|
الفرح صنو الحزن في فكر يكتنزه الورق – قرأت لهم
فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)
الحوار المتمدن-العدد: 2835 - 2009 / 11 / 20 - 13:41
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
"مفهوم الفرح والحزن "
القلب وعاء الفرح والحزن.. فالح الشراخ
" وتغرقان في ضباب من أسى شفيف " كالبحر سرّح اليدين فوقه المساء دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف. والموت، والميلاد، والظلام والضياء. فتستفيق ملء روحي. رعشة البكاء. ونشوةً وحشيةً تعانق السماء كنشوة الطفل إذا خاف من القمر.. بدر شاكر السياب
"كان فرحا بنكهة الحزن"
حاولت ان ارسم حدود فرحتي ،او ان اقيس ترددها ، فاقت حجم الطوفان، وسرعة الضوء ، ساد صخب فرحي سفينة نوح ، حين تكللت فرحتنا بحصول اخي شهادة الدكتوراه في جراحة الاعصاب وعودته لارض الوطن ،تاركا بلاد الثلج ، وطال الليل بفرحنا وبزغاريد النسوة واهازيج شباب مدينتي الغافية على الفرات . كل واحد فينا يفكر كيف سيستقبله ؟..ومن هو اول من يدعوه لوليمة السلامة ؟ .. وما نوع الاماني والهدايا التي نهديه؟ .. و امي تحلم بحضن صغير القوم ،حبيبها ، والدي احرز مبلغا من المال لابأس به ، أكثر بضعف حصة كل واحد فينا ، مشاركةً منه لفتح عيادة له .. توجهنا للمطار قبل موعد وصول الطائرة ب 8 ساعات ، احترازا من هدر بعض الساعات التي تتجاوز زمن خروجنا، لنمر بسلسة التفتيشات الكلبية والادمية ، والمتبقي قضيناه بقضم الاظافر ،وبأعاصير من التخوف ، بنكهة الموت ، اعلنت الاذاعة الداخلية ، وصول رقم رحلته ، هرعنا لاستقباله ، توالتنا ساعات مقيتة ، وانتظارات سقيمة وقلق عنيف ،تراه على وجوه صغارنا قبل كبارنا ، خوفا من فقدانه هو الاخر ، خرج جميع ركاب الرحلة ، ووصلت الاخرى ، خرج راكبيها ايضا ، ولم يخرج هو .. خر جسد امي ارضا ، تحلى ابي بصبر لم اعهده ولااصدق مداه ، لكمات مدمية تلقتها اعمدة صالة الانتظار من ايدي اخوتي ، فزعا على اخينا الصغير ، جاء الليل ولم يخرج، اخذ ابي اخوتي وخرج عائدا للبيت ، خوفا من ان يحدث ما لا يحمد عقباه ، وطلب من والدتي ان تسال هي ، وعلى ان لا اتجاوز انا او اختي وزوجة اخي مقاعدنا ، او ان نلتفت لوالدتنا ، وان خرجت والدتنا امامنا ، يعني علينا ان نخرج من الصالة ، وسنجد جارنا مؤيد بانتظارنا ، قبل ان نخرج طلبت منا والدتنا ان نضحك ونتحمد لزوجة اخي بسلامة الوصول ، وجدنا جارنا السائق مؤيد ينتظرنا ، وحين راى فرحنا المبكي ، ذهل على جلادة والدتي ،وباتت ملامحه رمادية كروحي ، وما ان وطأت اقدامنا السيارة ، حتى اجهشت والدتي بالبكاء ..قالت يقولون لي (حجية) لاتخافي عليه ، هي فقط اجراءات أمنية ، تشابه بالاسماء .. بالغد قبل ان تشرق شمس الصباح ستجدينه بين احضانك .. ولم يعد ..بقيت احضان امي تشتاقه ..والقبور تتوالى على عائلتي بالمجان .
