تأملات في النظافة

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2860 - 2009 / 12 / 16 - 13:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

النظافة من الايمان هذا ما كنا نسمعه و لانزال نسمعه .اذا كانت النظافة من الايمان فهي دينية و مقدسة وكان المسيحي بنظر المسلم وسخ اونجس و لا اقصد وساخة جسدية فقط و انما ايضا روحية و رمزية. كان يجب غسل اليد بعد مصافحة المسيحي و لا اعرف فيما اذا كان المسيحي يتصرف كذلك تجاه المسلم . ولكن النظافة لها استعمالات كثيرة اخرى تتجاوز المعنى الاصلي. النظافة يمكن ان تكون اخلاقية و يمكن ان تسمى المرأة بنظيفة او عفاف او عفيفة و عليها ان تحافظ على نظافتها و عفتها لانها تتوسخ بسهولة اذا لمسها رجل . الطهور و الطهارة ختان وهناك ايضا عبارات التنظيف و التطهير العرقي من قذارة الاقوام الاخرى بحيث اصبحت النظافة مرادفة للعنصرية.

بعد تقسيم شبه القارة الهندية الى دول اتخذت دولة مسلمة لنفسها اسم باكستان. كلمة باك صفة تعني نظيف و هي كلمة توجد في اللغات الهندو الايرانية مثل الكردية و الفارسية و الهندية...والمقطع النهائي ستان يشير الى ارض و موطن مثل كردستان و عربستان و افغانستان و باكستان. فعليه كلمة باكستان تشير الى الارض النظيفة و المطهرة. صيغت هذه الكلمة في سنة 1934 من قبل جودهري رحمت علي (1897-1951) حيث نشره في كراسته (اما الان و الا فلا) . كانت تقصد بها المحافظات الهندية الشمالية الخمسة و هي بنجاب و افغانستان كشمير و السند و بلوجستان. اراد جوهري ان يوحد مسلمي الهند على غرار توحيد العرب من قبل محمد. كلمة باكستان وكلمة الارية التي هي ايضا فارسية تعني في اصلها نقي و نظيف . النقاوة و النظافة تتحول بسرعة الى كلمات عنصرية بسبب سوء الاستعمال كما حدثت للارية من قبل الحركة النازية في المانيا.

اما فيما يتعلق بنظافة المحلات و المطاعم و المقاهي في اوربا الغربية فالشرقية منها ذات الصبغة الاسلامية اكثرها قذارة. محلات المواد الغذائية الشرقية قد تبيعك معلبات مضى على تاريخ استهلاكها 10 سنوات. لا ادري كيف تفلت هذه المحلات من الرقابة الحكومية الصارمة على المواد الغذائية. و لكن للنظافة و جهان لانك اذا نظفت نفسك او نظفت حاجة فانك تلوث الماء و الطبيعية معا و لا سيما اذا استعملت مساحيق و ادوات التجميل و الحلاقة و التنظيف. احيانا الوساخة من الايمان .

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات