داليا علي
الحوار المتمدن-العدد: 2847 - 2009 / 12 / 3 - 23:49
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
بمناسبة الاحتفال بالمئوية الثانية لوفاة داروين وجدتني أتسأل خاصة وأنا أشاهد رسومات تطور الإنسان الخاصة به,,, عن الحلقة المفقودة وما أدي للطفرة التي نقلت الحيوان لإنسان,,, يقال هناك حلقة مفقودة .... أي حلقة وان كانت مفقودة فما الذي يثبت هذه النظرية.... ما هي الطفرة المهولة التي حولت كائن من فئة لفئة أخري تماما,,,,,
في الشجرة او الصورة 4 مراحل عبرت من صورة القرد للإنسان مستقيم الظهر ,,,,
تساءلت وحاولت ان ابحث في المراجع والموسوعات عن الأربع مراحل هذه هل هي أربع حلقات مفقودة أم هي الحلقة الأخيرة فقط هي المفقودة,,, وراجعت ما كتب عن الحفائر والإنسان الأول ... تتبعت ما جمعه العلماء لإثبات النظرية من أول إنسان جاوة وعظامه من مليوني سنة وإنسان مدغشقر وإفريقيا وإنسان جبال الألب,,, ففوجئت بان كلهم قد ثبت بالأبحاث الحديثة وتحلل الكروموزومات والدم والجينات إنهم كلهم من نفسي فصيلة الإنسان الحالي ,, منهم من هم اكبر حجم واختلاف بسيط في التكوين لأكن ما هو ثابت إنهم للإنسان الذي نعرفه اليوم وليس القرد وتبعهم إنسان الحبشة ذو الثلاث ملايين ونصف عام,,, وما نفي وجود اي كائن غير بشري مما وجد فهو السيدة اودري من إثيوبيا وهي من 4.4 ملايين سنة ونفس الكروزومونات والصفات الخاصة بالإنسان والخلاصة لا يوجد أي أثبات لل3 مراحل بين الإنسان والقرد التي رسمت في الصور المعروفة لنظرية داروين,,, وأرحب بأي من الأصدقاء إذا ما دلنا علي ما يثبت وجود اي من المراحل بين الأولي والأخيرة أي شيء قد تشير للنقل من الصورة الأولي للأخيرة
وكل هذ لم يكن السؤال الهام الذي ظل يلح ويلح في عقلي فقد قفزت 3 أسئلة جوهرية اطرحها وارجوا ان يساعدنا أي من الأصدقاء في الرد عليها ان وجدت إجابات تساعدنا جميعا
1- عندما حدثت هذه الطفرة وعندما ارتقي القرد وعبر المرحلة الأخيرة بافتراض وجود المراحل الأخرى عندما عبر للمرحلة الأخيرة فهو مؤكد كان تطور فسيولوجي و بيولوجي وسيكولوجي فمؤكد هناك اختلافات بين الإنسان والقرد فسيولوجية وبيولوجية وأنا لن ادخل فيها ولكن سؤالي هو ما الفارق الأساسي بين الإنسان والحيوان إذا تجاهلنا باقي التغيرات الفسيولوجية والبيولوجية
2- ولا نستطيع ان نتجاهل السؤال الذي يطرح نفسه بشدة إلا وهو السبب,,, السبب الذي اتجه بكائن واحد من دون الكائنات جميعا وأنتج منه الإنسان,,, السبب هل تغيرات مناخية حاجة ملحة في الأرض لإيجاد من يسوسها ويتمكن منها ,,, السبب الذي أدي لهذه الطفرة ومن المتحكم في هذا السبب ولم لم تحدث أي طفرة علي كائنات أخري ولم ثبت بعد هذه الطفرة وجعلها هي النهاية هل لان الإنسان هو ألأرقي بين الكائنات ولا شيء بعده, ولم لا يكون هناك شيء بعده, ثم هذه الطفرة ما علاقتها بتوصيفات البشر الحالية مثال ان السود في قائمة الجنس البشري واليهود في قمته,,, والأبيض والأصفر والأسود هل هي طفرات فرعية من الطفرة الأساسية ولم
