|
هل تحتفل الجبهة الشعبية بإنطلاقتها بوجود أمينها العام ...؟؟
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 2845 - 2009 / 12 / 1 - 14:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
.......مما لا شك فيه أن الجبهة الشعبية دفعت ثمناً باهظاً على المستوى القيادي،فالاحتلال عندما شعر أن الجبهة الشعبية تعيد ترتيب أوضاعها،وأنها أخذت تستعيد دورها وفعلها وحضورها الجماهيري والكفاحي،بفضل وجود القائد الشهيد أبو على مصطفى،أقدمت على اغتياله بصواريخ موجهة من طائراتها في مكتبة برام الله في 27/8/2001،معتقدة أنها باغتيال القائد الشهيد فإنها ستحد من أنشطة وكفاحية وفعالية ودور الجبهة الشعبية،بل كانت هناك مراهنة على أن الجبهة والتي كانت في المراحل الأولى لاستعادة عافيتها،قد تتفكك وتتحلل،أو على الأقل تصبح مخصية وغير قادرة على النهوض،ولكن مثل هذا الرهان سقط،حيث أن الجبهة كانت قد أرست دعائم مؤسساتها الحزبية في مؤتمرها السادس تموز /2000،وانتخبت لجنتها المركزية رداً على هذه العملية الإجرامية،وبأغلبية ساحقة أحد أبرز رموزها وقادتها أميناً عاماً لها خلفاً للشهيد القائد أبو علي،ألا وهو الرفيق سعدات،هذا الرفيق الذي يدرك حجم المهام والمسؤوليات الملقاة على عاتقه،وفي المقدمة منها،مهمة الرد على جريمة اغتيال الأمين العام للجبهة القائد أبو علي مصطفى،هذا الثمن والرد الذي تعهد بهما بالقول الرأس بالرأس والسن بالسن،وتعهده هذا لم يكن في لحظة غضب وانفعال،أو مجرد حديث للإستهلاك المحلي،أو مجرد شعارات لتحريك العواطف والمشاعر،أو عبارات لشحذ الهمم ورفع المعنويات،بل كان الرفيق القائد يعني كل كلمة يقولها،ولم يمضي أكثر من أربعين يوماً،حتى كان الوفاء بالعهد والرد،وردت الجبهة الشعبية على جريمة اغتيال أمينها العام الشهيد القائد أبو علي مصطفى، باغتيال أكثر وزراء الاحتلال عنصرية وتطرفاً وحقداً وكرهاً للعرب،أنه الوزير" رحبئام زئيفي"،وكانت تلك العملية نوعية بكل المقاييس ،وشكلت ضربة موجعة للمستويين السياسي والإستخباراتي الإسرائيليين،واللذان فقدا صوابهما،وأعلنا حملة شاملة على الجبهة الشعبية بقصد وهدف إقتلاعها وتصفية وجودها،وكانت تلك الحملة شبيهة بالحملات التي تعرضت لها الجبهة في أعوام 76 و 85 و91 +92،تلك الضربات التي أثبتت لحكومة الاحتلال وجهاز مخابراتها أن الجبهة الشعبية عصية على الكسر والتصفية،بل تلك الضربات زادت من حضورها وشعبيتها ودورها وفعلها النضالي والكفاحي والجماهيري،بل للجبهة الشعبية ورفاقها الفخر في إرساء مدرسة الصمود في أقبية وزنازين التحقيق. وبإغتيال زئيفي أصبح سعدات ورفاقه هدفاً لإسرائيل وأجهزة مخابراتها،وليجري في أوائل عام 2002 اعتقاله من قبل أجهزة السلطة الفلسطينية،ومكث في سجونها بإشراف أمريكي- بريطاني،حتى 14/3/2006،حيث اقتحمت القوات الإسرائيلية سجن أريحا،واختطفت سعدات ورفاقه إلى سجونها في عملية تواطؤ ومشاركة أمريكية وبريطانية وموقف مريب من قبل السلطة الفلسطينية،ومما