"وفي لسان العرب" "الحزن والفرح صنوان"
فرح الفَرَحُ: نقيض الحُزْن؛ وقال ثعلب: هو أَن يجد في قلبه خِفَّةً؛ فَرِحَ فَرَحاً،
لا تَفْرَحْ بكثرة المال في الدنيا لأَن الذي يَفْرَحُ بالمال يصرفه في غير أَمر الآخرة؛ وقيل: لا تَفْرَحْ لا تَأْشَرْ، والمعنيان متقاربان لأَنه إِذا سُرَّ ربما أَشِرَ.
والفُرْحَة والفَرْحة: المَسَرَّة. وفَرِحَ به: سُرَّ. والفُرْحة أَيضاً: ما تعطيه المُفَرِّحَ لك أَو تثيبه به مكافأَة له. وفي حديث التوبة: للهُ أَشدُّ فَرَحاً بتوبةِ عبده؛ الفَرَحُ ههنا وفي أَمثاله كناية عن الرضا وسرعة القبول وحسن الجزاء لتعذر إِطلاق ظاهر الفرح على الله تعالى.
* *
حزن
الحُزْنُ والحَزَنُ: نقيضُ الفرَح، وهو خلافُ السُّرور. قال الأَخفش: والمثالان يَعْتَقِبان هذا الضَّرْبَ باطِّرادٍ، والجمعُ أَحْزانٌ، لا يكسَّر على غير ذلك، وقد حَزِنَ، بالكسر، حَزَناً وتحازَنَ وتحَزَّن. ورجل حَزْنانٌ ومِحْزانٌ: شديد الحُزْنِ. وحَزَنَه الأَمرُ يَحْزُنُه حُزْناً وأَحْزَنَه، فهو مَحْزونٌ ومُحْزَنٌ وحَزِينٌ وحَزِنٌ؛ الأَخيرة على النَّسب، من قوم حِزانٍ وحُزَناءَ. الجوهري: حَزَنَه لغةُ قريش، وأَحْزَنه لغةُ تميم، وقد قرئ بهما. وقال سيبويه: أَحْزَنَه جعله حَزِيناً، وحَزَنَه جعلَ فيه حُزْناً، كأَفْتَنَه جعله فاتِناً، وفَتَنه جعلَ فيه فِتنَة. وعامُ الحُزْنِ (* قوله «وعام الحزن» ضبط في الأصل والقاموس بضم فسكون وصرح بذلك شارح القاموس، وضبط في المحكم بالتحريك). العامُ الذي ماتت فيه خديجةُ، رضي الله عنها، وأَبو طالب فسمّاه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عامَ الحُزْنِ؛ حكى ذلك ثعلب عن ابن الأَعرابي، قال: وماتا قَبْل الهِجرة بثلاث سنين. الليث: للعرب في الحُزْن لغتانِ، إذا فَتَحُوا ثَقَّلوا، وإذا ضَمُّوا خَفَّفوا؛ يقال: أَصابَه حَزَنٌ شديد وحُزْنٌ شديد؛
* * *
والحَزينُ: اسم شاعر، وهو الحزين الكِنانيُّ، واسمه عمرو بن عبد وُهَيب، وهو القائل في عبد الله بن عبد الملك ووفَد إليه إلى مصر وهو واليها يمدحُه في أَبيات من جملتها: لمَّا وقَفْت عليهم في الجُموع ضُحىً، وقد تَعَرَّضَتِ الحُجَّابُ والخَدَمُ، حَيَّيْتُه بسَلامٍ وهو مُرْتَفِقٌ، وضَجَّةُ القَوْمِ عند الباب تَزْدَحِمُ في كَفِّه خَيزُرانٌ رِيحُه عَبِق، في كَفِّ أَرْوَعَ في عِرْنِينِه شَمَمُ يُغْضِي حَياءً ويُغْضَى من مَهابَتِهِ، فما يُكَلِّمُ إلاَّ حين يَبْتَسِمُ (* روي البيتان الأخيران للفرزدق من قصيدته في مدح زين العابدين: هذا الذي تعرف البطحاء وطأته.) وهو القائل أَيضاً يهجو إنساناً بالبُخل: كأَنَّما خُلِقَتْ كَفَّاه منْ حَجَرٍ، فليس بين يديه والنَّدَى عَمَلُ، يَرَى التَّيَمُّمَ في بَرٍّ وفي بَحَرٍ، مخافةً أَنْ يُرى كَفِّه بَلَلُ.