3- والسؤال الأخير متي ؟ متي تمت هذه الطفرة من 3 او 4 او 5 او 6 مليون سنة وهل العصر الجليدي الأول والعصور الحجرية وكل هذه العلوم الأخرى ما علاقتها بهذه الطفرة وتسهيلا أنا أتكلم عن الأخيرة في الصورة المرحلة الأخيرة القفز من أخر صورة للقرد للإنسان
لم أجد إجابات شافية وقد يكون العيب في طريقة البحث وقصور معلوماتي لكن لا شيء,,, كلها غيبيات لا نعرفها ولا يعرفها من وضع النظرية ومن يؤمن بها خلال المائتين عام الماضية وحتى يومنا هذا كلها غيبيات ,,, وارجع كما كنت أقول ان أكون قد مخطأة
بالنسبة لي أجد ان النقطة الجوهرية والمحورية هنا بخلاف التغير الفسيولوجي والبيولوجي وانقسام الأصابع للقرد وانتصاب الظهر وخلافة أجدني أفكر بالاختلاف الجوهري بين الإنسان والحيوان حاولت اعدد:
- الروح, مشتركة فالإنسان والحيوان كل له روح تولد معه وتموت بانتهاء عمره سواء امن بها من امن او لا فالإنسان يولد ويموت وهناك شيء يخلق معه ويموت معه
- العقل, فالجميع يعتقد ان الإنسان يتميز بالعقل والمعرفة, فهل هذا حقيقي, ألا يعقل النمل والنحل في تكويناتهم او ليس القندس مهندس ماهر يبني البيوت والالنفاق علي الأنهار, ولو نظرنا لوجدنا كل حيوان له عقل يفقه به ما خلق له
- الكلام, ولكن أليس الببغاء متكلم والقرود تعلمت الكلام
- الحواس الخمس, نتشارك فيها مع الحيوان
-
-
-
والقائمة طويلة ولم يهديني عقلي ألا للنفس والضمير ...
النفس هي عضو في التكوين الإنساني مثل العين والإذن , لها خواص ووظائف وقوانين تعمل بها وهي مثل أي شيء في الإنسان تكون سليمة او سقيمة, تصح وتمرض,, وان قارنا بين الإنسان والحيوان لوجدنا ان الإنسان ينفرد بهذه النفس عن الحيوان,,و فهل وجدت حيوان مريض نفسيا او مصاب بمرض نفسي او عصبي,,,,, قد نري الحيوان خائف, حزين غاضب سعيد,,, وكلها انفعالات مشتركة بين الحيوان والإنسان لكن لن يصل الغضب بالحيوان لحد تكوين عقدة نفسية يعيش بها ويضطر للجوء للعلاج ... هل يحلم الحيوان ويتم تفسير أحلامه من خلال فرويد وتفسر ميوله واتجاهاته بناء علي تكوين نفسيته في طور الطفولة ,,, أخاف أن ينبري البعض لقول لا يوجد شيء اسمه النفس مثل عدم وجود الروح,,,, وإلا لبارت وأغلقت عيادات الطب النفسي ولسفهنا عالم مثل فرويد,,, فهو أكثر من تعامل مع هذه النفس,,, هل تتأثر كيمياء الحيوان بالمؤثرات الخارجية فيمرض عصبيا ونلجأ للأدوية لتعويض التغيرات الكيماوية , وينقلنا هذا لنقطة اشد خطورة هل مع التقدم العلمي والوصول بالعلم للتنقيب في أغوار ودخائل الإنسان هل استطاع العلم تصحيح ما يصيب النفس ويمرض الإنسان نفسيا او عصبيا..... اعتقد هذا فارق كبير وهو الفارق الجوهري بين الإنسان والحيوان وان كان فارق محسوس ولكنه غير ملموس
وان تكلمنا عن النفس وسقم النفس لابد أن نتكلم عن الضمير فهو ما يسقم هذه النفس فهو السبب الأساسي لعلل النفوس فهو هذا الشيء الداخلي الذي يعمل كميزان حساس داخل الإنسان دون الحيوان ليعرف الإنسان الفارق بين الصواب والخطأ بين الجيد والسيئ,, هو الذي يعمل كرادع داخلي لشهوات الإنسان,,و فهو الذي يبعد الإنسان عن اقتراف الشرور ويعمل كإنذار مبكر يجعلنا نتراجع عن الخطأ تعمل درع يسوس مشاعرنا ويوجهها للخير ويبعدها عن الشر,,,, وهو ما يفرقنا عن الحيوان فما من حيوان يموت كمدا وندما علي قتله أخيه آو سرقته او يؤنبه ضميره إذا كذب او سرق أخيه
