أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مازن كم الماز - عندما انتقد المسيري مفهوم الاختلاف عند دريدا














المزيد.....

عندما انتقد المسيري مفهوم الاختلاف عند دريدا


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2850 - 2009 / 12 / 6 - 08:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في نقده لمفهوم الاختلاف عند دريدا ( و من يسميهم عبد الوهاب المسيري بالماديين السائلين عموما ) يرفض المسيري ما يرافق هذا التفكيك من تدمير للغائية و للمركز و بالتالي محاولة وضع نهاية للميتافيزيقيا بكل أشكالها . من المؤكد أن دريدا قد لاحق القداسة و المطلق بإصرار و حرص على استئصالهما من الفكر و الوعي , لكن يجب التأكيد أن هذا المفهوم من الآخر هو وحده الذي يعترف له أولا بحق الوجود و يقبل ثانيا باقتسام هذا الوجود معه , هنا يصل الحق في الاختلاف إلى درجة الوجود الحقيقي , لم تعد العلاقة مع الآخر علاقة مركز بمحيطه , بل يتم إلغاء أي مركز يحتكر المرجعية في مواجهة أي آخر . نسبية الحقيقة هذه تختلف تماما عن النسبية التي دعت إليها البراغماتية كجزء أصيل من الفكر الحداثي الأنغلو – ساكسوني , فالموقف البراغماتي ( أو النفعي ) من الحقيقة ليس إلا تأكيدا على المنفعة كطريقة أساسية , أو وحيدة , للوصول إلى الحقيقة , و نسبية الحقيقة هنا , في مواجهة مفهوم الحقيقة المطلقة , ينبع من نسبية المنفعة ذاتها , أي من نسبية الطريق الموصل إلى الحقيقة , لكن في إطار معطى معين فإن الحقيقة البراغماتية هي حقيقة مطلقة لا تقبل الآخر . و لما كانت البراغماتية , كمعظم الفكر الغربي , تقصد الإنسان البرجوازي عندما تتحدث عن الإنسان عامة تصبح المنفعة المقصودة هي مصلحة الإنسان البرجوازي في نهاية المطاف ( الغربي بالدرجة الأولى لكن البرجوازي الشرقي أيضا بدرجة من الدرجات ) . هكذا مثلا يفترض منظرو العولمة الرأسمالية أن هذه العولمة هي علاقة ذات اتجاه واحد : أنه على المجتمعات قبل الرأسمالية أو اللا رأسمالية , أو باختصار على الآخر , أن تتبنى قيم و مفاهيم الرأسمالية الغربية , هكذا يصبح الحديث عن أسلمة أوروبا أو حتى عن مجرد بناء المآذن فيها أساسا "منطقيا" و "شرعيا" للإسلاموفوبيا , لرفض الآخر وصولا إلى رهاب التعايش معه . كعادة النظام البرجوازي يتحول الحديث عن التنافس إلى تكريس لواقع احتكاري , هنا على الجانب القيمي و العقيدي . ما فعله المسيري كان بالضبط ما فعله منظرو العولمة الرأسمالية , فهم معا يرفضون الوجود المتساوي مع الآخر و يصرون على أحادية الحقيقة و المرجعية , في كل حالة لصالح "حقيقتهم" هم , مركزهم هم , بينما يصر دريدا على المضي بفكرة الاختلاف إلى نتيجتها المنطقية : غياب مركز واحد و تحويل المنظومات الهرمية إلى أفقية و الإصرار على نسبية "مطلقة" للحقيقة........

مازن كم الماز


مصادر البحث :

- محمد شوقي الزين , تأويلات و تفكيكات , المركز الثقافي العربي الطبعة الأولى 2002 , عن دريدا و مفهوم الاختلاف و التفكيك عنده : ص 153 حتى 208
- الحداثة و ما بعد الحداثة , من سلسلة حوارات لقرن جديد , د . عبد الوهاب المسيري و د . فتحي التريكي , دار الفكر , الطبعة الأولى 2003






#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هي مباراة كرة قدم
- عن مفهوم المواطنة
- الديكتاتورية -العلمانية- التابعة : نموذج أتاتورك المنسي
- مصدر العنف في الرأسمالية المعاصرة
- من أجلك أنت
- كتب أحرقت مرتين
- هكذا تكلم الدردري
- الفقراء و المجازر
- في نقد السياسة العربية
- عندما تحدث الدكتورعماد فوزي الشعيبي عن الديمقراطية
- إيريكو مالاتيستا : ضد الجمعية التأسيسية كما ضد الديكتاتورية
- كارل كورش : عشرة أفكار عن الماركسية اليوم ( 1950 )
- باول ماتيك : استعراض لكتاب كروبوتكين عن المساعدة المتبادلة
- عن قضية التكفير
- بين المعري و الفلاسفة المسلمين
- أنطون بانيكوك : رسالة إلى مجلة اشتراكية أو بربرية
- إذا عكسنا السلطة السائدة
- عندما تكون السياسة ممارسة غبية للكذب
- إننا ندعوك إلى شعلة المقاومة !
- وجهتا نظر حول الاشتراكية لجوناس هيلمر


المزيد.....




- سوريا: -سوء التغذية الحاد- يحدق بأكثر من 400 ألف طفل جراء تع ...
- ماذا يحدث في الأردن؟ ومن هي الجماعة التي تلقت تدريبات في لبن ...
- إصابة ثلاثة أشخاص في غارة بمسيرة روسية على مدينة أوديسا الأو ...
- انقسام فريق ترامب حول إيران: الحوار أم الضربة العسكرية؟
- حريق يستهدف أحد السجون بجنوب فرنسا ووزير العدل يصف تصاعد اله ...
- المبادرة المصرية تحصل على رابع حكم بالتعويض من -تيتان للأسمن ...
- تصاعد الخلاف الفرنسي الجزائري مع تبادل طرد الدبلوماسيين.. فإ ...
- حادث مرسى مطروح: روايات متضاربة بين الأهالي والشرطة المصرية ...
- رشيد حموني : التحول الإيجابي في العلاقة المغربية الفرنسية خي ...
- ما وراء سحب الجيش الأمريكي بعض قواته من دير الزور السورية؟


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مازن كم الماز - عندما انتقد المسيري مفهوم الاختلاف عند دريدا