* * *
"شهرزاد لاتنام "
"ذُبح كشاتي"
نظر رجل بالبصرة إلى امرأة فقال: ما رأيت مثل هذه النضارة وما ذاك إلا من قلة الحزن!فقالت: ما حزن كحزني، ذبح زوجي شاة ولي صبيان يلعبان فقال أحدهما للآخر: تعال أريك كيف ذبح ابي الشاة فذبحه، ثم خاف فهرب إلى الجبل فرهقه ذئب فافترسه، وخرج زوجي في طلبه فاشتد عليه الحر فمات عطشا، فقيل لها: كيف صبرت؟قالت: لو وجدت في الحزن دركا ما اخترت غيره.
"ماء الرهبان"
كان سفيان الثوري من شدة خوفه يبول الدم فحمل ماؤه إلى الطبيب فقال هذا ماء رهبان هذا ماء رجل قد فتت الحزن كبده وحمل ماء سري إلى الطبيب فلما نظر إليه قال هذا بول عاشق قال حامله فسقطت ثم غشي علي ثم رجعت إلى سرى فأخبرته فقال قاتله الله ما أبصره إذا أنا واجهت الصبا عاد بردها ... ومن حر أنفاسي عليه لهيب وقد أكثرت في الأطباء قولهم ... ومالي إلا أن أراك طبيب
"كلبة بالحرير واطواق الذهب"
أخرج في اقتداح زناد الأشواق عن الأصمعي، قال نزلت على رجل من بني هذيل فأكرمني وأطرفني بلطائف الأخبار، فكان يوم أقصر ما يكون بالسرور. فلما كان الليل فرش لي موضعا لطيفا موطئا ونمت وجلس، فقلت هل بقي لك ارب في السهر ؟ قال لا وعافاك الله ثم ودعني لما بي فحدثت أن له شأنا فأوهمته النوم فقام وفتح مخدعا فأخرج منه كلبة عليها الحرير وأطواق الذهب. فقدم لها طعاما وشرابا، فلما اكتفت غسلها بماء الورد وبخرها بالعود، ثم مكث ساعة ونزع ما كان عليها ورشها بالرماد والزيت وعاقبها طويلا وهو مع الفعلتين يبكي بشهيق أخال فيه أن نفسه زهقت ثم أعاد عليها وأدخلها المخدع وجلس يبكي وينشد: أأحبابنا لو تعلمون بحالنا ... لما كانت اللذات تشغلكم عنا تشاغلتم عنا بصحبة غيرنا ... وأبديتم الهجران ما هكذا كنا وآليتم أن لا تخونوا عهودنا ... فقد وحياة الحب خنتم وما خنا غدرتم ولم نغدر وخنتم ولم نخن ... وحلتم عن العهد القديم وما حلنا وقلتم ولم توفوا بصدق حديثكم ... ونحن على صدق الحديث الذي قلنا ودام كذلك حتى طلع الفجر، فجاء ليوقظني فرآني منتبها، فلما ودعته تفرس أن في وجهي كلاما، فقال أنشدك الله هل رأيت من حالتي شيئا أنكرته. قلت اللهم نعم، قال أو تحب أن أطرفك به قلت أي والله فتنفس الصعداء وكفكف دمعه فلم يملك ذلك وخنقته العبرة فأرسلها وأنشد: أكفكف جفن العين والدمع سافح ... كشبه غدير فوق خدي جاريا فيا ليت شعري ذا البكاء إلى متى ... وحتى متى ذا الحزن والجسم باليا
"أخذتني هزة"
أخذتني هزة، وانتشرت في جوانحي مسرة. وجدت أعضائي كلها تتباشر، ووجوه رجائي تتهلل، وأعطاف مسرتي تهتز، وسحائب غبطتي تنهل. حالي حال من حكم في مناه، وأعطي كتابه بيمناه. كدت أهيم فرحا، وأطير بجناح السرور مرحا. ملكتني المسرة حتى استفزتني، واشتملت علي حتى هزتني. علتني بشاشة النجاح، ودبت في نشوة الارتياح. أصبحت لا تقلني كواهل أرضي مرحا، ولا أعواد سرجي فرحا. اتسع لي مسرح السرور، وهطلت علي سحابة الحبور. اهتز عطفه، وارتفع طرفه، وانشرح صدره، وترجم عنه بشره. هزة تهدي المسرة إلى سواد