|
مع القراء عن نباح الكلاب
كامل النجار
الحوار المتمدن-العدد: 2862 - 2009 / 12 / 19 - 11:25
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بعض الإسلاميين، كالمتوقع، احتجوا على استعمالي كلمة "النباح" لوصف ما يفعله المسلمون كرد فعل على كل ما يحدث في أوربا ويمس الإسلام. وبعض القراء المتعاطفين مع طرحي لم يعجبهم استعمال كلمة "النباح" لأن ذلك ينقص من قدر الكاتب لأنه قد نزل إلى مستوى الإسلاميين، ومع احترامي لآرائهم سوف أرد عليهم في هذا المقال. قبل أن أقدم شكري إلى القراء الذين ساندوني، سوف أرد على المعترضين. عبد الله بوفيم، صاحب التعليق رقم 4، يقول: " كلامك في بعض منه مفيد وقد يكون منطقيا وعلميا واستدللت بالقرآن الكريم, ومن حيث لم تعي, ولكن رغم ذلك فانك لم تنل بعد التربية الكافية, لأنك عندما وصفت كلام المسلمين بالنباح تكون سميتهم الكلاب وبذلك تكون منطلقا من محيطك الذي تربيت فيه والذي لا تسمع فيه ربما إلا النباح والنهيق كنت بداية الأمر احسبك عاقلا ودكتورا لكنك متصابي يا كامل بالإسم لكنك في الحقيقة ما تزال ناقصا وهيهات أن تكون كامل العقل والمنطق." انتهى. وأنا أشكر السيد بوفيم على لغته المهذبة، وأؤكد له أن تربيتي مستقاة من القرآن لأني تربيت على أيدي الإخوان المسلمين. فإذا كان تشبيهي لهرج المسلمين بنباح الكلاب يدل على سوء التربية، فالرجاء من السيد بوفيم أن يخبرنا عن تربية من يقول: (ما سلككم في سقر. قالوا لم نك من المصلين. ولم نك نطعم المسكين. وكنا نخوض مع الخائطين، وكنا نكذب بيوم الدين. حتى أتانا اليقين. فما تنفعهم شفاعة الشافعين. فمالهم عن الذاكرة معرضين. كأنهم حمرٌ مستنفرة. فرت من قسورة) (المدثر 42-51). هؤلاء الناس البسطاء لم يقترفوا أي جريمة أو إثم. كل ما فعلوه أنهم لم يصلوا ولم يطعموا المسكين، ومع ذلك وصفهم القرآن بالحمير النافرة من الأسد. ويقول القرآن عن الذي لم يستمع لرسالة السماء: (ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا) (الأعراف 176). فكل من لم يؤمن برسالة محمد، شبهه الله بالكلب. واستمع إلى لقمان ينصح ابنه: (ولا تصعّر خدك للناس ولا تمشي في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور. واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير) (لقمان 18-19). فقط لكونه صعر خده للناس ومشى في الأرض مرحاً ورفع صوته، وصف الله صوته بصوت الحمير. ولو وصفت أنا أصوات بعض المؤذنين التي تنبعث من مكبرات الصوت على المآذن، بصوت الحمير، لقامت قائمة السيد بوفيم. وأصوات بعض المؤذنين أنكر من صوت الحمير. وقد وصف القرآن الذين لم يستجيبوا لقصص محمد بأنهم صمٌ بُكمٌ عميٌ (مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون صمٌ بكمٌ عميٌ فهم ل يرجعون) (البقرة 17-18). وفي هذا الوصف تحقير وإذلال للأعمي والأبكم والأطرش، الذين لا ذنب لهم فيما أصابهم (بإذن الله). وماذا عن وصفه بني إسرائيل بالقوم الفاسقين بعد أن كانوا شعبه المختار (قال إنها محرمة عليهم أربعين سنة يتوهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين) (المائدة 26). ثم ماذا عن المستوى الخلقي لكاتب القرآن عندما نزل إلى مستوى الردح والشتم لأبي لهب، وزوجته التي لا ذنب لها فيما فعل زوجها: (تبت يدا أبي لهب وتب. ما أغنى عنه ماله وما كسب. سيصلى ناراً ذات لهب. وامرأته حمالة الحطب. في جيدها حبل من مسد) (المسد 1-5). فهاهو الله يشتم زوجة أبي لهب بكونها حمالة الحطب. هل كان يفضلها أن تكون من صاحبات الرايات اللاتي كن يكسبن قوتهن من الدعارة؟ واستمع إلى إله القرآن يصف اليهود بالحمير لأنهم لم يؤمنوا بمحمد: (مثل الذين حُملّوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله) (الجمعة 5). فهل يكفي هذا الردح والشتم من كاتب القرآن ليقنع السيد بوفيم أن وصف ما يفعله المسلمون من تهريج، بنباح الكلاب لا يخرج عن تربية القرآن الذي وصف كاتبه بأنه على خلق عظيم؟ فيا سيد بوفيم! الذي بيته من زجاج يجب ألا يرشق بيوت الآخرين بالحجارة. أما صاحب التعليق رقم 5، هادي القيسي، يقول للسيد رزكار (العزيز رزكار تحية خالصة هل ان وصف احتجاج المسلمين بنباح الكلاب لا يتعارض مع قوانين النشر في هذا الموقع؟ نحن نعرف ان هذا الموقع يساري ولانك ايها العزيز رزكار تسكن الغرب فحتما تعرف ان الاحزاب اليسارية وقفت ضد حظر المآذن ولا يمكن ان تقوم صحيفة يسارية بوصف احتجاج المسلمين بنباح الكلاب.) إذا التزم السيد رزكار بما يطلبه منه السيد القيسي، فيجب أن يحذف كل آيات القرآن المذكورة أعلاه، وكذلك أحاديث محمد التي تسفه غير المسلمين، مثل حديثه عندما قتل الأعمى الشاعرة عصماء، فقال محمد: لا ينتطح فيها عنزان. وهذا يعني أن الشاعرة عصماء أقل من العنزة ولذلك لا ينتطح فيها عنزان. وليس من المعقول أن نطلب من الصحف اليسارية منع نشر نقد الإسلام لأن ذلك يؤلب مشاعر المسلمين لكونهم حساسين أكثر من اللزوم. السيد الرمضاي، صاحب النعليق رقم 8، يقول (د كامل انا متابع متعلم مما تكتب ولا اخفيك انني اروج لمقالاتك وبصدق انني كتبت هذه الملاحظة بدافع الاستفزاز الذي اصابني من العنوان واعدك باني ساكتب ملاحظة بعد القراءة. ما استفزني د كامل هو استخدامك لصيغة الاستهزاء والتشبيه بالكلاب وانا الذي كنت اشعر بقوة الوعي عندما كنت تنتقد القران لما يرد فيه من استهزاء وتهكم وتشبية بالحيوانات ) أعتذر للسيد الرمضاي إذا كان قد تأذى من وصف الهرج والمرج الإسلامي وحرق السفارات وتفجير دور النشر، بنباح الكلاب. وأؤكد للسيد الرمضاي أن نباح الكلاب في الغرب ليس شتيمة، وأن الكلاب تقوم بأعمال جليلة يعجز عنها البشر، مثل الوفاء التام لصاحبه، البحث عن الجثث والناس المدفونين تحت الأنقاض، والبحث عن الأفيون وما شابهه من عقاقير مضرة يهربها تجار الأفيون من طالبان وغيرهم. ثم أن الكلاب في الغرب تقوم بقيادة العميان وتمكينهم من الخروج من منازلهم دون الحاجة لغيرهم من البشر. فلا شك أن مثل هذا الكلب أفضل بكثير من بعض النازحين إلى الغرب ليعيشوا عالة على المجتمع ثم يهاجمونه في كل يوم. السيد أبو أحمد، صاحب التعليق رقم 27، يقول (رغم عدم أهمية الطقوس عندي لكن هناك حقوق وليس معنى أن تنقص في مكان يجب أن تنقص في غيره لكن أعجب النفاق من المؤلفة جيوبهم هو القول بأن المهاجر المسلم الذي يسعى ليل نهارا من أجل لقمة العيش في أوروبا يسعى للسيطرة على أوروبا وتحويلها إلى دولة إسلامية فهذا لا يعدو عن كلام السُطل يبدو أن كثرة المطبلين يجعل الهز بدون عقل.) يا سيد أبو أحمد! ماذا حدث للمعاملة بالمثل؟ هل أصبح بناء المآذن في أوربا حق لا ينتقص منه منع بناء الكنائس في بلاد المسلمين؟ ماذا عن قول القرآن (إن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به)؟ المسلمون يعاقبون المسيحيين بمنعهم من بناء الكنائس، ألا يحق للمسيحيين أن يعاقبوا المسلمين بمثل ما عوقبوا به؟ أما قوله إن المسلم المهاجر يسعى ليل نهار من أجل لقمة العيش، فقول يدعو للحياء من قائله. الغالبية العظمى من النازحين المسلمين في دول أوربا وأمريكا يعيشون هلى الضمان الاجتماعي ولا يستحون من سرقة المال العام على أساس أن مال الكافر مباح للمسلم. ولمعلومية السيد أبو أحمد أنا استشاري جراحة وراتبي يكفيني ويزيد ولا احتاج أن أكون من المؤلفة جيوبهم. وعلى كلٍ فإن تأليف الجيوب من اختراع صلعهم عندما ألف جيوب أبي سفيان. فلماذا تلومون الناس بما سنه محمد؟ ألا تتبعون السنة النبوية؟ السيد رائد جبر، صاحب التعليق 37 يقول: (على كل حال على نفسها جنت براقش عندما اصطففتم كراهة في الاسلام والمسلمين مع التيار اليميني المتطرف الذي استخدم الخوف من المهاجرين وسيلة للوصول الى السلطة عند ذلك لن يفلتكم هذا الحزب النازي وربما يلتف الحبل حول رقابكم وتشنقون على اعتبار انكم شرق اوسطيون مهما ادعيتم انكم علماينون او كنسيون او ملاحدة قد تكون هذه فرصة لليمين المتطرف النازي ان يبعث بكم الى غرف الغاز او يرسل اجسادكم لتطحن ويستخرج منها دهن يستخدم مانعا للصدأ وتسيير المركبات ؟!) وأنا أتفق معه على أن الطوفان عندما يأتي سوف يلتهم العلمانيين مع الإسلاميين، ولا ذنب للعلمانيين غير أنهم من الشرق الأوسط، مثلهم مثل الإسلاميين. ولا يسعنا إلا أن نشكر أصحاب اللحى والدشادش على هكذا مصير. ولكن هذا لا يمنعنا من أن ننتقد ما يقومون به السيد ناشري، صاحب التعليق رقم 31، يقول (الدكتور كامل ...حتى لو ورد بالقرآن تشبيها لاهل الكتاب بالكلب وتشبيه اليهود بالقردة والخنازير الا انني اربأ بك ان تنزل الى هذاالمستوى من الخطاب البدوي البذئ , اخلاقك واخلاقي لاتسمح لنا باستخدام مثل هذه الالفاظ لانك توجه خطابك لمسلمين وتامل ان يسمعوا ويعوا ويعيدوا التفكير بما بعتقدونه مسلمات فهل يخاطب المعلم تلميذه بلفظ : ياحمار ..بحجة ان والد التلميذ يستخدم هذااللفظ في مخاطبة الآخرين ؟) والسيد ناشري محق في تعليقه، ما كان عليّ أن أنزل إلى هذا المستوى الخطابي القرآني، ولكن في بعض الأحيان يطفح الكيل وينطق الإنسان بما لا يُستحب، كما قال الشاعر ابن السكيت: يُصاب الفتى من عثرةٍ بلسانه *** وليس يُصابُ المرء من عثرةِ الرِجلِ ولم يبق إلا أن أشكر السيدات والسادة أبو مراد، صلاح يوسف، عصام، إبراهيم جركس، حكمت العسلي، أبو لهب المصري، السيدة أم محمد ومتمرد وحكمت، لردهم على السيد بوفيم. وأشكر السيد غريب الحاج صابر، وفيصل البيطار، والعقل زينة، ومواطن، ومايسترو، وعايد وعلي، وعلوان، وسعود الوراق لتقديمه استشارة مجانية للسيدة أم بوفيم، وكنعان شماس ارميا، وصباح إبراهيم، وحسن الشامي، ويوسف العراقي، ووائل، وسارة، ويوسف إبراهيم وأحب أن أطمئنه أن الكلبة السوداء في طريقها إليه وقد تأكدت شخصياً من السيد بوفيم. وكذلك أشكر السيد شاكر وعبد الله السيد، وزينة وأبو صليب وبرادير، ومحمد بودواهي، وشوقي ومشاري الكويتي، وأعتذر لمن سقط اسمه من قائمة الشكر.
#كامل_النجار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
على نفسها جنت براقش - النباح حول المآذن
-
إنجازات الحوار المتمدن
-
نفاق وعاظ السلاطين
-
حصاد الهشيم - الحلقة الأخيرة
-
حصاد الهشيم - الحلقة قبل الأخيرة
-
حصاد الهشيم - الحلقة الثانية
-
حصاد الهشيم - الحلقة الأولى
-
عَوْدٌ على بدء - الرجوع إلى الفيزياء
-
ماذا ترك العلم لإله السماء؟
-
تعقيباً على القراء
-
إله أم صنم؟
-
ماذا أراد عائض القرني من نشيده؟
-
ملحد أم لا ديني؟
-
لماذا نقد الإسلام دون غيره؟
-
تفنيد أركان الإسلام الخمسة
-
ردود على القراء
-
مرة أخرى أعتذر
-
متى ينتهي هذا الصلف؟
-
يا نهدها
-
إبراهيم بن نبي والمفاهيم الخاطئة 2
المزيد.....
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
-
“ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي
...
-
طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع
...
-
“ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي
...
-
ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في
...
-
الجنائية الدولية تحكم بالسجن 10 سنوات على جهادي مالي كان رئي
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|