فهل يا تري كان الضمير الذي يقوم النفس ويحافظ علي ان تكون نفس سوية يا تري هل هو هذه الطفرة التي رقت بالقرد ورفعته لمرتبه الإنسان قمة الهرم في الكائنات الحية
الضمير الذي يمثل الفضائل ويعرفنا مكارم الأخلاق التي تعمل من خلال الضمير في أعماق النفس البشرية,,, هذا الشيء الخاص بالإنسان فقط التي تجعله بتجنب الخطيئة ويسعى خلف الصلاح,,, فالصواب والخطأ والفضائل والخطيئة والأخلاق وما يبعد الإنسان عن اقتراف الأخطاء فهي الجهاز الخاص بإرشاد الإنسان لراحة البال والاطمئنان والتي تبعده عن هذه الأخطاء التي ان اقترفها يشعر بالقلق والأذى فالضمير هو الذي يفق لهذه النفس بالمرصاد حتى لا تقترف الشر فتتأذي يوجهها لعمل الأخير فتطمئن
الضمير هو ما يكبح الإنسان عن اقتراف الشر, فالكبح هو الأساس الفسيولوجي للأخلاق, وللأسف من حرم منه أي من حرم الضمير حرم من الأخلاق, وليست الأخلاق إلا الصورة النفسية لقانون الكبح, فالضمير هو غاية ما ترتقي إليه النفس البشرية, فهو الارتقاء بالروح لتصل النفس التي تحس بالمعنويات وتؤمن بالقوي العليا والمثل والخلق وتفرقه عن الحيوان ثم تفرق للإنسان بين الصواب والخطأ
وهي التي تكبح العقل من التعدي والتمادي والتجبر فالعقل زينة الإنسان وهو ما يهتدي به بشرط ان لا يتعدى به حدود الضمير, فهو الذي يحمي النفس من الخروج عن قوانينها فالخروج قد يؤدي لسقم هذه النفس ويؤدي لمرضها ويضر بها, فنحن ان كنا علمنا حدود الجسد وقوانينه وإمراضه وعلاجه فحدود أمراض النفس أصعب وأدق وأكثر غموضا ويصعب فهمها وفك طلاسمها, وبالتأكيد من لا ضمير له ومن لا يؤمن بقوي عليا ومن لا رادع له ولا سلطان عنده إلا للعقل متحللا من كل ما يردعه وهو الضمير فستجده بعيدا عن الخير فلا يدفعه للخير أي دوافع قوية فيصعب ان تجد محسن منفق من ماله ووقته محب ما لم يحفزه ويدفعه دافع مادي عقلي وبالتالي منفعة وعليه فما لم يجد منفعة من فعل الخير لتقاعس عنه لا محالة وتكاسل وبالمثل لن يمنعهم عن شر مانع فان لم يوجد مانع قوي فهم يميلون إليه حين لا يترقبون عليه عقابا ومنهم الكثيرين ممن يدعوا المثالية والكمال ولكن لا تظهر هذه المثالية غير في إيذاء الغير ولا يتورعوا عن الإيذاء ويكون اكبر همهم الكره والتباعد عن الأخر ومحاولة إقصائه والكره حتى ولو كان كره الظلم فالكره كره فيطغي الكره عن حتى حب العدل والجمال ومن يعيش بغير الضمير لا يطمئن وألا يطمئن إليه لان الخير فيه غير مستقر ولا حد عنده للصواب ولا خط واضح للقيمة فتتغير حتى أساسيات الأخلاق عنده بتغير فكره وتفكيره وعقله وان كان الضمير شعله مرشدة فقد يكون العقل مضلل ومغرض بتغيير معاييرة لتتماشي مع رغبات النفس وهوي النفس والهوى ما استقر ولا استقام
#داليا_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