أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميسون البياتي - حافظ شيرازي














المزيد.....

حافظ شيرازي


ميسون البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 2838 - 2009 / 11 / 24 - 04:05
المحور: الادب والفن
    


لم تبالِ مناهجنا الدراسية المختلفة بتدريسنا عن شعراء الشرق , ولهذا فبالكاد نعرف شيئاً عن طاغور أو محمد إقبال أو ناظم حكمت أو سعدي أو حافظ شيرازي , مع أننا كنا ندرس أداب أمم كثيرة . أثناء دراستي الجامعية وكنت أعد ( سمنر ) عن أدب الشاعر الألماني ( گوته ) قرأت مجموعته الشعرية المسماة (( الديوان الشرقي للمؤلف الغربي )) وهي مجموعة أشعار في الصوفية والفلسفة والحكمة .. عرفت وقتها أن ( گوته ) وهو الدارس للكثير من اللغات الشرقية وبضمنها العربية والفارسية , والحافظ عن ظهر قلب , بعض آيات القرآن الكريم كان قد كتب ( الديوان الشرقي ) ليعارض به شاعراً فارسياً هو حافظ شيرازي في أشعار له جمعت له من قبل في ديوان أطلق عليه تسمية ( الديوان الغربي ) .

الخواجة شمس الدين محمد حافظ شيرازي , والمعروف كشاعر بإسم ( حافظ ) عاش بين عامي 1315- 1390 ميلادية , وهو واحد من أهم شعراء الفرس , ديوانه موجود في أغلب البيوت الفارسية التي يحفظ أهلها أشعاره عن ظهر قلب ويستعملونها كحكم وأمثال للتعبير عن واقع اليوم , رغم أنها كتبت في القرن 14 أي قبل حوالي سبعة قرون من الآن .
أغراض شعره الرئيسية هي الغزل والخمريات وكشف نفاق الذين يُنصِّبون أنفسهم حراساًً على البشر , وقضاة لتحكيم أخلاق الناس , معتقدين أنهم دون أخطاء ونماذج للإستقامة الأخلاقية .

يتجسد حافظ في الحياة اليومية الإيرانية اليوم من خلال إستعمال أشعاره لقراءة الطالع بما يسمى ( فال حافظ ) حيث ينوي صاحب الطالع نية ثم يفتح ديوان حافظ ويقرأ ما مكتوب في تلك الصفحة من أبيات ويشرحها تأويلاً على النية التي في قلبه .
بسبب الشاعر الألماني ( گوته ) عرفت أوربا حافظ شيرازي وتمت ترجمة أشعاره الى الكثير من اللغات الأوربية كالفرنسية والألمانية والإنكليزية .
رغم كل الشهرة الواسعة التي يحظى بها حافظ كشاعر , لكن تفاصيل حياته غير معروفة بدقة , وبعض الحكايات تتضمن إضافات ( أسطورية ) لا يمكن الوثوق بها أو الإعتماد عليها .

من الوثائق المبكرة التي تحكي عن حياته , مقدمة ديوانه التي كتبها شخصان أصبحا غير معروفين اليوم هما : محمد قزويني و قاسم غني . حيث تتفق معهما أغلب الكتابات عن حياته أنه عاش ما بين عامي 1315 _ 1390 ميلادية .
تعرف حافظ على ( الحجي زيني العطار ) الذي كان يعمل طبيباً في بلاط ( الشاه شجاع ) حاكم الدولة المظفرية بين عامي 1358 _ 1384 وبهذه الطريقة تعرف حافظ على الشاه شجاع نفسه , الذي إشتهر فيما بعد بأنه كان راعياً لحافظ شيرازي , حيث تمكن حافظ من الحصول وقتها على وظيفة معلم في المدرسة القرآنية , لكنه سرعان ما فقد وظيفته عند الإطاحة بشاه شجاع , ثم إستعادها لفترة قصيرة بعد عودة الشاه شجاع الى الحكم من جديد , لكنه إضطر للهرب من شيراز الى ( أصفهان ) ثم ( يزد ) حفاظاً على حياته من شخصيات دينية كان ينتقد في أشعاره سلوكياتها المعوّجة .

بعد حوالي عشرين عاماً أي حين كان عمره 52 سنة إستطاع العودة الى البلاط من جديد حيث أرسل الشاه شجاع في طلبه . وبعد موت الشاه شجاع حصل حافظ على وظيفة أرفع في بلاط الشاه منصور .. لكن ذلك لم يدم طويلاً فقد هاجم تيمورلنك المملكة وقام بأسر وقتل الشاه منصور .