لا شك فيه أن غياب الرفيق القائد سعدات عن ساحة الفعل اليومي والمباشر واحتجاز قدراته وطاقاته،وما يتمتع به من "كريزما" وحضور وتأثير،ليس على مستوى الجبهة الشعبية فقط،بل وعلى المستوى الوطني ترك أثراً ملموساً على الرأس والمستوى القيادي في الجبهة،ناهيك عن مدى الوضوح والحزم في مواقف الجبهة في العديد من القضايا المفصلية والجوهرية،والتي تحتاج الى قرارات جريئة،لا تحتمل أي غموض أو وسطية فيها،فسعدات غير مجامل في الحقوق الوطنية،ولا في المواقف،متجرد من كل الحسابات الذاتية والشخصية. ومن هنا فسعدات الذي مثل حالة نضالية مميزة في كل محطات وظروف عمله العلني والسري،الكفاحي والجماهيري،الحزبي والوطني،جعله محط استهداف إسرائيل وأجهزة مخابراتها،ومن بعد إعتقاله وضعت خطة ممنهجة ومبرمجة من القمع والتعذيب بحق القائد سعدات بغرض تحطيمه وكسر معنوياته،وعمدت إلى إبقاءه في حالة دائمة من عدم الاستقرار من خلال التنقل الدائم بين زنازين وأقسام عزل سجونها المختلفة،وكل ذلك لم ينفع مع قائد جبل وتربى في معمان النضال والكفاح،فاستمر في العمل والفعل بقدر ما سمحت ظروفه في الأسر،ومثل حالة رمزية وصدقية لأبناء الحركة الأسيرة،وخاض إضراباً مفتوحاً عن الطعام احتجاجا على ظروف أسرى العزل وكذلك ظروف عزله،وهذا العناد والثبات على المواقف والمبادئ جعل إدارات مصلحة السجون الإسرائيلية وأجهزة مخابراتها تتخذ قراراً بالعزل الدائم للرفيق القائد سعدات،حيث اتخذت المحكمة الإسرائيلية في بئر السبع في الثاني والعشرون من شهر أكتوبر/2009،قراراً بتجديد عزل الرفيق سعدات بستة أشهر أخرى في قسم عزل سجن"ريمون"،إضافة إلى الستة أشهر من العزل السابقة. واليوم مع اقتراب الذكرى الثانية والأربعين لانطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين،وفي ظل دخول صفقة تبادل الأسرى،مرحلة الاقتراب من الحسم والإنجاز تجري تسريبات إعلامية عديدة،حول رفض إسرائيل شمول الرفيق القائد سعدات في هذه الصفقة،ونحن نفهم جديداً أن إسرائيل تتعامل مع الرفيق القائد سعدات على قاعدة الثأر والانتقام من جهة،ومن جهة أخرى تتلمس مدى الدور الذي يمكن لهذا الرفيق القائد أن يلعبه،ليس على الصعيد الجبهة الشعبية فحسب،بل وعلى المستوى الوطني،لجهة لعب دور فاعل تجاه إنهاء حالة الإنقسام الفلسطيني،وتصليب وتعميق نهج المقاومة في الساحة الفلسطينية،وهي من خبرتها وتعاملها مع هذا الرفيق القائد،تدرك جيداً أن هذا الرفيق متجذر ومتصلب في النضال،شرس وعنيد،مصلحة الوطن والقضية عنده فوق كل الإعتبارات. هذه الاعتبارات والمبررات الإسرائيلية ليست بالغريبة،وكذلك نحن نقدر ونثمن عالياً للفصائل الآسرة للجندي الإسرائيلي"شاليط" إصرارها وتمسكها بشمول الرفيق القائد سعدات في صفقة التبادل،ولكن ما هو مستغرب وغير مفهوم،إذا ما صحت المعلومات التي تقول بأن السلطة الفلسطينية،طلبت عدم شمول سعدات والبرغوثي في الصفقة،وإطلاق سراحهم بعد عدة شهور،فهذه خطيئة ترتكب بحق هذين القائدين،وخصوصاً أن معرفتنا