أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الشيخ حسين - قراءة في المجموعة الشعرية - خيمة من غبار - للشاعر الدكتور صدام فهد الأسدي














المزيد.....

قراءة في المجموعة الشعرية - خيمة من غبار - للشاعر الدكتور صدام فهد الأسدي


توفيق الشيخ حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2845 - 2009 / 12 / 1 - 23:09
المحور: الادب والفن
    



وطن يحمل غبار الهم ّ والحزن والألم .. ويسير بنا في غربة الحياة مع قسوة الأيام إلى عالم الآهات .. ويرحل بنا إلى اكتشاف حقائق النفس في خضم الذات .. لعل رياح القدر تؤدي بالشاعر في النهاية إلى مرفأ اليقين .. فنراه يقرع جدار الغد بإلحاح وبؤس ..
فالشاعر لا يمثل ذاته بقدر ما يمثل الإنسانية التي ما برحت تقف مخذولة أمام سر غدها بعد أن هالها الفراغ الذي أبتلع ماضيها وحاضرها ...
" خيمة من غبار " المجموعة الشعرية الثانية للشاعر الدكتور صدام فهد الأسدي وتضم ( 28 ) قصيدة تعبر عن الألم الذي خلقه الجرح في النفس .. نار تحرق أعماق القلب عندما تغرس أنياب البشر في الجسد .. مع ألم يحمله إلى قاع البحر .. ويحفر في العيون معابر للأدمع ...وحزن يغسل النفوس بدموع المطر ..

لو يسقط المطر
فيغسل البيوت والأبواب والشجر
لكنه مهما يظل ساقطا ً لا يغسل البشر
هل أنت جمعت الرياح على دموعي يا وطن ؟

إن ما يشعر به الشاعر الأسدي وما يعانيه هو أعمق بكثير مما يفهمه .. إن اليقين الذي تؤمن به أعصابه هو أصدق تعبيرا ً عن حقيقته من المنطق والتفكير وسائر مظاهر الوعي .. فنراه مثقلا ً بدماء الجرح تصرخ في أعماقه ويقضي العمر غريبا ً في زمن تكثر فيه الذئاب .. ويرحل مع الأحلام في يوم ٍ تلاشى فيه الصدق وماتت الكلمات ...

احلموا ليس في الزمن من يحرق الحلم
اكتبوا ليس في الزمن من يمنع لون الكتابة
اشهقوا بالأسى
ليس في الزمن القرمزي من يمنع الشهقات
الأكف التي كتبت ذات يوم
لقد بصقت على الكلمات

يقول أمين الريحاني :
" مر ّن نفسك على الفكر قبل أن تسترسل إلى العواطف , وكن بعيدا ً عن التأفف والكآبة والأنين .. إن في آدابنا العربية الحالية من الدموع بحرا ً يخشى علينا الغرق فيه والهلاك " ...
ان الشاعر الحديث يستضيء بالأسطورة ليكشف الظلمة فيما وراء الوعي .. أو فيما يعبـّر عما يشعر به دون أن يفهمه .. ان الأسطورة في الشعر الحديث هي فلذة يجتمع فيها قلق العصب الفلسفي الذي يتحرى الكون مع الانفعال العاطفي الذي يؤمن بالأشياء ويرضى به رضا ً عفويا ً حدسيا ً ..
ما من شك ان الشاعر الأسدي استفاد من الأسطورة وبقي محافظا على جزالة اللغة ..

أين بابل ,
أوروك ,
عشتار ,
عشروت ,
يد اوسيس كانت تموت بوضح النهار ,


يقول الدكتور " فاروق مواسي " :
" القرآن بأسلوبه ولغته له تأثير على كل شاعر وناثر " ...
تميز شعر الدكتور الأسدي باقتباساته من الألفاظ القرآنية مما جعله يوفق في تجسيدها بين جمال الروح وجلال التأمل .. ويحصل على التجاذب المدفون بين ذاته العميقة التي تتخلل أغواره مع صدق التزامه بعمق النظرة الفلسفية للحياة التي تلدغ كل قلب وتترك عليها بصمات لا تندمل ...

ركبنا الصهيل ,
كرهنا الأصيل ,
سلبنا من الأمس حتى الأمان
" بأي آلاء ربكما تكذبان "
يبس الخوف والجذع ,
جذع الأماني ,
ويصفر وجه السكون
وبعد انتهاء العذاب نقول لماذا نخون ؟

دموع وأحزان تبحر مع الأمواج .. تغرق فلا تجد من ينقذها .. ما ذنبك يا عراق .. تئن من الوجع وتنزف دما ً .. وفي كل يوم تدفع من شبابك المئات .. تحاصرك القيود .. طال ليلك .. دارت عليك ذئاب العصر اجمعها .. بعد أن أنارت حضارتك الكون في هذا العالم ..
وتبقى أحاسيس الشاعر في طوفان مشاعره يتأمل المأساة ...

في كل يوم يدفع العراق من شبابه المئات ؟
في كل يوم والعراق في أحزانه يبات ؟
في كل يوم والدروب ملأى بالحفاة ؟
ما ذنبه عراقنا ؟
يخرج من مأساة يدخل في مأساة ؟؟

يظل الوطن يقطر ألما ً .. وينزف بصمت .. وتبقى الأحزان تدق الأبواب .. حيث القهر والعذاب .. أعطيتنا قلبا كبيرا .. وحنينا نابضا في داخلنا يستفيق من البكاء .. وتبقى محبتنا أسمى من الكلمات ...
يقول الشاعر عبدا لوهاب البياتي :
" هذا هو العراق بحزنه الدائم منذ أقدم العصور كما لو أن الأقدار ألبسته طقس الآلهة والحياة بشكل مهيب .. في حزن العراق نجد ولادة التأريخ وديمومة الحياة جنبا ً إلى جنب " ...



#توفيق_الشيخ_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوقعة الذات تعانق الألم.. قراءة نقدية في ديوان - النزول الى ...
- الآم على أسطر الحياة .. قراءة نقدية في ديوان - لا شيئ غير ال ...
- همسات تعلن الرحيل .. قراءة نقدية في ديوان - آس وتراب - للشاع ...
- في ذكرى رحيل نهى الراضي
- أسطورة الألم والوحشة - قراءة نقدية في ديوان ( ترهلات غيمة ذا ...
- غسان كنفاني - قمة في الصحافة والنضال -
- مات ناجي العلي لكن حنظلة لا يزال حيا
- سلافة حجاوي واغنيات فلسطينية
- محمد القيسي والحٍداد يليق بحيفا
- محمود البريكان ( الشاعر - الأنسان - المثقف )
- نص اللاجئ ( ذاكرة الأنسان بين طيات هذا الزمن ) للروائي محمد ...
- عبد الكريم كاصد طائر العراق
- متاهات أسباخ على رصيف التعب
- محمد خضير نخلة البصرة
- الوطن الرمز المنفى في شعر محمد الأسعد
- الرمز والأسطورة في شعر بدر شاكر السياب
- شجون ومواجع عناقيد آخر الليل
- ابن البصرة الكفيف - ثائر عبد الزهرة لازم -
- تأملات مع بكائيات الربيع


المزيد.....




- عائشة القذافي تخص روسيا بفعالية فنية -تجعل القلوب تنبض بشكل ...
- بوتين يتحدث عن أهمية السينما الهندية
- افتتاح مهرجان الموسيقى الروسية السادس في هنغاريا
- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الشيخ حسين - قراءة في المجموعة الشعرية - خيمة من غبار - للشاعر الدكتور صدام فهد الأسدي