عزت الطبرى
الحوار المتمدن-العدد: 2851 - 2009 / 12 / 7 - 13:30
المحور:
الادب والفن
1
مشهد جانبى
----------------
وابتهج الورثةُ
حين انطلقتْ آخر أنفاس الميِّتِ
كسروا آنية الصمتْ
ورقصوا
فى حلقاتٍ
تجتاحُ وتشتطْ
_حين صحا
كغريقٍ أنقذه الشطْْ_
أبصر خيباتٍ تنمو
تتنامى
تملأ أركان البيتْ
ورآهم يجرونًَ
كجرذانٍ فرتْ
من أحلام القطْ
هذا ماكان فقطْ
(الشاشة مظلمةٌ وانقطع الصوت)
2
مشهد غيرجانبى
------------------
يجلسُ فى الليلِ
على سن الألفِ المسنونْ
يغدو همزتهُ
يبحثُ عن باءٍ
ليصير أبا
أو ميمٍ فيصير الأمَّ
أو خاءٍ
فيكون أخا
يبحث عن بيتٍِ أخيهِ التوءمِ
ويعانقهُ
ما أجمل أن يتصالحَ فى الليلِ الأخوةُ
3
سرقات صيفية
نسرقُ عنبا
لاحباً فى العنبِ
ولكن لنضللَ أوهامَ الحارسٍ
ونباغتَ يقظتهُ
،والحارسُ
يقتلُ شهوتنا
يمنحنا العنبَ
بلا أدنى سرقاتٍ
................
.......،
أحيانا
نقتلُ شهوتهُ فى الإذلال
ونرفضُ عنبا سهلاً
ونولىِّ الأدبار
4
هى
-------------
أعرفُ
منذ بدايةِ حلمى
أنى مرفوضٌ
فلماذا كان الرفضُ
مفاجأة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
5
ذَهَبٌ
ذهبٌ ماتبغيه
وقصديرٌ ونحاسٌ
ما تجنيه يداك!!!!!
6
حكمة
________ً
يقسو
يدخرُ حنانا أبيضَ
لليومِ الأسود
7
حوار
قالت
لو طلعتْ هذى الشمسُ من المغربِ للمشرقِ
لن أهواكَ.................،فقلتُ
لكنى إذ أهواكِ
ستطلعُ هذى الشمسُ من
من المغربِ
يشرق قمرٌ فى الظهرِ
ويتتغيرُ ناموسُ الكونِ
8
نافذة
----------------------
خلف النافذةِ الموصدةِأمرأةٌ
تحمل أنفاس الليلِ
وأناَّت الرمان
ووجع الياقوتِ
واحلام الزيتونِ
امرأةٌ لم أرها
لم أشرب كوثرها
لكنى
أصنعها
بظنونى
9
----------------
حجرٌ طيبٌ
بين كف الجميلةِ
فى رقةِ الرملِ
هل ستهشُّ بهِ
بعضَ مافى الفؤادِ من الخوفِ
هل سوف تُلقى بهِ
فى المياهِ
ليصنعً دائرةً
واثنتينِ
ويدخلُ فى مهرجانِ الدوائرِ
هل ستلونهُ
بحنين ورود نَمَتْ
أم ترى
سوف ترجعه لرفاق طفولتهِ
فى الجبلْ
حجرٌ
حائرٌ
يتمنى ويحلمُ
لو أنَّ تلك الجميلةَ
تتركهُ
هانئا
بين دفء سواسنها الخمس
منتعشا
بالندى
والكسلْ
10
تفاح
--------------
تقضمُ تفاحتها
بجمالٍ عذبٍ
والولدُ الصبُّ
على بعد عذابينِ
يواصل
قضم أصابعهِ
هل يحصىُ
بعضُ مواجعهِ؟
11
صورة البطاقة المدرسية
------------------------------
فى العاشرة طفولاتٍ
حين ذهبنا للتصويرِ
غسلنا الأسنان
ولمّعنا الأحذيةَ
نسينا
تمشيط الشعر
وكىّ َملابسنا الجعداءْ!!!!!!!!!!
