أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صباح ابراهيم - وحدة العرب وكرة القدم














المزيد.....

وحدة العرب وكرة القدم


صباح ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2835 - 2009 / 11 / 20 - 22:10
المحور: كتابات ساخرة
    


المتكلمون في السياسة العربية والمتشدقون بالقومية العربية والاسلام والمتحدثون في القنوات التلفزيونية ووسائل الاعلام، يظهرون الاكاذيب والرياء ويخفون الحقائق .
كلهم يتكلمون بملأ افواههم عن التضامن العربي والاخوة العربية والاسلامية من الخليج الثائر الى المحيط الهادر. وان الامة العربية واحدة اذا اذا ما اصيب لها عضو ، تداعى له باقي الاعضاء بالسهر والحمى .
اثبتت مباريات كرة القدم بين منتخبي مصر والجزائركذب الادعات بالاخوة العربية .
ومايقولوه هو للاستهلاك الاعلامي فقط .
بعد أنتكاسة الفريق الجزائرى في اللقاء الاول مع الفريق المصري، فقد هاج الشعب الجزائرى وصب جام غضبة على جميع المصريين العاملين بالجزائر فتكسرت محلات وشركات على من فيها من عمال وموظفين مصريين .
وكانت نتيجة تلك الغضبة العارمة أن عاد جميع عمال وموظفين شركة أراسمكو بعد أن تم أحراق الشركة بالكامل وغيرهم كثيرون مما قدروا بالآلاف .

اما في مصر، فقد استقبلت الجماهير المصرية الفريق الجزائري الضيف بالحجارة وليس بالزهور، ونزل بعض اعضاء الفريق الجزائري الى الملعب معصوبي الرؤوس بضمادات طبية .
وزارة الخارجية الجزائرية احتجت على التصرف المصري والتقصير بحماية الفريق الجزائري باستدعاء السفير المصري وتقديم احتجاج شديد اللهجة .

بعد فوز مصر على الجزائر في مصر، اعلنت حالة الطوارئ القصوى في البلدين والتعبئة العامة على مستوى الحكومتين للقيام باجراءات لضمان الفوز في المباريات الاخيرة في الخرطوم لتحديد من هو الفريق المنتقل الى مونديال كأس العالم 2010 وكأن الدولتين ستخوضان حربا لابد ان ينتصر كل طرف فيها .

وردت الانباء بان الرئيس الجزائرى أمر بنقل 10000 ( عشرة ألاف مشجع ) عبر جسر جوى مجانا لمؤازرة الفريق الجزائرى وتشجيعه كما أمر بأمداد كافة المشجعين بالمؤن والطعام والآعلام ومضاعفة العدد إلى عشرين ألفا إذا تواجدت ساحة ومخيم لآستضافاتهم كما أمر بحمل هدايا للآخوة السودانيين عبارة عن علب مغلفة بها مأكولات ومشروبات لآستقطابهم فى تشجيع الفريق .

وفي الجانب المصري لم يكن الامر اقل حماسا ، فقد توحدت أجهزة الدولة حكومة وشعبا للمساعدة فى النزوح إلى السودان عبر كافة المنافذ الحدودية لمؤازرة الفريق المصرى .
اسست غرف عمليات حكومية للتعبئة والتهيأ لهذا الحدث الضخم .
أوامر عليا صدرت من الرئاسة شخصيا بتذليل كافة العقبات فى سبيل وصول أكبر عدد ممكن من المشجعين مع توفير كافة الآحتياجات ، جسور من الطيران المدنى والعسكرى تحمل المشجعين حاملين كل مايحتاجونه فى سبيل القيام بالتشجيع لضمان كسب الفوز . الإعلام المصرى توحدت قنواته المرئية فى ظاهرة لم تحدث مطلقا من قبل فى سبيل نشر توعية دعوة السفر إلى السودان للوقوف بجوار فريقهم ومؤازرته .
وضفت ماكينة الاعلام المصري هذا الحدث لتسويق ابراز الوريث الشرعي لجمهورية مصر العربية جمال مبارك على انه ابن الشعب ، ولصيق الجماهير والرياضي الاول لمصر ونصير الشباب لكسب اصوات الشباب في الانتخابات القادمة لتنصيب الوريث في مملكة ابيه .