القلب، وتؤدي الغبطة إلى سواء النفس. ابتهاج حل حبوة وقاره، ولاح أثره في أثناء وجهه وأسراره. اهتز اهتزاز الرامي قرطس سهمه، والضارب نفذ حده، والشجاع ظهرت فروسيته، والحازر صدقت فراسته. سرت المسرة في أعضائي، وطبقت الغبطة أحشائي، وتهللت وجوه من الأنس كانت قبل عابسة،وأرقت غصون من الفرح وعهدي بها يابسة. أقبلت بقلب مرتاح، وصدر ملآن من انشارح. جاء بأقوى يد وأبسطها، وأسر نفس وأنشطها. قد شق الضحك شدقه، وأمال الطرب عنقه. مسرة تركتني كالغصن غازلته الصبا فترنح، ومرت به الشمال فترجح. قرت عيناه، وانبسطت يمناه، وصافح مناه. المسرة آتية، والبهجة مواتية، والوحشة مولية. لم أضبط نفسي ارتياحا وهزة. كادا يورثاني بغية وعزة. أنا في ثوب المسرة رافل ونجم الوحشة عني آفل. دواعي المسرة مكتنفة، وعوادي الوحشة منكشمة... سلمى الخضراء الجيوسي
"الفرح ابكاه"
جاء فتح الموصلي إلى أهله بعد العتمة فلم يجد عندهم شيئا للعشاء ووجدهم بغير سراج فجلس ليلته يبكي من الفرح ويقول بأي يد كانت مني تركت مثلي على هذه الحالة والله تعالى أعلم
"صاحب اللجام أبو عبيد ة" أجريت الخيل فطلع منهم فرس سابق فجعل رجل من النظارة يكبر ويثب من الفرح؛ فقال له رجل إلى جانبه: يا فتى، هذا الفرس فرسك؟ قال: لا ولكن اللجمام لي.
"العزاء في بيت قوصون والفرح في بيت الحجازي"
وفي يوم الجمعة ثاني شعبان دعى على منابر مصر والقاهرة للسلطان الملك الناصر أحمد. وفي يوم الإثنين خامسه تجمعت العامة بسوق الخيل، ومعهم رايات صفر، وتصايحوا بالأمير أيدغمش: " زودنا لنروح إلى أستاذنا الملك الناصر ونجيء صحبته، فكتب لهم مرسوما بالإقامة والرواتب في كل منزلة، وتوجهوا مسافرين من الغد. وفي يوم الأربعاء سابع شعبان وصل الأمراء من سجن الإسكندرية الذين كان سجنهم قوصون حتى أفرج عنهم أيدغمش، وهم الأمير ملكتمر الحجازي وقطليجا الحموي وأربعة وخمسون نفرا من المماليك الناصرية. وكان قوصون لما دخل إلى الإسكندرية مقيدا وافوه هؤلاء بعد أن أطلقوا فسلموا عليه سلام شامت فبكى قوصون وأعتذر لهم بما صدر منه في حقهم. وعندما قدموا إلى ساحل مصر ركب الأمراء إلى لقائهم، وخرجت الناس لرؤيتهم فكان لقدومهم يوم مشهود، حتى طلعوا إلى القلعة فتلقت خوند الحجارية بنت السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون زوجها ملكتمر الحجازي بخدامها وجواريها، ومغانيها تضرب بالدفوف والشبابات فرحا به. ومعها أختها زوجة بشتك تساعدها بالفرح وهي شامتة بقوصون لكونه قتل زوجها بشتك الناصري قبل تاريخه هذا. وأختها بنت الملك الناصر الأخرى زوجة قوصون بجانبها في عويل وبكاء وصياح ولطم على قوصون. وقد آفترق جواري الملك الناصر وأولاده فرقتين، فرقة مع الحجازية وفرقة مع القوصونية؛ والعجب أن هذا الفرح والعزاء كان قبل ذلك بالعكس، فكان العزاء إذ ذاك في بيت الحجازي، والفرح في بيت قوصون، والآن العزاء في بيت قوصون والفرح في بيت الحجازي، وزوجة بشتك، وإن كان فرط في زوجها الفرط، فهي تساعد أختها الحجازية شماتة بقوصون، فحالها كقول من قال: وما من حبه أحنو عليه ... ولكن بغض قوم آخرين
