|
حزب الطماطة
داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 2862 - 2009 / 12 / 19 - 11:27
المحور:
كتابات ساخرة
يقال إن في إحدى الدول الآسيوية قد منعت السلطات الحكومية بيع الطماطة (الطماطم) وفرضت غرامة مالية على كل من يقوم بزرعها وعلى كل من يتاجر بها. وباعتبار ان الطماطة وجبة رئيسية، فهي تدخل في كل شيء كالزلاطة وأنواع الامراق وكذلك الشوي، ولا سيما في الأكلات العراقية تقدم مع الكباب والتكة وغير ذلك. فاجتمع كل بائعي وزارعي وآكلي الطماطة وقاموا بمظاهرة حاشدة مليونية ينددون فيها بإلغاء حظر بيع الطماطة لأنه قرار جائر ومجحف ويأذي شريحة كبيرة من المجتمع، حيث اكتظت الناس في الشوارع وتقطعت الطرق وتوقفت عجلة الحياة وحدث الهرج والمرج، ويذكر أن السلطات الحكومية لم تستطع تفريق المتظاهرين، بل أن الأعداد أخذت بالتزايد، وخرج جميع المتعاطفين معهم. فجاء احد العاملين في السياسة، ولا اقول سياسي، ويبدو انه كان ذو نفوذ واسع ومدعوم من إحدى دول الجوار فقال للحكومة أنا باستطاعتي أن انهي هذه التظاهرة ، لكن بشرط،، فقالوا له كل شروطك مقبولة، فتقدم على المتظاهرين وقال سوف نلغي القرار لكن بشرط؟ قالوا له موافقين. قال لهم أن نجعل منكم حزبا مستقلاً واقترح أن نسميه حزب الطماطة وكلكم أعضاءه. فتم ذلك وقد تفرق الجميع كلمح البصر. هذه الحادثة ذكرتني بكثرة الأحزاب التي جاءت إلى الخارطة السياسية العراقية ،حيث أن عددها قد تجاوز التسعمائة حزب سياسي في بلد يبلغ عدد نفوسه ثلاثون مليون نسمة، بينما أمريكا التي هي اكبر دولة وأقوى دولة وتمتلك من التقنيات ما لم تبلغه دولة أخرى، ومع ذلك يقودها حزبين: هما الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي. فلم يبق اسم قائد أو عنوان كتاب أو اسم فاكهة إلا وسمي بأسمائهم حزباً سياسياً تيمناً باسم القائد والكتاب والفاكهة. وأنا اقترح على بعض السياسيين الذين يريدون حلحلة الأوضاع في العراق، بما فيها الأمنية والاقتصادية والسياسية وأزمة البطالة والفساد الإداري والمالي ودعم البطاقة التموينية. اقترح على هؤلاء إنشاء حزب يحمل العنوان ذاته، أي حزب الطماطة فجميع فقراء العراق يعتاشون على الطماطة، وهذا الحزب إذا ما رشح نفسه إلى الانتخابات النيابية فانه سيفوز بالأغلبية الساحقة وسيحضى برئاسة الوزراء والبرلمان، فلتحيى الطماطة ويسقط الباذنجان.
#داود_السلمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العلمانية والدين/الحلقة الاولى
-
واقع المرأة
-
لغة علي الوردي
-
مفهوم الثقافة
-
تزوير الشهادات
-
العمليات الارهابية
-
النظا م الرئاسي هل يعني عودة الدكتاتورية ؟
-
متى تبدأ فترة تعلق الطفل بأبويه ؟
-
الأسباب التي صنعت المستبد
-
الجنة والنار
-
التسامح في القرآن 1/3
-
التسامح في القرآن 2/3
-
التسامح في القرآن3/3
-
فايروس البطالة
-
صدام والوليد بن يزيد
-
الغربة في شعر محمد عودة
-
المجتمع المدني وعلاقته بالدولة
-
الحرية الثقافية
-
الفساد الإداري واقع ملموس
-
القطار السريع
المزيد.....
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
-
-المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية
...
-
أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد
...
-
الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|