أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم اسماعيل نوركه - عصر التنوير لم يبدأ عدنا بعد...!














المزيد.....

عصر التنوير لم يبدأ عدنا بعد...!


سالم اسماعيل نوركه

الحوار المتمدن-العدد: 2863 - 2009 / 12 / 20 - 20:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو إن عصر التنوير لم يبدأ عندنا بعد في كتابة التاريخ ولم يتحرر المؤرخ عندنا من كثير من السطوة كي نبدأ كتابة التاريخ على حقيقته وذلك التاريخ الماضي كي نشكك به ونؤكد صدق ما قيل فيه من كذبه بعيدا عن رغبات السلطان ونظهر التزييف حيثما وجد .
ربما نعيش بسلوكيات العصور الوسطى في الوقت الذي نعيش في هذا العصر يوم كان المؤرخون الأوربيين لا ينتقدون المصادر التقليدية ولا يحللوها بأسلوب علمي دقيق وكانوا ينقلوها مثل العميان وكانوا يومها يهتمون بالصراعات القومية التي ظهرت وكانت للكنيسة سلطتها التي لا تستهان بها .
مع نهاية فترة العصور الوسطى بدأ المؤرخين يحرروا التاريخ من كثير من السطوة مثل الخوارق والمعجزات والخرافات وسلطة الكنيسة ولكن هذه المرة وقعوا تحت سطوة الدولة القومية ورجالاتها وتحرروا من سطوة رجال الكنائس ،اهتموا ببلاط الملوك والأمراء والنبلاء ولم يهتموا بالشعب إلا أن جاء عصر التنوير ومن رواده فولتير ومعاصره هيوم وبدأت مدرسة جديدة في التفكير التاريخي كانت ثورة على ما يقيد النشاط الإنساني وبدأ مدخل للتاريخ العلمي ونقد الوثائق بأصول وقواعد وأتخذ الشك هو الأساس العام للدراسة والطريقة الوحيدة للوصول للمعرفة .والمؤرخ الناجح صاحب المنهج والبحث التاريخي يكون غزير الثقافة ويحسن اختيار موضوعه ولا يمل من جمع المادة التاريخية ونقدها وترتيب الحقائق وتقديم الصيغة التاريخية السليمة في ظل حرية كاملة وهذا الأمر في منطقتنا تكاد تكون معدومة وهذا يجعل أمر وجود حركة تأريخ حقيقية ضرب من الخيال ،كيف يمكن أن يتحرر التاريخ من أيدلوجيات المنطقة وتمجيد الحكام .
ويرى البعض بأن سبب تغبطنا في الحاضر ناتج عن عدم أتفاق الذاكرة الجمعية على أحداث الماضي!ونحن نسأل كيف نتفق على شيء نشك فيه ووضع وكتب في ظروف غير صحيحة ،كيف نتفق على شيء ولد في ظل الإرهاب مثل إرهاب الكنيسة وسلطة الملوك في أوربا ودكتاتورية رجال الدولة ،في مثل حالنا علينا أن نهتم بالمستقبل وقبله بالحاضر علينا أن نتحرر من مصائب الماضي والخلافات الموجودة فيه ،هم بالأمس اختلفوا على الأمس فكيف اليوم نتفق عليه ،علينا أن لا نرجع آلاف السنين إلى الخلف لأننا سوف نصطدم بخلافات الأمس البعيد والقريب وخصوصا وضعنا لا يسمح بذالك ،وإنما علينا أن نتطلع إلى عدد من السنين إلى الأمام وتاريخنا عندما يبدأ عصر التنوير عدنا ويسمح بنقده سوف يتجه صوبه ذوي الاختصاص بلا إي نوع من الإرهاب والفكرة المسبقة وعندما يكون (أعمال خلفائنا وحكامنا)غير مقدسة وقابلة للنقد العلمي .
خذ مثل واحد من الماضي القريب ..عبدالكريم قاسم كان في زمانه الزعيم الأوحد ثم في الزمن اللاحق نفس الشخص تحول إلى دكتاتور وعاد اليوم يطلق عليه مرة أخرى بالزعيم وحتى إننا خلقنا لدى الجيل الذي لم يعاصر الحدث استفهام كبير .
وأخطر شيء نواجهه اليوم هو إننا جعلنا من تاريخنا كل شيء فيه مقدسا فلا يسمح نقده من قبلتا كما لا نسمح الآخر يتطاول عليه وإن فعل وأنتقده شخص وإن كان بدافع شخصي سوف نفعل ما لا يخطر ببال أحد ونجعل منه شخصية معروفة عالميا من خلال ضجيجنا وصراخنا ونسهل عليه تحقيق أهدافه التي كان يحلم بها.
وحال برلماننا الحالي هو عدم اتفاقه على ما حصل في الماضي وعدم تفرغه للحاضر وترى جلساته وكأنه جلسات خصوم على طول الخط وببساطة تستطيع تحديد مشارب كل نائب في الوقت الذي نريد أن نرى النائب يقف مع منطقة ص وأن كان هو من منطقة س لانه يرى بأن الواجب يتطلب أن يقف مع ص وبالعكس .
لكن هذا البرلمان بكل ما يحمل من تناقضات واختلافات يتوحد في حالة واحدة فقط ألا وهي مصالح المبالغة فيها لأعضائه من الرواتب العالية ومسح ديون ومستحقات الدولة التي بذمتهم وأخذ قطع الأراضي في أرقى مناطق في العاصمة وليس في مناطق سكناهم والبحث عن رواتب تقاعدية عالية لأعضائه بعد انتهاء الدورة البرلمانية والجوازات الدبلوماسية لهم و(لجيرانهم ولأخوة لهم بالرضاعة) وفي الختام نتمنى التاريخ أن يسجل لكم بأنكم كنتم مساهمين في إنجاح الديمقراطية في البلد وليس العكس.