"يرتلون الغواية حزناً وفرحاً"
المتنبي: أجد الحزن فيك حفظا وعقلا ... وأراه في الخلق وعرا وجهلا
المتنبي: أتتهن المصيبة غافلات ... فدمع الحزن في دمع الدلال
ابو نؤاس ومدامة سجد الملوك لها ... باكرتها والديك قد صدحا صرف إذا استنبطت سورتها ... أدت إلى معقولك الفرحا وكأن فيها من جنادبها ... فرسا إذا سكنته رمحا ولقد حزنت فلم أمت حزنا ... ولقد فرحت فلم أمت فرحا
الحسين بن الضحاك الخليع: ماذا انتظارك بي إن كنت مصطبحا ... لا نمت إن لم أكن قد نمت ما صلحا قم يا نديمي فأحي الليل والفرحا ... أما ترى الليل تحت الصبح مفتضحا
وقال أبو نواس: طاب شرب الراح مصطبحا ... لا تدع من كفك القدحا إنما عمر الفتى فرح ... فاغتنم من عمرك الفرحا
ابن الرومي: لا أسأل الله حسن مصطبر ... فإنه عنك يوم مصطبر وحزن نفسي عليك من كرم ... وهو على من سواك من خور
الخنساء كَأَنَّ عَيني لِذِكراهُ إِذا خَطَرَت فَيضٌ يَسيلُ عَلى الخَدَّينِ مِدرارُ
تَبكي لِصَخرٍ هِيَ العَبرى وَقَد وَلَهَت وَدونَهُ مِن جَديدِ التُربِ أَستارُ
أبو الربيع سليمان بن فياض الإسكندراني مزنر الخصر ثاني العطف تياه ... المستعان على وجدي به الله علام يسخن عيني وهو قرتها ... ويسكن الحزن قلبي وهو مأواه
وقال أبو شراعة: لا خير في العيش فاسمع قول ذي نصح ... إن أنت لم تغد سكرانا ولم ترح من قهوة كشعاع الشمس صافية ... تنفي الهموم بأنواع من الفرح ما زلت أشربها والليل معتكر ... حتى أكب الكرى رأسي على قدحي
عيسى بن عبد المنعم الصقلي جل المصاب وجل الخطب أوله ... فالحزن آخر ما آتى وأوله
محمد بن عيسى الفقيه كوني على الحزن لي يا عين مسعدة ... فإن قلبي لما تأتينه تبع
وقال ابن الصائغ: رأيت دجنا فقلت الراح أشبه بي ... فقم بنا أيها المخمور نصطبح فقام يمسح وجها كله قمر ... وقمت ألثمه من شدة الفرح وقلت قم فاسقني صرفا فقد طلعت ... شمسان، من وجه ساقينا، ومن قدحي
وقال أبو شراعة: لا خير في العيش فاسمع قول ذي نصح ... إن أنت لم تغد سكرانا ولم ترح من قهوة كشعاع الشمس صافية ... تنفي الهموم بأنواع من الفرح ما زلت أشربها والليل معتكر ... حتى أكب الكرى رأسي على قدحي
الرفاء: تساوت قلوب الناس في الحزن إذ ثوت ... كأن قلوب الناس في حزنها قلب
سلم: وحزن كطول الدهر باق إذا مضت ... أوائله عادت إلينا الأواخر
للمتنبي ( لا تلق دهرك إلا غير مكترث ... ما دام يصحب فيه روحك البدن ) ( فما يديم سرورا ما سررت به ... ولا يرد عليك الفائت الحزن )
ومنهم ما حكاه معبد المغني قال بينما أنا جالس إذ طرق بابي فقلت للغلام أخرج فانظر من بالباب، فخرج وعاد مستأذنا، فأذنت فدخل غلام فوضع بين يدي ثلثمائة دينار وقال غن لي: بالله يا طرفي الجاني على كبدي ... لتطفئن بدمعي لوعة الحزن لا لا أبو حن حتى يحجبوا سكني ... فلا أراه ولو أدرجت في الكفن
المتنبي : ذر النّفس تأخذ وسعها قبل بينها --------------فمفترق جاران دارهما العمر.
