أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام خماط - المغايرة في تجربة القاص سعدي عوض














المزيد.....

المغايرة في تجربة القاص سعدي عوض


سلام خماط

الحوار المتمدن-العدد: 2865 - 2009 / 12 / 22 - 07:59
المحور: الادب والفن
    


تكمن أهمية القاص سعدي عوض الزيدي باهتمامه بالمحتوى التكويني للقصة من جانب ,واختلاف آراء النقاد في نوعية ومستوى هذا المحتوى من جانب آخر ,فمنهم من اعتبره سوريالي وآخر من عده واقعي وثالث من اعتبره شكلانيا ورابع من عده تفكيكيا ,لكنهم أجملوا على انه خليط من كل الذي ذكر حسبما يقوله القاص إسماعيل إبراهيم عبد ,فهو يؤمن بالحداثة لكنه لم يتأثر بأحد رغم قراءته الكثيرة للحداثوين ,والحداثة عند الزيدي هي ليست أكثر من منهج حياتي وفني ,فهو يتميز عن غيره من القصاصين بالمغايرة , والمغايرة لديه لا تعني المشاكسة او الحط من شان الآخرين ,لكنه أراد لها ان تكون سمه او علامة في السرد العراقي ,لقد استلهم القاص الزيدي هم الإنسان العراقي الخارج من أتون الحرب العراقية الإيرانية والمعفر بالبارود والناجي صدفة من حرب بلا قضية ,فقد ظهر القاص مع مجموعة من الأدباء في خضم الحرب المذكورة وقد استطاع ان يحرك الساحة الأدبية مع هذه المجموعة ونذكر منهم فيصل إبراهيم ,عبد علي اليوسفي ,قصي الخفاجي ,إسماعيل عيسى بكر ,فكانت قضيتهم تتوهج في مشغل قصصي مدركين تمام الإدراك لتراث القصة العراقية لكنهم غايروها في كتابة نمط جديد غير متأثر بمرجعيات اعتمدها أساطين الستينات ,وهنا كان الاحتدام بين الأجيال حيث تكرس في عقد التسعينات فظهرت جماعة (تضاد ) الذي مثلها شوقي كريم وحميد المختار وعبد الرضا الحميد وإسماعيل عيسى بكر وغيرهم , وجماعة (مدى )مثلهم القاص سعدي عوض الزيدي وفيصل إبراهيم وجماعة بحجم الكف أبرزهم وارد بدر السالم وقصي الخفاجي وحمزة عباس ,حيث كانت الأرض العراقية والواقع والتراث المتراكم مرجعيتهم الوحيدة ,من هنا أصبح الإنسان هو رسالة سعدي الزيدي الذي يكابد من اجلها ,وان كل ما كتبه إنما كان يعبر عن هموم الإنسان العراقي الكبرى ألا وهي الحرية وكرامته في الوجود ,ولم تكن لديه رؤى مسطحة حتى وان كتبت عن الوشائج الإنسانية الصغيرة ,ولهذا السبب يكون أبطال سعدي عوض عبارة عن وجود وحلم ويسعى القاص ان يكون المتلقي جزء منها ,فهو يشارك المتلقي في ترجمة همومه على الورق والمتلقي يعيدها الى القاص من خلال ابتسامة رضا كما يقول الزيدي.
والقاص لديه مهارة فنية في استخدام الارتدادات الزمنية كما في روايته (طوفان صدفي ) الى جانب محاولة استبطان الشخصية القصصية وتفجير هواجسها في لحظة الفعل القصصي,فقصصه تهتم الزمان والمكان مع الحرص على دلالتهما الفنية ,ومن البساطة ان يلتمس القارئ لقصص الزيدي تأثيرات الواقع والتراث العراقي عليها ,وقد ربط بين تجربة الإنسان الاجتماعية اليومية وبين ما هو واقع على المستوى السياسي الوطني.
فإذا سلمنا أن القصة تستجيب لواقع المرحلة التاريخية بشكلها الآني ,فان التطورات الفنية لها سوف تقود الكاتب الى معرفة أشكال العلاقات الحضارية ,سياسية كانت أم اجتماعية لكل مرحلة قصصية وإدراك مدى تأثير هذه العلاقة على تطور الوعي القصصي ,لقد ازداد ميل الزيدي الى الارتفاع بالحدث القصصي الاجتماعي الى مستوى الموقف الذي يظهر فيه الإنسان كقوة فكرية وسايكيولوجية مؤثرة ,وقد أدرك القاص الزيدي ان المغايرة قد حصلت في حساسية القارئ الذي أصبح يتطلع إلى قصة تؤرق وعيه بأكثر من تساؤل عن أمور الحياة ,وقد استطاع القاص ان يوفق بين ما هو فردي في السلوك الاجتماعي وبين ما هو عام في الممارسة الإنسانية ,فأصبح السرد المعمار في قصة الزيدي ,لأنه يضع قارئه أمام علامات استفهام كبيرة , والزيدي ينحو إلى التجريد دون الإخلال بتجربته الاجتماعية ,من هنا يرى بعض النقاد كما أوضحنا في البداية ان من النادر ان نقف عند نموذج متفرد بحساسية خاصة في قصصه ومن يطلع عليها يلحظ انشغالا كبيرا في اللغة التي تعتبر غاية في الرشاقة والإحكام .

سلام خماط



#سلام_خماط (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الشاعرة رسمية محيبس
- تعديل قانون الانتخابات
- تأثير الدعاية الانتخابية
- فوز المرشح
- فشل إقرار قانون الانتخابات
- رسم التوافقات من جديد
- تنمية الوعي الانتخابي
- التمثيل السياسي في التجربة الديمقراطية
- القائمة المفتوحة
- مفاهيم الديمقراطية
- حسين الهلالي أسم حفر في ذاكرة المدينة
- أزمة حرية أم أزمة مفاهيم
- اثر الطائفية على العلاقة بين الدولة والمواطن
- اتحاد الأدباء والكتاب بين تعطيل الانتخابات والانتساب الزائف
- من يقف وراء التفجيرات الأخيرة
- كلمات في حسين الهلالي
- ديمقراطية الإعلام في دولة فاسدة
- كي لا تطل الدكتاتورية برأسها من جديد
- اثر مؤتمر لندن في اعمار البنى التحتية
- الإرهاب بين عنف الدكتاتورية وعنف إذنابها


المزيد.....




- -كانت واحة خضراء-.. كشف أثري عن واقع السعودية قبل 8 ملايين س ...
- الدهاء الأنثوي يحرك الدراما السورية.. حيل ومكائد تؤجج الحكاي ...
- ياسمين عبدالعزيز تعود للسينما بفيلم -زوجة رجل مش مهم- مع أكر ...
- قصص سينمائية حقيقية.. كيف تتطاير أجساد أهالي غزة بصواريخ الا ...
- خطوات تثبيت تردد قناة cn بالعربية الجديد على نايل سات 2025 “ ...
- عروض الأفلام الخاصة مهرجان للأزياء والترف، وليس للتقييم
- رحيل الفنان جواد محسن صاحب -قطار العمر-
- رحيل الفنانة الأردنية رناد ثلجي عن 36 عاما بعد صراع مع السرط ...
- -دحول الصمان-.. هيئة التراث السعودية تعلن عن اكتشاف عالي الأ ...
- قيعان المحيطات تختزن تراثا ثقافيا تهدده الأنشطة التعدينية


المزيد.....

- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام خماط - المغايرة في تجربة القاص سعدي عوض