|
الديكتاتور 22 ( مومس الوريث )
ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 2857 - 2009 / 12 / 13 - 20:12
المحور:
الادب والفن
المشهد الثاني والعشرون ( مومس الوريث) ( يدخل كاسر إلى صالة الكازينو في أجواء صاخبة يصادف ثلاث فتيات تهم إحدهن بالوثوب إليه ) قمر (تنهض من مجلسها وتهرع نحو كاسر): كاسر .. (تضمه بسعادة ) ما أقسى غيابك !. كاسر (باسماً) : توقعت أن أجدك في هذا المكان . قمر (تمسك بكفه): وهل من مكان أخر اذهب إليه غير هذا المكان المحبب إلى قلبي كاسر (مطرقاً ) : حقاً .. حقاً . قمر : هل لي أن أعرف ما الذي أتى بك بعد طول غياب ؟. كاسر (مرتبكاً ) : آه .. جئت باحثاً عنك . قمر ( تمسك بيده) : لطالما وجدتني هنا ، أرجو أن تأتي معي. (يجلسان في أقصى الزاوية اليسرى ) قمر : والأن أخبرني ما الذي أتى بك ، أحقاً جئت تبحث عني ؟. كاسر (بنزق شديد) : أجل جئت أبحث عن راحة النفس التي ما وجدتها إلا معك . قمر ( بخبث): ألم أخطر على بالك إلا الآن؟. كاسر : كنتُ دائماً في حاجة لك في غربةٍ دامت خمسة أعوام . قمر : هأنذا أمامك ، وهل يصعب على ابن الزعيم أن يجدني ؟. كاسر (يمسك بيدها ): أبداً ، عندما أجلس معك أنسى أنني ابن الزعيم . قمر : لكن غيابك الطويل أفقدني كل أمل في الدنيا. كاسر : سامحيني يا قمر ، فلم يكن بمقدوري معارضة رغبة والدي في السفر ، لو كان الأمر بيدي لما سافرت أبداُ أو لكنت أخذتك معي . قمر : يا إلهي ، إن ظلك الحاضر يدفعني للبحث عنك ولو بعد قرن من الزمن . كاسر : وأنا لا أستطيع أن أنسى اللحظات الجميلة والذكريات العابقة بالحب التي جمعتنا في أيام الصبا (يتنهد) آه كم كانت جميلة تلك الأيام . قمر: ولكنها ذهبت إلى غير رجعة . كاسر( يرفع رأسه عالياً ): ستعود لأنني لازلت أحتاجها . قمر (بخبث) : تحتاجها لوحدها دون سواها . كاسر: بل واحتاجك معها فأنت الأساس الذي تبنى عليه تلك الذكريات . قمر (بدهاء) : واضح أنك في ظرف صعب ولا أدري ما هو ؟. كاسر (مضطرباً ) : لا شيء من هذا القبيل. قمر (ترمقه بخبث) : لقد علمتك جيداً يا كاسر ، أنسيت أني البيت الذي كنت تبوح فيه أسرارك ؟. كاسر: صحيح ولكن .. قمر (تقاطعه) : لا تقول إن المسؤوليات الكبرى من بعد وفاة أخيك صقر بدأت تطوقك من كل حدب وصوب. كاسر (عابساً ) : أبداً .. أبداً مادام الزعيم حياً يرزق فلن أحمل سوى مسؤولياتي ، ولكن .. قمر: ولكن ماذا ؟.. كاسر (عابساً) : لا أدري من أي نقطة أبدأ ؟. قمر (تربت على كتفه) : لقد غيرتك الغربة كثيراً ، أين كاسر الذي لا يترك صغيرة أو كبيرة دون أن يفضي بها لي ؟. كاسر : لا يا قمر أنا لم أتغير لكن الظروف هي التي تدفعني دفعاً إلى التغير. قمر (باستغراب) : أي ظروف ؟. كاسر: الظروف التي يجد المرء فيها نفسه بين ليلة وضحها صاحب ملك عظيم ( عابساً ) الظروف التي لا زال يعامل فيها الرجل كالفتى الصغير وهو على أعتاب الزعامة . قمر: وأين المشكلة في ذلك ؟ (تصمت برهة) أود أن أصارحك . كاسر : تصارحيني .. وبماذا تصارحيني ؟. قمر : أجل ، لم أكن أتوقع أن يتردد إلى سمعي أن تغدو زعيما . كاسر : ولا أنا كنت أتوقع أن أصبح زعيماً بديلاً عن أخي صقر (محتداً) لكن هيهات إلى أن أصبح زعيماً . قمر : ستصبح عاجلاً أم آجلاً كاسر: ليس قبل أن يرحل والدي عن هذه الدنيا . قمر (بخبث) : أنصحك بعدم استباق الأحداث قبل أوانها ، فمن يدري قد لا نحيا بعد قليل ، حينها لا ينفع ملك ولا زعامة. كاسر (يهم بالخروج) : ترمقيني كالبوم وتنعقيني نعق الغراب كل شي فيك يدعوا إلى التشاؤم . قمر (تمسك بيده) : سامحك الله ، قبل قليل قلت إنك جئت تبحث عني لتفض ما بداخلك والآن أصبحت نظير شؤم عليك . كاسر( يجلس): أشهد أني في عجلة من أمري . قمر ( تضع كفها على خده) : ولَِمَ العجلة ، ألا تريد أن ترجع أيام الصبا ؟. كاسر : بلى ، لكن في القصر . قمر : وما علاقة القصر بذلك ، أليس هذا المكان أفضل من صمت القصر وسكونه ؟. كاسر : إذا لم أتحرك اليوم ، فقد أضيع وتضيع الزعامة ، كما ضاعت من أخي صقر . قمر : إلى أين ستتحرك ؟. كاسر (بتحدٍ) : نحو الزعامة وبأسرع وقت . قمر : ما دمت موعوداً بها من أبيك ، فلِمَ العجلة ، هل تخشى أن ينافسك عليها منافس؟. كاسر : لا يقدر أحد في هذا البلد على منافستي ومنازعتي ، إلا غدر الزمان . قمر (باستغراب) : وما علاقة الزمان ؟ (تحدق به) حتى الآن لم تفض ما بدخلك ؟. كاسر: إنني أخشى أن يغدر بي الزمان كما غدر بأخي صقر ، من كان يتوقع أن ينقلب عمي على أبي . قمر (بثقة ): الزمان لا يغدر يا صاحبي . كاسر (محتداً) : إذن من الذي يغدر؟. قمر : الناس الذين حولك هم منبع الشر وباطنه. كاسر (ببرود) : أخشى أن تكوني أحدهم . قمر (تستدير للخلف ) : إذا كنت أحدهم ، فلماذا جئت تطلب الشر لنفسك ؟. كاسر(يمسك بخاصرتها ) : من هاتين العينين ( يحدق بها ) لا يتطاير سوى الحب والحياة. قمر (بخبث) : قبل الزعامة أم بعدها . كاسر( بشوق ) : قبلها .. (يصمت ) وبعدها. قمر: ستحكم الأيام بيننا. كاسر (يحدق في ساعته) قمر : لقد تأخر الوقت كثيراً. كاسر( يلتفت يمنة ويسرة) : ليس كثيراً ، لكنني لا أستطيع المداومة على هذا المكان ، مثلما كان عليه الحال قبل خمسة أعوام . قمر : اعتبارا من اليوم ، أعدك أنني لن أتردد عليه ما دمت قريباً مني . كاسر( يدس في جيبها رزمة من النقود) : أفضل أن أراك في شقتك ( يقف ) إلى اللقاء (يخرج) . قمر ( مبتهجة ) : وأنا بانتظارك كل يوم ( مخاطبة نفسها ) أيعقل أن يصبح هذا المسكين زعيما ؟ (تخرج ) . * * *
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإصلاح وإشكالية الإسلام
-
الديكتاتور 21 ( التوريث )
-
الحوار المتمدن .. ورحلة البحث عن الحوار
-
الديكتاتور 20 ( النجل )
-
الإسلام والغرب : الترهيب المتبادل
-
الديكتاتور 19 ( الإعدام )
-
الديكتاتور 18 ( النفي )
-
الديكتاتور 17 ( فرمانات)
-
أهلة التطرف الإسلامي
-
الديكتاتور 16 ( الشاهد )
-
مأسسة الطائفية في سورية
-
شيوخ الإرهاب في دمشق
-
الديكتاتور 15 ( الحِداد )
-
الديكتاتور 14 ( الانقلاب )
-
الديكتاتور 13 (صحوة الزعيم)
-
نقد رعاعية النظام السوري
-
الديكتاتور 12 (معسكر الجيش)
-
هيثم المالح ... الحق لا يوهن الأمة
-
الديكتاتور 11 (المؤامرة)
-
الإسلام بين الاستبداد والديمقراطية
المزيد.....
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
-
ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي
...
-
القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة
...
-
صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
-
إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م
...
-
مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
-
خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|