صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2856 - 2009 / 12 / 12 - 13:11
المحور:
الادب والفن
..... ... .... .....
دماءٌ سميكة تجري
في أزقَّةِ هذا الزَّمان
رؤى متورِّمة بغيضة
تنتشرُ في لبِّ المخيخِ
تجنحُ نحوَ نقاوةِ الدَّمِ
تلوِّثه بجراثيمٍ
غير قابلة للعلاجِ
وجعٌ ينمو في سماءِ الرُّوحِ
تفشّى جوعٌ كافرٌ
وقفَ البغاءُ بمرارةٍ
في نهايةِ الطَّابورِ
هربَتِ العصافيرُ بعيداً
خوفاً من هراطقةِ هذا الزَّمان
إلى أينَ ينتهي بكَ هذا يا زمان؟!
مَنْ يصدِّقُ أنَّنا عبرنا
القرن الحادي والعشرين
إنّه زمنُ الإنهزامِ ..
اِنهزامٌ ما بعدَهُ اِنهزام
أطفالٌ في عمرِ الورودِ
يُقْتَلون تحتَ شعارِ السَّلامِ
سلامٌ مخضَّبٌ بالدَّمِ
معفَّرٌ بالسَّمّ
من لونِ الاسفلتِ
سلامُكُم يا أنتم مجرثمٌ بالملاريا
مستنقعٌ بغيضٌ
تعشعشُ فيه كلّ أنواعِ البعوضِ
سلامُكُم يا أنتم حشراتٌ ضارّة
تدبُّ على صدورِ الأطفالِ
تمتصُّ أطرافهم الغضّة
تَبَّاً لكم أيُّها الحمقى
تفووو على غوغائيّاتكم
وعلى رؤاكم السَّقيمة
يا ملاعينَ هذا الزَّمان
أيُّ طيشٍ هذا الّذي أراه؟!
.... ... ... .... يتبعْ!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