وخبرتنا مع الاحتلال في هذه الجوانب بالتحديد،تقول بأن الاحتلال لا يحترم أو ينفذ أي تعهد والتزام،وإذا ما التزم بذلك فإنه يحول قضيتهما الى قضية إبتزاز سياسي،ومن هنا أجد لزاماً علي القول،أنه على السلطة الفلسطينية إذا ما صحت هذه المعلومات،أن لا تنزلق الى مثل هذا المطب،والذي قد يشكل مقتلاً وانتحاراً سياسياً لها،وخصوصاً أن هناك الكثير من الغموض يحيط بموقفها ودورها في قضية اختطاف القائد سعدات من سجن أريحا. إننا نأمل مع حلول الذكرى الثانية والأربعين لانطلاقة الجبهة الشعبية،أن تقيم أعراسها وإحتفالاتها بوجود أمينها العام الرفيق احمد سعدات،هذا القائد الذي سيكون تحرره من الأسر ووجوده بين رفاقه وحزبه وشعبه،إضافة نوعية ليس للجبهة الشعبية فحسب،بل وللوطن والقضية الفلسطينية،فسعدات دفع ثمناً غالياً في سبيل الوطن والقضية،وما زال مسكوناً بحب الوطن والعودة،وقائداً من هذا الطراز وبهذا الحجم،يجب الإصرار على أن يكون في مقدمة الأسرى المطلوب تحررهم في صفقة التبادل.
القدس- فلسطين 1/12/2009 [email protected] 0524533879
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العيد لم يحمل أي بجديد..
-
في العيد نتنياهو مستمر في مناوراته ....وصفقة التبادل لم تنجز
...
-
مباراة الجزائر ...مصر/ عصر ما بعد الإنحطاط
-
القدس بحاجة الى استراتيجية ومرجعية موحدتين ..
-
هل تبادر اسرائيل الى شن حرب محدودة ..؟؟
-
عن الجهل والتخلف والأوطان والإنتصارات ..
-
أبو مازن يؤبن التسوية والمفاوضات ...
-
هل تتكحل عيون عائلات أسرانا برؤيتهم قريباً ...؟؟
-
من وقف الإستيطان الى تجميده فكبح جماحه ف...
-
من وين أجيب هوية ...؟؟؟
-
صمود تتمرد على القمع والحواجز ...
-
سعدات وأسرى العزل ....
-
إنطباعات من الجولان/ خلال زيارة الوزير لأسرى الحرية..
-
بريطانيا وفرنسا-ذاب الثلج وبان المرج - ..
-
جولة مع الوزير قراقع ....
-
جاء ميتشل ذهب ميتشل ...
-
القدس هجمات اسرائيلية متلاحقة وعجز فلسطينيوعربي واسلامي شمول
...
-
سعدات والبرغوثي ...مرة أخرى ..
-
لا تنسوا أسرى الداخل والقدس ...
-
مخاطر لعبة مقايضة ضرب ايران بدويلة فلسطينية ..
المزيد.....
-
ماذا فعلت الصين لمعرفة ما إذا كانت أمريكا تراقب -تجسسها-؟ شا
...
-
السعودية.. الأمن العام يعلن القبض على مواطن ويمنيين في الريا
...
-
-صدمة عميقة-.. شاهد ما قاله نتنياهو بعد العثور على جثة الحاخ
...
-
بعد مقتل إسرائيلي بالدولة.. أنور قرقاش: الإمارات ستبقى دار ا
...
-
مصر.. تحرك رسمي ضد صفحات المسؤولين والمشاهير المزيفة بمواقع
...
-
إيران: سنجري محادثات نووية وإقليمية مع فرنسا وألمانيا وبريطا
...
-
مصر.. السيسي يؤكد فتح صفحة جديدة بعد شطب 716 شخصا من قوائم ا
...
-
من هم الغرباء في أعمال منال الضويان في بينالي فينيسيا ؟
-
غارة إسرائيلية على بلدة شمسطار تحصد أرواح 17 لبنانيا بينهم أ
...
-
طهران تعلن إجراء محادثات نووية مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|