أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أشرف العناني - سيناء الأخرى ( 1 – من 1 )














المزيد.....

سيناء الأخرى ( 1 – من 1 )


أشرف العناني

الحوار المتمدن-العدد: 2838 - 2009 / 11 / 23 - 20:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في التاريخ المصري القديم كانت سيناء تسمي ” حوريب ” أي الأرض الخراب وكانت بعض الأماكن بها تستعمل كمناف ً لتأديب الخارجين عن القانون مثل العريش التي كانت تسمى في العصور الفرعونية بلدة مجدوعي الأنوف لأن ملوك الفراعنة كانوا ينفون إليها الخارجين عن القانون ويجدعون أنوفهم كعلامة تسهل التعرف عليهم .. نعم كانت حواضر تزدهر بالحضارة مثل “بر أمون” أو” بيلوزا “تلك المدينة المتحضرة على فرع النيل البيلوزي – أحد فروع النيل السبعة – الذي انطمر وحاول الخليفة عمر بن الخطاب إحياؤه من جديد لينطمر مرة أخرى لتبقى خصوبة منطقة سهل الطينة شاهدة على كل ذلك ، هذه المدينة التي تحولت بعد الفتح الإسلامي من “ بر آمون ” أو ” برما ” إلى ” فرما ” تماماً مثلما تحولت ” را بح ” الفرعونية إلى” را فح ” أو “ رفح ” ، اختفت المدينة من الوجود ولم تبقى سوي أثارها وقرية ” بالوظة ” نسبة إلى ” بيلوزا ” . على الرغم من ذلك ظلت سيناء في المخيلة الفرعونية بوابة احتمالية – على الدوام – للمخاطر ، ولهذه النظرة أبعاداً موضوعية فمعظم المخاطر التي هددت الحضارة المصرية القديمة كانت تأتي عبر البوابة أو الجسر السيناوي ، الهكسوس والحيثيون وكل الشعوب البدائية وغير البدائية في شرق العالم القديم التي كانت لها مطامع في مصر أتت عبر الجسر السيناوي ، لذا غلبت النظرة العسكرية السوداوية في العقيدة المصرية القديمة على المكان ، فكان معظم الوجود المصري القديم وجود عسكري ، حاميات هنا وهناك ، قلاع عسكرية ونقاط حماية وان كان هذا لم يمنع من وجود نشاطات أخري كما أشرت لبر آمون ، ونشاطات صناعية تعدينية في العديد من مناجم الفيروز والنحاس ، أيضاً كانت هناك نشاطات دينية ربما كان معبد ” سرابيط الخادم ” أحد شواهدها ، أما حمام فرعون فيقال أن ماؤه كان ماء التعميد لأي فرعون جديد .

حوريب القديمة والجديدة والمتجددة

هذا ما كنت عليه سيناء في العقيدة المصرية القديمة ” حوريب ” أرض خراب وجسر مخاطر محتملة على الدوام ، وبقليل من التأمل سنكتشف أن تلك النظرة ذاتها – للأسف الشديد – هي نظرة النخب المصرية الحديثة سواء أكانت نخب سياسية أو عسكرية أو ثقافية لسيناء ، بالطبع ليس هناك تقاطع نصي بين النظرتين لكن جوهر النظرتين واحد ، فقد ظلت سيناء في أذهان الكثيرين ساحة حرب ليس أكثر أو بتعبير آخرين عمقاً استراتيجياً لوادي النيل ، وظل الهم الحديث على الدوام هو تأهيل سيناء بالشكل الذي يضمن ليس لها النمو ولكن لمصر الأمان من عدو صار واحداً ووحيداً هو إسرائيل بوصفه خطر لا يمكن لأحد – حتى أنا – إنكاره ، أما المربك بالفعل للجميع فهو اتفاقية السلام التي أبرمتها مصر مع إسرائيل وخلقت حالة من غياب الأفق والتردد بين تلك النظرة المشار إليها وبين التزامات قطعها النظام المصري على نفسه لضمان استمرار سيطرته على سيناء أو بمعنى أصح ضمان وجوده واستمراره هو كنظام سياسي ، من هنا قد يبدو محيراً هذا التناقض بين ما يفعله النظام على أرض سيناء وفيه الكثير من التنازلات لإسرائيل قد تبدو دوافعها هي اتفاقية كامب ديفيد المعلنة أو السرية وهذا ما لا أظنه وبين التأكيد المطروح ضمنياً من نفس النظام على الثوابت الوطنية !!!!!!! ، هو إذن قد يبدو تناقضاً لكنني أعتقد أنه ليس كذلك ، فقط هو كسب المزيد من الوقت لتهاوي جدار هذه الثوابت في الروح الجماعية المصرية ، نعم ربما كانت هذه رؤية متشائمة لكنني وتبعا ً لما يدور على أرض الواقع أظنها كذلك .