#سالم_اسماعيل_نوركه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أستاذ شاكر نابلسي..لماذا كلفة الديمقراطية العراقية..باهظة؟!
- العراق..أما بوابة للديمقراطية..أوللجحيم...!
- سوف نفتح (للجهنم أبواب جديدة)...!
- مثل طبيعة...
- موزائيك..وجدار برلين!
- إلى أين نريد أن ننتقل؟!
- من المستهدف؟ومن الذي يستهدف؟
- ماذا نقدم لهم إذا عادوا!؟
- قالت لي السمراء
- الصين..والناس..والملوك!
- أحبك بالصمت.
- أبصم باليقين يا سيدتي.
- بين معادلتين قاسيتين..فحصل ما حصل!
- تساؤلاتي ...؟
- ألف ليلة وليلة...
- الحروب والعصور...
- ماذا بعد تشخيص العلة؟!
- عصفورتي في الضفة الأخرى
- صومعتي
- على الكرد أن يغادروا!


المزيد.....




- وزير إسرائيلي يضع خطة لمنع الضفة الغربية من أن تصبح جزءا من ...
- -الطلبة يصلون مدارسهم خلال الحرّ، لكن المشكلة تكمن ببقائهم ه ...
- بعضهم مصاب بـ-اضطراب ما بعد الصدمة-.. إسرائيل تستدعي جنودها ...
- فيديو: في مشهد خلاب وحفل استثنائي.. 20 زفافا في يوم واحد على ...
- نيبينزيا: السلام في أفغانستان مستحيل بدون التعامل مع -طالبان ...
- قنابل حائمة روسية تدمر وحدات القوات الأوكرانية
- بلا أسرى أو الضيف أو السنوار.. - البث الإسرائيلية- تقول إن إ ...
- هولندا تعتزم تقديم منظومة -باتريوت- لأوكرانيا
- بوتين في كوريا الشمالية: المعلن والمخفي
- اتحاد المصريين بالسعودية يكشف مصير جثامين الحجاج المصريين ال ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم اسماعيل نوركه - عصر التنوير لم يبدأ عدنا بعد...!