء الحرية في بلدانهم. والشخصية الاخري النشطة في الوسط المسرحي هي نستي ستيرك الكاتبة والممثلة الكردية في مسرحية عالم زينوا والمسرحية من نوع المونودراما ذات الممثل الواحد وعلي مدي ساعة واحدة تؤدي الممثلة نيستي القديرة والمتمكنة من ادواتها الفنية والتمثيل. ومسرحية عالم زينوا من اخراج المخرج السويدي والممثلة نيستي عمرها الحالي 27 سنة هربت برفقة عائلتها سنة 1983 من تركيا الي السويد وكان عمرها آنذاك 5 سنوات فقط والسبب هو الخلاص من جحيم الابادة والظلم والاضطهاد للاكراد في تركيا.. درست نيستي واكملت تعليمها في السويد ودرست المسرح في ستوكهولم ثم عملت كممثلة في مسرح مدينة أوبسالا واجادت في دور اخت اليكترا.. وشاهدتها في مسرحية -ادني كباريه- مع المخرجة سوزانا اوستين. ونيستي ممثلة مجتهدة ولها العديد من المشاركات في الاذاعة والتلفزيون السويدي ومسرحية زينوا من تأليفها وتمثيلها والمسرحية عبارة عن سيرة ذاتية لسيدة كردية لها ثقافتها الخاصة بها واذا بها تواجه ثقافة اخري غريبة، يتم استحضار هذه الشخصية علي خشبة المسرح بكل مكوناتها النفسية والاجتماعية واللغوية هناك مهمة لتعلم اللغة السويدية والاختلاط مع المجتمع السويدي واكتساب بعض العادات ورفض البعض الاخر هناك تناقض بين تربية المجتمع والمدرسة وتربية الاسرة الملتزمة بالتقاليد الكردية والاسلامية وثقافة الاباء والاجداد سلطة الاب القسرية والرقابة العائلية علي كل سلوك يبدر من الشابة زينوا.نيستي تؤدي دور زينوا وتحاول الدخول والولوج الي عالم المتلقي من خلال الحوار والتقرب من الجمهور بشكل مباشر وبشكل حميمي الغت كل الفواصل وحطمت الجدار الرابع ودخلت الي قلوب الناس لانها تتحدث بلغة صادقة وتتقمص شخصية زينوا احيانا لكي تبرز مشاعر هذه المرأة الكردية وكيفية الاندماج في مجتمع وتعلم لغته والعمل داخل المجتمع السويدي وتلقي نيستي ستيرك في كل ماتكتبه وتمثله من اعمال في المسرح والتلفزيون نجاحآ كبيرآ لما تملك من مصداقية في طرحها وفي تمثيلها لموضوع الاندماج مع المجتمع السويدي والعادات والتقاليد وخاصة في مسرحية عالم زينو .فرغم تغيير المناخ السياسي والاقتصادي والاجتماعي ويبقي دور المرأة هو الانسجام ومواكبة المتغيرات وعكسها كاتجاهات علي خشبة المسرح لغرض التقييم الثقافي وتفاعل الثقافات بعضها مع بعض للنزعة النسوية والمسرح.
#عصمان_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وداعآ جلال جميل عاشق الضوء
-
رؤية في ثلاث تجارب مسرحية للمخرجة ايفا برجمان
-
فوبيا الانتظار في مسرحية غودو
-
روميو وجوليت يلتقيان علي سيرك الحب
-
مسرحية الزمن المظلم تخترق ستر الرياء وتبكي القلوب الجريحة
-
مخرج عراقي يمسرح المشاعر المفقودة
-
مسرحية الهروب للكاتب الروسي بولغاكوف تعاد في ستوكهولم برؤية
...
-
مسرح داريو فو تهكم مرير ورقص ساخر
-
السويدي اوجست سترندبري يستعيد الارث الكونيالي ويتحرر من الوا
...
-
المسرح والنقد ثنائية لألمع الثمرات الأدبية
-
مسرح ستوكهولم يحتضن موت راشيل كوري
-
المخرج يوقظ الكلمة بأوكسجين الحياة في المسرح التجريبي
-
فتاة البجع مابين تضاريس الحب وجغرافية الوطن
-
شخصيات تشيخوف تعاني العزلة ومحاصرة بالذكريات
-
المسرح الامريكي يفجر الصورة السائدة بعد الحرب العالمية الاول
...
-
مسرح العبث يطلق مشاعر القلق نحو الوجود
-
مسرحية مشهد من الجسر للكاتب آرثر ميللر: التصادم ما بين القان
...
-
شاعرية تشيخوف وضحايا شكسبير وحياة مبنية على الكذب عند ابسن ت
...
-
رقصة الموت. معالجة بريطانية علي مسرح سويدي
-
إغتيال مارا في استوكهولم . مسرح حزين مفعم بالتفاؤل
المزيد.....
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|