مما يروى عن حافظ أثناء وجود تيمورلنك في شيراز أن حافظ كان معجباً بجارية شيرازية تدعى ( تُرك ) قال فيها تغزلاً :
اگر آن ترک شيرازی بدست‌آرد دل مارا
به خال هندويش بخشم سمرقند و بخارا را
ومعنى ذلك بالعربية : لو أن ( تُرك ) تأخذ قلبي بين يديها .. لوهَبْتُ سمرقند وبخارى لرب الهندوس .
حين سمع تيمورلنك بذلك إستدعاه وقال له : لقد فتحتُ العالم ليكون في خدمة سمرقند وبخارى عاصمتي ملكي , وأنت تهبهما لرب الهنود من أجل حسناء شيراز ؟
فأحنى حافظ رأسه بشدة وقال : للأسف يا أمير .. بسبب هذا التبذير حالي بائس الى هذا الحد .
فضحك تيمورلنك من هذا الجواب , وعفا عنه وأمر له بهدية .

ومما يحكى عن حافظ , أنه قبل أن يلتقي بالحجي زيني العطار ويتعرف بواسطته على الشاه شجاع , كان يعمل في دكان خبّاز , حيث يقوم يومياً بأخذ الخبز وإيصاله الى بيوت الموسرين في حي الأثرياء بشيراز , وفي أحد هذه البيوت رأى ( شاه نبات ) وهي إمرأة آسرة الحسن أحبها من طرف واحد وأراد أن يقابل جمالها بالحب , لكنه وجد أن جمالها أكبر من كل حب , لذلك أحبها بطريقة أفلاطونية تسعى الى تحقيق الوحدة بين ما هو ( روحي ) مع ما هو ( إلهي ) فسعى الى الطرق الصوفية لتحقيق هذا التوازن , حيث لا توجد تجربة مثيلة .. إلا في حب الشاعر الإيطالي ( دانتي ) لحبيبته ( بياتريس ) , وكانت أغلب غزليات حافظ ذات الإطار الصوفي تحكي عن ( شاه نبات ) .

يحكى عن حافظ أن والده أو أسرته كانوا أول من أطلق عليه تسمية ( حافظ ) مع أن إسمه ( شمس الدين محمد ) وذلك لسرعته في الحفظ , لكنه رغم هذا إمتنع عن تنفيذ رغبة والده في حفظ القرآن عن ظهر قلب منذ سن مبكرة ودون أن يفهم معناه , رغم أنه كان يحفظ ذلك الوقت أشعار : جلال الدين الرومي , سعدي , فريد الدين , ونظمي . لأن معنى حفظ الشعر شيء .. ومعنى حفظ القرآن شيء آخر .

من بركات محبته ل ( شاه نبات ) أنه حين أصبح في الستين من عمره , أخذ طريقة صوفية جديدة تعرف بالفارسية بإسم ( چله نشينی ) حيث يقوم المتصوف بنفسه برسم دائرة على الأرض ثم يجلس داخلها أربعين يوماً وليلة دون أكل أو شرب أو نوم , يبقى ساكناً متأملاً فقط حيث يدعي حافظ أنه وصل بهذه الخـلوة الى درجة ( الوعي الكوني ) وبعد ان أتم هذه الأيام والليالي الأربعين إلتقى بصاحبه القديم الحجي زيني العطار الذي قدم له كأساً من النبيذ , فكان تعليق حافظ أنه لكي يعرف المرء معنى النبيذ يجب عليه قبلها أن ( يجلس ) أربعين يومأً وليلة .

توفي حافظ ودفن في حديقة ( المصلى ) في شيراز تاركاً للناس ديوانه الذي يضم 994 قصيدة تشهد على عقلية رجل , وروحية إنسان , عشقت الحياة وتفاعلت معها فكانت عصية على الموت .









#ميسون_البياتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلم / إضراب عن الطعام
- رحلة الى مكة
- السر الإسرائيلي النووي
- ويكيپيديا
- الشبكة العالمية
- مصرع الدولار
- سيمفونية الإبداع
- شاهنامة الفردوسي
- المرأة في مهرجان شكسبير الأسترالي
- معركة في سياتل
- الماء .. وأشياء أخرى
- قسمة ضيزى
- سيحون وجيحون
- باليبو _ Balibo
- القنبلة البشرية الموقوتة
- نوري باشا السعيد
- يهود كردستان
- الشهبانو فرح بهلوي
- يهود الفلاشا
- رد مهاتير محمد على خطاب أوباما


المزيد.....




- -التوصيف وسلطة اللغة- ـ نقاش في منتدى DW حول تغطية حرب غزة
- قدمت آخر أدوارها في رمضان.. وفاة الممثلة التونسية إيناس النج ...
- وفاة الممثلة التونسية إيناس النجار إثر مضاعفات انفجار المرار ...
- فيلم -وولف مان-.. الذئاب تبكي أحيانا
- الفنانة التونسية إيناس النجار تودع الحياة بعد صراع مرير مع ا ...
- وفاة الفنانة إيناس النجار بعد إصابتها بتسمم الدم
- نيكاراغوا.. افتتاح مهرجان الأفلام الحربية الروسية
- سنو وايت، فيلم أشعلت بطلته الجدل، ما القصة؟
- بجودة عالية..استقبال تردد قناة روتانا سينما على النايل سات و ...
- أجمل عبارات تهنئة عيد الفطر مكتوبة 2025 في الوطن العربي “بال ...


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميسون البياتي - حافظ شيرازي