أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - بولس رمزي - العروبه بين الوهم والحقيقه















المزيد.....

العروبه بين الوهم والحقيقه


بولس رمزي

الحوار المتمدن-العدد: 2837 - 2009 / 11 / 22 - 13:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


افرزت النتائج السلبيه لمباراة كرة القدم بين منتخبي مصر والجزائر ثورة لبركان دفين حول جدوي القوميه العربيه ذلك الحلم الذي كرث الزعيم الراحل جمال عبد الناصر نفسه في بناء امبراطوريه عربيه تحت زعامته وقد بدد الزعيم ناصر مقدرات الشعب المصري وراء هذا الحلم لدرجة انه غير اسم مصر التاريخي الي اسم الجمهوريه العربيه المتحده املا منه في توحيد العرب تحت هذا الاسم وفي سبيل الزعامه الزائفه خاضت مصر في عهده ثلاثة حروب وخسرها جميعا


- في حرب 1956 خاضت مصر حربا نتيجة اعلانه تأميم قناة السويس قبل انتهاء الامتياز البريطاني الفرنسي باثني عشر عاما فكان انتهاء امتياز قناة السويس بشكلا رسميا عام 1968 تتسلم مصر قناة السويس من الاداره المشتركه الفرنسيه الانجليزيه – فقد حصلت الدولتان علي حق امتياز ادارة قناة السويس كنتيجه حتميه علي قيام الدولتين بشراء اغلبية اسهم شركة قناة السويس ولا ننسي انه في الاساس مشروع قناة السويس هو مشروع فرنسي في الاصل ومقابل قيام الشركه الفرنسيه المصريه الفرنسيه البريطانيه تمويل انشاء القناه كمشروعا اقتصاديا حصلت هذه الشركه علي حق امتياز ادارة القناه مدتها مائة عاما تنتهي عام 1968 لكن فخامة الرئيس الراحل عبد الناصر من اجل تاجيل تسليم الدوله الي حكومه مدنيه واستمرار العسكر في السيطره علي مقاليد الحكم في مصر فقام بهذه البطوله العنتريه وزج بمصر في حربا بموجبها احتلت اسرائيل سيناء بالكامل حتي خط قناة السويس ولم تنسحب اسرائيل من سيناء سوي بانذار شديد اللهجه صادر من البيت الابيض الامريكي في عهد الرئيس الامريكي (ايزنهاور) وانسحبت القوات الاسرائيليه والانجليزيه والفرنسيه من مصر تلبية لانذار ايزنهاور وللاسف اعلن جمال عبد الناصر النصر واصبح عيدا للنصر نحتفل به كل عام واستخدم الميديا المصريه في الترويج لنصر جمال عبد الناصر علي ثلاثة دول واستمر جمال عبد الناصر رئيسا لمصر واستمر العسكر يحكمون مصر في الزي المدني


- كان من نتائج العدوان الثلاثي علي مصر تعاطف الجماهير المصريه والعربيه والتفافها حول الزعيم القوي الذي خرج منتصرا علي ثلاث دول وهتفت الجماهير العربيه المنهزمه والمنكسره بعد ضياع فلسطين في حرب 1948 والتي تتوق الي كلمة انتصار حتي ولو كان هذا الانتصار زائفا فنحن مرضي نفسيين نحتاج الي كذبه نفرح بها وتفرحنا