سيناء ليست وطن من حصى ورمل

أما المفزع فهو الإصرار على تبني فكرة أن سيناء مجرد مكان من الحصى والرمل ، باختصار مكان ليس فيه بعد إنساني ، حتى في اللحظات التي يأتي فيها ذكر أهل سيناء فثمة إصرار عجيب حتى بين النخب السياسية والثقافية على الإيحاء بتقزيم هذا البعد وهذا مخالف للواقع على الأقل الآن ، فثمة كثافة سكانية حقيقية ونمو سكاني طبيعي لأهل سيناء لا يمكن إغفاله ، على سبيل المثال لا الحصر العريش في طريقها لتكون مدينة مليونية ، في منطقة بئر العبد الوضع ليس بعيداً عن ذلك ، كذا في الشيخ زويد ورفح ، المئات من القرى تنمو هنا وهناك في سيناء ، حركة النمو السكاني في الساحل الشمالي في سيناء حركة جد ملفتة ، الخلل السكاني الذي لا يمكن إغفاله هو وسط سيناء وهو خلل أبناء سيناء ليسوا مسئولين عنه و يبدو كما ولو كان متعمداً بإغفال النظام السياسي للتنمية في وسط سيناء ، وإلا دعونا نتساءل لماذا توقف مسار ترعة السلام عن الوصول لوسط سيناء كما كان مقرراً ؟؟؟؟ ، لماذا يتم تجاهل أبناء سيناء حتى في المشروعات القائمة بالفعل مثل مصانع الاسمنت ؟؟؟ حجة قلة الخبرة هي بالفعل حجة مضحكة فما أسهل عمل مراكز تدريب ودورات تدريبية لهم خصوصاً وأنهم هم الأكثر قدرة وتكيفاً على الاستقرار هناك بجوار تلك المشروعات وتنمية الوجود البشري حولها أما العمالة المجلوبة من وادي النيل فيظل المكان بالنسبة لها ترانزيت ليس أكثر ، هي لا ترتبط به ارتباطاً عضوياً ، الكثير من هذه العمالة يتعامل مع المكان كما لو كان مسافراً للعمل في دولة عربية دون النظر للبعد الاقتصادي في المقارنة ، أما في جنوب سيناء فيظل النمو السكاني الحقيقي مرتبطاً بالتخلي عن واقع أن جنوب سيناء ليس أكثر من مكان ترفيهي سياحي للصفوة ، وأن السياحة وخصوصاً الإسرائيلية يلزمها اعتبارات أمنية خارقة للعادة ، تجعل من تعبير ” ممنوع الاقتراب ” وإستراتيجية الأماكن المغلقة أمنياً هاجساً لا يكف عن وأد أي محاولة للحديث عن نمو سكاني طبيعي في جنوب سيناء



#أشرف_العناني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلاّبون وضرع سيناء
- مفعول به .. مفعول بها .. يا له من مصير
- فانتازيا المنطقة ج : واقع كالحلم .. هل قال أحدكم - كابوس -
- مخطط لإنقاذ المحروسة : عاصمة جديدة لمصر في سيناء
- أحمد السواركة : سيناء بأرواح غزيرة وقلب وحيد
- ثقافة العنف في سيناء : رائحة البارود مرت من هنا
- التنوير .. كأن الحداثة نور !!!!!!!!!!


المزيد.....




- -لماذا لا تقوم بعملك يا سيناتور؟-.. حشد أمريكي غاضب بعد ترحي ...
- مسؤولون لـCNN: خفض عدد القوات الأمريكية في سوريا إلى النصف خ ...
- موسكو: كييف تستخدم التعبئة لصالحها
- الذكرى الـ 80 لبدء معركة برلين
- الإمارات: القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لا تمث ...
- وزير الداخلية التركي يكشف عدد السوريين الذي عادوا إلى بلادهم ...
- -بوليتيكو-: تسريح موظفين في وزارة الدفاع الأمريكية بسبب إدار ...
- وزير خارجية مصر: جهودنا لم تتوقف لإنهاء الحرب -الظالمة- على ...
- قازان.. طائرة Tu-144 السوفيتية الشهيرة تتحول إلى متحف
- نجيب بوكيلة لن يستطيع -تهريب- من تم ترحيله خطاً للولايات الم ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أشرف العناني - سيناء الأخرى ( 1 – من 1 )