أديب كمال الدين
الحوار المتمدن-العدد: 2857 - 2009 / 12 / 13 - 08:20
المحور:
الادب والفن
(1)
ثمّة خطأ في السرير
وفي الطائرِ الذي حلّقَ فوق السرير
وفي القصيدةِ التي كُتِبَتْ
لتصفَ مباهج السرير
وفي المفاجأةِ التي تنتظرُ السرير
في آخرِ المطاف.
(2)
ثمّة خطأ في الأصابع،
والشوق،
ولحظةِ العناق.
ثمّة خطأ في الجسد،
أعني في تفّاحِ الجسد
وخياناته وَصَبَواته العجيبة.
(3)
ثمّة خطأ في الكأسِ والخمرة
وفي الرقصةِ والراقصة
وفي العري والتعرّي
وفي وثائقِ التابوت
وفي النشيدِ، والنشيجِ، والضجيج،
والحروب التي أكلتْ أبناءها
أو التي ستأكلهم عمّا قريب.
(4)
ثمّة خطأ في السرِّ، والقبرِ، والمنفى
وما بين الساقين.
ثمّة خطأ في الطائرة
وفي مقصورةِ الطيّار
والسنواتِ التي انقرضتْ فجأةً
دون سابق إنذار.
ثمّة خطأ في البحر
والجلوسِ قرب البحر
وقرب العاريات،
أعني العاريات تماماً.
(5)
ثمّة خطأ يكبر
وآخر يتناسل
وثالث يشيخ
ورابع يبكي
وخامس يهربُ من منفى الى منفى
ومن دمعةٍ الى دمعة
ومن رمادٍ الى رماد.
(6)
ثمّة خطأ في الحرفِ وآخر في النقطة
وفي ساعةِ الرملِ أو ساعةِ الصخر
وفي الذكرى، والموعدِ، والسكّين
وفي المفتاحِ، وبابِ البيتِ، والمطر
وفي القُبلةِ، وكلمةِ الأسف
وفي رغبةِ شفتيكِ وشفتيّ
وفي كلمةِ: "أحبّك"
وكلمةِ: "وداعاً".
نعم،
ثمّة خطأ في البقاءِ على قيدِ الحبّ،
أعني على قيدِ الشعرِ والمنفى،
أعني على قيدِ العاصفةِ والمجهول.
(7)
وأخيراً
وباختصار سحريّ
ثمّة خطأ يشبهني تماماً
مثلما يشبه البحرُ نفسه
والموسيقى طائرَ الفجر،
خطأ
لا ينسى ولا يتسامح
إلى حدِّ الموت
يفتحُ بابَ الموت
بهدوءٍ أسود
ويطير.
*********************
أستراليا
www.adeebk.com
#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