- كان من بين تلك النتائج ان التفاف الجماهير العربيه حول جمال عبد الناصر كمخلصا للعرب من هزائمهم الامر الذي فتح شهية جمال عبد الناصر الي التحول من زعيما لمصر الي زعيما عربيا لكل العرب وسعي الي زعامة المنطقه وكانت اولي خطواته هو اعلان الوحده مع سوريا وتغير اسم مصر الي الجمهوريه العربيه المتحده وكعادة السوريين يعاهدوك ويناصروك الي اخر مليم في جيبك وانفق عبد الناصر من اموال مصر والمصريين علي الكثير من المشروعات التنمويه في سوريا الي ان انفضت الوحده بعد ثلاث سنوات من اعلانها ولم يياس جمال عبد الناصر من السعي وراء حلمه وعندما تدخل جمال عبد الناصر في حروب اليمن وارسل الجيش المصري الي اليمن استشعرت السعوديه بخطورة هذا التحرك المصري علي حدودها الجنوبيه في اليمن واستشعرت ان جمال عبد الناصر يسعي من وراء حرب اليمن الي قيام انقلاب مماثل في المملكه السعوديه وتحولها من مملكه الي جمهوريه ترضخ للقياده المصريه فكان من السعوديين هزيمة عبد الناصر بايادي اخري غير سعوديه وكانت حرب 1967 بتمويلا سعوديا وتضليلا سوريا اردنيا واثاره عربيه وكان علي الزعيم العربي الذي يسعي الي قيادة العرب ان يطلب من قوات الطوارئ الدوليه التي تفصل بين القوات المصريه والاسرائيليه الخروج من سيناء ولم يكن عند عبد الناصر أي نية لشن حربا علي اسرائيل بل كان يقصد من وراء ذلك دعايه اعلاميه عربيه لتجديد شعبيته بين الدول العربيه بمعني اوضح تحديدا كان يقصد من وراء ذلك تمثيليه لحشد التاييد الشعبي العربي له خطابات واغاني وطنيه ومارشات عسكريه وتتدخل قوي كبري حتي تاتي قوي كبري تتوسل اليه بعد شن حربا ضد اسرائيل لكن لحظه العثر لم يرجوه احدا بان لا يشن حربا ضد اسرائيل وتركوه وشانه زعيم الامه العربيه الامر الذي ادي الي قيام اسرائيل باحتلال سيناء في ستة ايام وتعرض عبد الناصر الي هزيمه منكره وكان يعتقد انه سوف يتكرر الامر وتنسحب اسرائيل بناء علي ضغوطا دوليه ويعلن الانتصار مرة اخري ويعزز التفاف العرب حوله من جديد ويسعي من جديد في تحقيق احلامه بفرض الهيمنه علي العرب وكانت خيبة امله ان اسرائيل ظلت علي خط قناة السويس الي ان فقد الامل في تحقيق حلمه بامبراطوريه عربيه من المحيط الي الخليج تحت زعامته ومات عبد الناصر ومات معه الحلم العربي – مات عبد الناصر تاركا لنا الجمهوريه العربيه المتحده ولايوجد تحت لوائها سوي مصر


مات عبد الناصر تاركا لنا حلما ووهما اسمه الامه العربيه كفر به الرئيس الراحل انور السادات الذي حقق اول انتصارا عسكريا حقيقيا في تاريخ العرب وعندما سعي السادات الي جني نتائج هذا الانتصار العسكري وتحرير باقي الاراضي المحتله تعرض لمعارضه عربيه والمضحك المبكي عندما تشاهد خطاب السادات في مجلس الشعب المصري الذي اعلن فيه نيته السفر الي اسرائيل سعيا وراء تحرير باقي الاراضي العربيه المحتله ستري من بين الحاضرين لهذا الخطاب الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات وكان من اشد المعجبين باعلان السادات السفر الي اسرائيل وتشاهد التصفيق الحار من ياسر عرفات – لكن سرعان ما تبخر هذا وتكونت جبهه عربيه اطلقت علي نفسها جبهة الرفض مكونه من سوريا والعراق وليبيا وفلسطين وكانت قمة بغداد التي اعلن فيها العرب عزل مصر من الجامعه العربيه ونقل مقرها من القاهره الي تونس
وفي عام 1981 عندما اغتيل انور السادات عمت الفرحه في جميع البلدان العربيه فقد اعلن القذافي وصدام حسين وحافظ الاسد صيحة الانتصار والبهجه لمقتل الرئيس المصري انور السادات

مات السادات والجميع يبحث عن قائدا لامة العرب – مات السادات والجميع يري في نفسه قائدا لامة العرب واستعادت الامه العربيه هزائمها من جديد في العراق وسقوطها المدوي واشتاقت الشعوب العربيه علي ذلك المخلص العربي الذي يعيد للعرب انتصاراتهم تارة ان يكون هذا المخلص عربيا وتارة اخري لايهم ان يكون عربيا المهم ان يكون مسلما واتسعت دائرة البحث عن الزعيم المنقذ لانكسارات امة العرب الكسيره عندما قامت باكستان بانتاج اول قنبله نوويه لها اطلقوا عليها القنبله الاسلاميه عندما روجت ايران لبرنامجها النووي اطلقوا عليه البرنامج النووي الاسلامي واصبحنا ضحوكه امام الجميع الي ان نري من رجلا يتزعم في لبنان يجد في نفسه الزعيم المنتصر ويقوم بعمليه غبيه من اجل جر اسرائيل الي حربا علي لبنان استمرت ثلاثه وثلاثين يوما دمرت البنيه التحتيه للدوله اللبنانيه من اجل ان يكرر ناصر 56 في نسخة لبنانيه جديده وبعد ان دمرت اسرائيل لبنان وخرجت قواتها من هناك نجد نصر الله يعلن النصر المدوي والشارع العربي يحتفل من جديد بانتصار حسن نصر الله علي اسرائيل