عبد الله : إن كان أصبح من أهواه مطرحا ... بباب حمص فما حزني بمطرح لو بان أيسر ما أخفيه من جزع ... لمات أكثر أعدائي من الفرح
ابن أبو الفتح دعوت الغني وصنوف المنى ... فلما أجبن دعوت القدح وقلت لأيام شرخ الشباب ... إلي فهذا أوان الفرح
اميمة امراءة ابن الدمينة خلوتم بأنواع السرور هناكم ... وأفردتموني للصبابة والحزن وعذبتموني بالصدود وإنني ... لراض بما ترضونه لي من الغبن
آخر: أأسرع الحزن في عقلي وفي جسدي
أبو فراس: أوصيك بالحزن لا أوصيك بالجلد ... جل المصاب على التفنيد والنفد أبكي بدمع له من حسرتي مدد ... وأستريح إلى صبر بلا مدد
طلقت من بعده السرور ... وفرغت فؤادي للهم والحزن فليتني مت إذ فجعت به ... بل ليته لم يكن ولم أكن
وقال العسكري: ذاب في الكأس عقيق فجرى ... وطفا الدر عليه فسبح نصب الساقي على أقداحها ... شبك الفضة تصطاد الفرح
يقول أحمد الصافي النجفي: ألا هم جديد يعتريني لينقذني من الهم القديم فتحصيل السرور يئست منه فصرت أريد تجديد الهموم
ويقول بدوي الجبل: إن قلبي خميلة تنبت الاحزان وردا ونرجسا وأقاحا أنا والهم كلما أقبل الهم مشوق يلقى أخاه المشوقا الشاعر بندربن سرور: يامل قلب تله الود تلي تل الرشاء من فوق ملحا جلاله في غربها تسعين شق ومشلي تجفل ليا سمعت ضريس المحاله
خليفة بن خلف: أعاتب نفسي إن تبسمت خاليا ... وقد يضحك الموتور وهو حزين
يا حادي العيس ترفق واستمع ... مني وبلغ إن وصلت عني ) ( وقف بأكناف الحجاز ناشدا ... قلبي فقد ضاع الغداة مني ) ( وقل إذا وصلت نحو أرضهم ... ذاك الأسير موثق بالحزن ).. شاعر
وقال أبو نواس:: وكأس سباها التجر من أرض بابل ... كرقة ماء الحزن في الأعين النجل إذا شجها الساقي حسبت حبابها ... عيون الدبا من تحت أجنحة النمل
الإمام الرباني الحسن البصري رحمه الله وما المرء إلا راكب ظهر عمره على سفر يغنيه باليوم والشهر يبيت ويضحى كل يوم وليلة بعيداً عن الدنيا قريباً من القبر
غير مجد في ملّتي واعتقادي نوح باك ولا ترنم شاد.... أبو العلاء المعري
ويقول مجيد الموسوي: فجأة غادروني/ تركوا بعض أشذائهم في المكانْ/ تركوا بعض أحزانهم/ بعض ضحكاتهم/ ومضوا في دروب الزمانْ.