12
رسم1
------------
رسم الولد على واجهةِ المنزلِ شجره
ومضى يلهو
فرح الطفل وقهقه مرحا
حين رأى أطيارا وقفتْ
غنتْ
رقصتْ
قوق الفرع وفوق الغصن
ورأى رجلا
يجلس أسفلها فى الظل
ويشرب شايا
13
لم
----------
حين عطشنا
لم نجد الجرةَ
حين حملنا الجرةَ نحو النهر لنملأها
لم نجد النهرَ !!!!!
14
مستحيل
-----------
ممرٌ وحيدٌ الى الماءِ
والماءُ لى
والممرُ
لهُمْ
15
قصة قصيرة
------------
منذُ عامينِ انتهينا
والهوى فضَّ عهودهْ
منذ يومينِ التقينا
فى جريده
أنتِ فى ركنِ الزفافِ
وأنا تحت قصيده
16
وهم
----------
أحلمُ
أن تحلمَ فاتنةٌ بى
وتقصَّ الحلمَ علىّْ
17
إلى آخرهِ
------------
يحملنى التفكيرُ المضنى ِ فى البنتِ
إلى البنتِ
تحملنى البنتُ الى الشرطةِ
والشرطة للسجنِ
والسجن إلى الوحدةِ
والوحدة للتفكيرِ المضنى
فى البنتِ
وإلخْ
إلخْ
إلخْ
18
هو
-----------
هو منتشر كالفضيحة
مزدهر
كالفساد
19
استجابة
----------
المراعي تفتش من وهنٍ غابر
عن غزالاتها الثيبات
لتسكنها
وتعطر أعشابها
بدماء المغيب
والغزالات
لا تستجيب
20
ولع
------------
مولعون بهم
سافروا
نحو حزن بعيد نَهِمْ
تاركين لنا فرحاً غامضاً
ومناديل دمع
ترفرف
في دم وحشتهم
إنهم
إنهم
21
سوف
---------
بأنفاسهِ
سوف يخدش وجه الحرير
ويدخل في المعمعة
سيسرق من أول الليل صبحاً
يسافر فيه ويمضي معه
22
المغرور
------------
أرض الحجرة تسأل
هذا الكرسي المفتون
بسندس دهشته
والغارق في وبر المخمل
هل يتذكر
مذ كان الفرع الأعوج
في الشجر المهمل
23
سفر
--------
قال الطير الأخضر
للشجر العاري
سافر معنا تغنم
صدقه الشجر
وسافر في الوهمِ
وعاد كسيراً
كي يحمل أغصان جهنم
24
هروب
---------
البنت المتعبة تفر من الموسيقا
والموسيقا تجتاح الولد المتعب
فيفر إلى البنت المتعبة
الهاربة من الموسيقا
والموسيقا تبتسم دهاء
وتعاود رحلتها
25
رسم2
-----------
كتب الولد حديقته فوق الكراسة
فانهمرت أشجارٌ
خرجت من دفتره
وامتلأ الفصل بتفاح
وبعنب عذبٍ
وازدحم الناس على الباعة
والباعة كانوا كل تلاميذ الفصل
26
————
الخــروج
———–
يخرج من بين قوسيه ( )
يمضي إلى آخر السطر
.. توقفه نقطة (.)
وتعطله فاصلة ( ، )
ثم يمضي إلى آخر العمر
مزدحماً بالمواجع والأمنيات الكسيحة
يبدأ
من أول السطر
كل الذي عشته
ثم يصمت
يفتح قوساً
( ويدخله .
. ثم يقفل قوساً )
ويجلس في برد قوسيهِ
منتظراً موعداً للخروج الأخير
————–
[email protected]
شاعر مصرى/عضو اتحاد كتاب مصر/صدرت له عشرون مجموعة شعرية
#عزت_الطبرى (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