الإنسان في العقيدة الدينية

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2842 - 2009 / 11 / 28 - 20:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

الإنسان العقائدي الحر في تفكيره الديني يبقى مرهوناً بتصورات موهومه عن قصة خلقه ويبقى مهما أخذ حريته وعقيدته يبقى عبداً خانغاً إلى الأبد , أما الإنسان الحديث فهو ليس عقائدياً فهو لا يوجه وجهه إلى المشرق بإعتباره مسيحياً يجد الخير في كل مكان , أما المسلم فإنه لا يجدُ الخير إلا إذا وجه وجهه إلى الحرم المكي الكعبة , وأما اليهودي فهو يرى في فلسطين قبلة له ويرى قبلته هيكل سليمان , وفي كل تلك التصورات يكون الإنسان فيها ذا قصة واحدة من حيث خنوعه وخضوعه .


في الفكر الإسلامي الحديث والقديم يظهرالإنسان بمظهر الخنوع الخاضع لغيره, ويظهر ضعيفاً أمام قوة الله , وهذا ليس خطيراً ولكن الخطر كل الخطر في قصة نزول آدم وحواء من الجنة , فخسارة الإنسان لجنة الله كانت خسارة يستحقها الإنسان ويستحقُ معها السحق , لذلك كان هبوطه من السماء إلى الأرض عقاباً فرضته القوى اللاهوتية على الإنسان.

حتى أن عذاب الإنسان _في الفكر الإسلامي_ كان وما زال عقاباً يستحقه نظراً لمخالفته أوامر الله ,ولا تكمن الخطورة في مخالفة الإنسان لأوامر الله ولكنها في نوعية المخالفة والتي يبدو أن المرأة هي سببها لذلك أصبحت المرأة تحمل وتلد وهي تشعرُ بآلام الولادة علماً أنها كانت من قبل تحملُ وتلدُ دون أن تشعر بآلام الحمل والولادة.

ومن منطلق حمل المرأة وولادتها بالتعب تبدأ مرحلة العقاب الإلهي على الإنسان الذي يستحقه طوال حياته فلا يكسب قوت يومه إلا بالتعب ولا يحصل على رضا الله إلا بالتعب ولا يدخل الجنة إلا بالتعب ولا يستحق الحياة الآخرة الهنيئة إلا إذا قمع شغاف نفسه طوال حياته وآثر الحرمان على الإشباع وآثر قتل نفسه من الداخل وقمع شهواته وكل ذلك حتى يصل إلى ذروة الحياة الآخرة.

والإنسان المعاصرلم يرتكب أي خطيئة أو ذنب وإنما طور نفسه علمياً وانعكس تطوره العلمي على حياته الاجتماعية وأصبح ينظرُ لنفسه على أنه يستحقُ الحياة الكريمة , وكشف الإنسانُ بعلمه عن أساطير كان يعتقدُ أسلافه أنها حقيقة مطلقة وليست نسبية , وبهذا عرف الإنسان أن سقوط آدم وحواء من الجنة لم يكن لذنب اقترفته يد آدم وإنما حصل في سنة 10000قبل الميلاد تغير مفاجىء في المناخ أدى إلى تغير في الأمطار فحصل الجفاف العام وتراجع نمو الأشجار والنباتات وهاجرت الحيوانات التي كانت تقتاتُ على النباتات وعلى اللحوم والتي كانت أيضاً طعاماً للإنسان ,و وبالتالي خسر الإنسان فردوسه الدائم وأصبح يعرفُ بالفردوس المفقود.

من هنا استيقظ الإنسان على حقوقه وحقه في الحياة الكريمة ونظر لنفسه على أنه كائن عظيم وفرد يستحق أن يعيش دون سلطة المجتمع عليه.

وبدأ الإنسان يحاول الإفلات من قبضة المجتمع ورقابة المجتمع عليه وعلى تصرفاته .

إن الإنسان مخلوقٌ جميل ونبيل إذا أخذ حقوقه الفردية وتخلص من سطوة الطغيان الاجتماعي ,إن الإنسان الذي لم يرتكب ذنباً يدفع حياته ثمن ذنوب وهمية وإن المرأة تدفع هي الأخرى ثمن اعتبارها مخلوقاً وهمياً قدراته أقل من قدرات الرجل في الفتك والقتل والافتراس, وإن الانسان الذي اكتشف حقيقة نفسه نجده من خلال مد جسور الوعي الثقافي بينه وبين المعرفة والعلم قد أخذ يُشبع نفسه وذاته وكيانه وحقوقه المدنية , وظهر الإنسان المدني وليس العقائدي.

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات