حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 868 - 2004 / 6 / 18 - 06:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مثل كثيرين
أعاني من القلق التوقعي و من تفكك الشخصية,ومن الاكتئاب المضمر,ومن الهوس الاستحواذي,عدا الأمراض الجسدية الكثيرة,و ابذل ما بوسعي من جهود إرادية بشكل يومي ودائم لتجنيب الآخرين تبعاتها,أفشل أحيانا وأعاقب نفسي بأشكال مختلفة أهمها الحرمان من التدخين والشراب,وأتحمل المسؤولية عن سلوكياتي. لكن الهوس الاستحواذي الذي سأتحدث عنه, هو الاستماتة لتحويل الآخرين إلى الصورة التي يريدها المهووس, ولا يرضى إلا بصورة طبق الأصل. اعرف حالات كثيرة وصل فيها المحبوب إلى اليأس من ملاحقة المحب وتطفله. ودون أن يدري, المحب الذي لا يطاق, انه المشكلة الأساسية لحبيبه. في هذا الطور الفظيع من المحبة أو الحب, يتحول المحبوب ,الذي قد يكون,امرأة أو رجل أو ولد أو مبدع أو قائد أو شعب أو وطن, إلى مجرد موضوع لرغبة المحب(دون وعي غالبا) وهنا بالضبط يحدث تزييف الوعي وتزييف الواقع, ويتم تجريد المحبوب من شرطه الإنساني,ويتحول إلى رمز ومطلق, بحرمانه من صفة التغير التي هي سمة الوجود. لا يبقى أما م المحبوب المنكوب إلا خيارين, القبول باستعباد السيد المحب عبر نكران الذات,الغير ممكن, أو التمرد على هوس المحب,وبالتالي تحويله إلى عدو قسريا. كلا الخيار ين مؤلم ومثقل بالخسارة, لكن الطريق الأسهل والذي يتناسب مع الوضع الإنساني هو قبول العداوة.وهذا ما يفسر الواقع الفعلي في بلاد: الصف الواحد و جماهير الأمة والشعب العظيم,حيث الجميع اخوة أعداء,نعرف جميعا أن درجة بطشنا ببعض وبمختلف السبل,هي في الحد الأقصى دائما. عدا ذلك كيف يمكن تفسير محبة المقاومة العراقية للعراقيين,وبالعكس. وكيف نفسر وجود قادة وزعماء الثورة العربية والإسلامية دوما في بلاد الكفار والإمبرياليين!؟
بالنسبة لي ولأبناء جيلي وأعتقد من تجاوزا الثلاثين:منا العوض وعلينا العوض, يبقى أطفال العراق وسوريا وفلسطين ولبنان إلى آخر القائمة الطويلة والمطولة:
أيها السادة:ارحموهم من محبتكم.
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