اما في السودان ، فقد اعلنت الحكومة حالة الطوارئ وحشدت خمسة وعشرين الف عسكري سوداني مدججين بالسلاح والهروات والقنابل المسيلة للدموع يرتدون الخوذات الحربية والعتاد الكامل التجهيز وكأنهم سيخوضون حربا مع دولة اخرى .
ومن يرى الملعب السوداني يتصور انه ساحة قتال وليس ملعب لكرة القدم .

اثناء اللعب كانت الجماهير المشجعة من الطرفين في اوج حماسها ، تلوح بالاعلام وتصرخ باعلى اصواتها ، وتهز مدرجات الملعب بهياجها .
وبعد انتهاء المباراة، وفوز فريق الجزائر حدث ما توقعه المراقبون من احتكاك بين المشجعين المصريين والجزائريين والشرطة السودانية التي تحاول فرض الامن والهدوء. وكانت النتيجة ان اعلنت وكالات الانباء عن موت 14 واصابة 254 مشجع من الطرفين .
الحكومة المصرية استدعت السفير الجزائري لتقديم احتجاج على الاعتداءات التي قام بها الجزائريون ضد المصريين . والجزائر قامت بنفس الاحتجاج.
الحكومة السودانية احتجت على الاعلام المصري الذي ادان تقصير الامن السوداني بحماية المصريين في الخرطوم .
الحكومة المصرية تعلن حالة التاهب لارسال قوات خاصة الى الخرطوم لحماية المشجعين المصريين من غضب الجزائريين واعتداءاتهم .

هكذا قامت قيامة بلدين شقيقين من أجل لاشئ . من اجل مباراة كرة قدم الفائز بها سوف لن يفوز بكاس العالم بالتأكيد ، ولن يكون سوى ضيف شرف بالمونديال لا أكثر ولا أقل . هكذا من أجل تمثيل ضيف شرف فى المونديال أهتزت كل أواصر الثقة وتقطعت كل سبل المحبة بين شعبين عربيين شقيقين .
سؤال يتبادر الى ذهن المواطن العربي ، لو حدثت نكبة طبيعية كالفيضانات او الزلازل او مجاعة في احدى الدول العربية هل تجند الحكومات قواها الهائلة لانقاذ الشعب المنكوب بمثل هذه الطريقة ؟
هكذا هى فضائحنا على الملآ وبين الآشهاد عالميا من أجل مباراة فى كرة القدم



#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الكعبة بيت الله ام بيت الاصنام ؟
- اين يقع المسجد الاقصى الحقيقي ؟
- التثليث والتوحيد في المسيحية
- ملاحظات على قادة حكومة العراق الرشيدة
- الطبيعة وتأثيرها على جسم الانسان
- هل القرآن من عند الله ؟
- الجنة و جهنم ... في الاديان الثلاث
- جمهورية بلجيكا الاسلامية
- النبي سليمان في القرآن الجزء الثاني
- قصة النبي سليمان في القرآن واساطير الاولين
- مقاتلة اليهود والنصارى والحقد عليهم سنة نبوية ابدية
- اين صواريخ حسن نصر الله
- القس ورقة بن نوفل وعلاقته بنبوة محمد
- البرلمان العراقي يهمش ابناء الاقليات
- محمد والقرآن
- هل مثال الالوسي اول عراقي يزور اسرائيل ؟
- ماذا جنى الشعب العراقي من الاحزاب الدينية
- في القرآن ... لماذا يقسم الله بمخلوقاته وليس بذاته الالهيه ؟
- المالكي ومطاردة اللاجئين العراقيين بالخارج
- نحن مسيحيون مؤمنون ولسنا نصارى كفار


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صباح ابراهيم - وحدة العرب وكرة القدم