* *
""سألملم أطراف حروفي واترككم مع ماقاله المفكرين والساسة والادباء ""
• (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال) محمد رسول الله
• كنت أتصور أن الحزن يمكن أن يكون صديقا، لكنني لم أكن اتصور أن الحزن يمكن أن يكون وطنا نسكنه ونتكلم لغته ونحمل جنسيته. تشي جيفارا ثوري وطبيب وسياسي ماركسي أرجنتيني
• الحزن المفرط على الموتى جنون، فهو إهانة للأحياء ولا يَعلمه الأموات. زينوفون
• إذا كان الشخص لا يعرف ما هو بعيد، فسيجد الحزن في متناول يده. كونفوشيوس
• حين يغمرك الحزن تأمل قلبك من جديد، فسترى أنك في الحقيقة تبكي مما كان يوماً مصدر بهجتك. جبران خليل جبران
• الناس لا يحبون الصدمات المفاجئة، ولكني أفضلها على تلك البطيئة التي تستقطب حزني ببطء. إني أفضل الصفعة المباشرة على انتظارها. محمد حسن علوان روائي سعودي
• الناس تحترم – أو تعتقد أنها تحترم - من يقول إنه تعيس، لأنهم يعتبرون الحزن علامة على النضج؛ كأن السعادة خطيئة لا يجدر بالمرء إعلانها. أنا حزين وأنتم أوغاد، هذا هو شعار كل إنسان. أحمد خالد توفيق أديب مصري
• إن المعين على الصب بالأسى وهو الحزن أولى بأن يرحمه ويكون أخاه .. ابن جني
• يقول الذي يعين على الصبابة بالأسى أي الحزن أولى برحمة ربها.. قال الشيخ أبو العلاء
• الوقت ما أنت فيه فإن كنت في الدنيا فوقتك الدنيا وإن كنت بالعقبى فوقتك العقبى وإن كنت بالسرور فوقتك السرور وإن كنت بالحزن فوقتك الحزن.. أبو على الدقاق
• الأمل بالفرح يوازي الفرح ذاته. وليم شكسبير أديب وكاتب مسرحي وشاعر إنجليزي
• في غرائب محسوس وعجائب معقول ، جاوزت في اختصار الكلام الحد حيث كان وقتي لاتساع دائرة الحزن بعد فراق العراق أضيق من خصر هند ودعد...الآلوسي
• أنا كاتب الكفاح والفرح الإنسانيين. حنا مينه
• الحزن المطلق مستحيل مثلما هو الفرح المطلق. ليو تولستوي
• الفرح العظيم يكون بملاقاة وجه الحق الكلي المتجلي في وهج قرص الشمس. كمال جنبلاط
• الحزن الروتيني هو الحزن المختبيء في تفاصيل الأشياء. محمد حسن علوان روائي سعودي
• الحزن المطلق مستحيل مثلما هو الفرح المطلق. ليو تولستوي
• إن لم يكن في القلب حزن خَرِب. مالك بن دينار
• الحزن قضية شخصية، قضية أحياناً وطنية. أحلام مستغانمي
• إن الحزن الصامت يهمس في القلب حتى يحطمه. وليم شكسبير
___________________________________ من فكر يكتنزه الورق - قرأت لهم
#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)
Fatima_Alfalahi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المرتد والمعتزل أرنستو ساباتو- ( المكتبة الالكترونية )
-
الخَوْنُ
-
نصبني على الهامش
-
مزار
-
الغرور في فكر يكتنزه الورق – قرأت لهم
-
الساخر أناتول فرانس – ( المكتبة الالكترونية )
-
عزفني إنتظاره
-
إختراق للأعراف
-
الحب في فكر يكتنزه الورق – قرأت لهم
-
رحيل
-
نسيان
-
تخلي أندريه مارلو عن الشيوعية – (المكتبة الالكترونية )
-
الوحدة في فكر يكتنزه الورق – قرأت لهم
-
هالني لغبي
-
أزقة
-
مقدمة في ديوان ذاكرة معلقة
-
الوجودية مذهب انساني للبير كامي – ( المكتبة الالكترونية )
-
المرأة في فكر يكتنزه الورق – قرأت لهم
-
محاولة إتصال
-
سأرحل
المزيد.....
-
مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل
...
-
متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح
...
-
الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م
...
-
السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
-
مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
-
فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي
...
-
الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار
...
-
لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك-
...
-
-الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
-
بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|