وعندما حققت حرب 2006 لحسن نصر الله هذه البطوله والجماهيريه والزعامه العربيه كان ذلك دافعلا لان تقوم حماس بشئا مماثلا مع اسرائيل لماذا لا يهنئون هم الاخرين بمثل هذه الانتصارات الحمقاء والهبلاء طالما ترضي الشعوب العربيه التي في حاجه ماسه الي الكثير من هذه الانتصارات وكانت حرب غزه دمرت غزه وتشرد الشعب الفلسطيني المسكين في غزه وقادة حماس يرفعون رايات النصر

في ظل ثورة الاتصالات في القرن الواحد والعشرون وانتشار الفضائيات والانترنت لايمكن اخفاء الحقائق وتضليل الشعوب كما حدث في حرب 56 وبالتالي فان تلك الانتصارات تاخذ بريقها خلال وقوع تلك الحروب لكن سرعان ما تقف الشعوب علي النتائج الحقيقيه لها وتجد ان كل من ادعي الانتصار اصبح بعدها نعامه يدفن راسه في الرمال فنجد ان:
- انكسار حزب الله وحسن نصر الله وانتهاء مقاومة حزب الله لاسرائيل تماما واذا قام احدا بالقاء قذيفة علي اسرائيل من الحدود اللبنانيه سارع حزب الله باصدار بيانات عدم المسئوليه عن هذا الفعل

- انكسار حماس وانتهاء مقاومتها لاسرائيل وكلما اطلعقت طلقه من قطاع غزه تجاه اسرائيل سارع مجاهدوا حماس معلنين عدم مسئوليتهم عن هذا بل وصل الامر باصدار فتوي تكفر كل من يطلق صاروخا تجاه اسرائيل

وتبين للشباب المصري من خلال ذلك كذب تلك الانتصارات الزائفه الامر الذي ادي الي تغير الاتجاه القومي في الشارع المصري من تلك القوميه العربيه الزائفه الي قوميه يمكنهم الالتفاف الحقيقي حولها - وكانت تلك المجزره الكروبه بين الجزائر ومصر القشه التي قصمت ظهر البعير وادت الي ان يكفر الشباب المصري بهذه العروبه ويعتز بمصريته ويشتاق الي مصر وراية مصر فقد شعر الشباب المصري بانه كان مغيبا مخدوعا وراء هذا الوهم العربي الزائف...



#بولس_رمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انا المصري
- توصيات الحزب الوطني في مؤتمره السادس في شأن المواطنه
- دراسه موضوعيه لتوصيات الحزب الوطني في مؤتمره السادس
- هيكل جانيا ام مجنيا عليه
- نعم 000 ولكن
- طظ وميحكمش في الخلاط
- فاقدالشئ لايعطيه
- ليس دفاعا عن محافظ المنيا ... ولكن!
- حوار مع صهيوني
- نجلاء الامام في الميزان
- ماذا يحدث في مصر؟!
- الدوله العلمانيه هي الحل
- محاكمة طاغيه
- رسائل ايرانيه في قلب القاهره
- نكسة الاعلام العربي
- كفانا عروبه
- محور التطرف في المنطقه
- حرب الفضائيات
- انتصار حماس
- امجاد ياعرب امجاد


المزيد.....




- -لا يتبع قوانين السجن ويحاول التلاعب بالشهود-.. إليكم ما نعر ...
- نظام روما: حين سعى العالم لمحكمة دولية تُحاسب مجرمي الحروب
- لأول مرة منذ 13 عامًا.. قبرص تحقق قفزة تاريخية في التصنيف ا ...
- أمطار غزيرة تضرب شمال كاليفورنيا مسببة فيضانات وانزلاقات أرض ...
- عملية مركّبة للقسام في رفح والاحتلال ينذر بإخلاء مناطق بحي ا ...
- إيكونوميست: هذه تداعيات تبدل أحوال الدعم السريع في السودان
- حزب إنصاف يستعد لمظاهرات بإسلام آباد والحكومة تغلق الطرق
- من هو الحاخام الذي اختفى في الإمارات.. وحقائق عن -حباد-
- بيان للجيش الإسرائيلي بعد اللقطات التي نشرتها حماس
- اختتام أعمال المنتدى الخامس للسلام والأمن في دهوك


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - بولس رمزي - العروبه بين الوهم والحقيقه