|
الانتخابات بين خداع النائب محمود عثمان و جحوش الوزير المندلاوي
مؤيد عبد الستار
الحوار المتمدن-العدد: 2833 - 2009 / 11 / 18 - 15:14
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
قبل أيام قليلة وبعيد اقرار قانون الانتخابات في مجلس النواب العراقي ، اعلن السيد رئيس الجمهورية جلال الطالباني موافقته على القانون بينما نقضه اليوم نائب الرئيس السيد طارق الهاشمي ، فيما صرح الدكتور محمود عثمان ان الكرد قد خدعوا ولم يدركوا جيدا ما ورد في القانون . كان الاحرى بالسيد محمود عثمان وهو صاحب اللباقة في التصريحات أن يتحدث بلسان صدق ويقول ان النواب الكرد في البرلمان قد خدعوا وليس الكرد ، وان حضرات النواب لم يدركوا القانون المطروح للنقاش ، خاصة وقد لاحظنا ان اغلبهم صم بكم عمي فهم لايفقهون ، فاعضاء المجلس من الكتل الاخرى يتبارون من اجل الحصول على مقعد اضافي بينما اغلب النواب الكرد كانوا يغطون في نوم عميق ولربما كان بعضهم سادرا يفكر كيف يسرع الى الدنمرك ليتخلص من اثار احتياله على الحكومة الدنمركية واخذ الاموال دون وجه حق حين ظهر اسمه على الصفحات الاولى من الصحف ، فالنائب المغوار او النائبة المصون بهذا الوضع وهذا الحال لا يستطيع ان يفكر بقانون الانتخابات المطروح للنقاش ، في الوقت الذي يركض يمينا ويسارا ليتوسل بمترجم يدبلج له براءة ينشرها على الملأ !!! هذا ما عرفناه عن بعض النواب الذين كشفتهم والحمد لله الصحافة الدنمركية ، وياليتنا نعرف عن الاخرين من خلال ما ستكشفه الصحافة الكردية عنهم اضافة الى ما كشفه السيد محمود عثمان في تصريحه الاخير . وفي الوقت الذي نحتاج فيه الى رئيس مفوضية للانتخابات يفقه في علم الانتخاب مثلما يفقه في علم الحساب ، شاهدنا السيد رئيس المفوضية دون المؤهلات التي تؤهله لهذا المنصب حين حضر الى مجلس النواب العراقي ليجيب على الاسئلة التي طرحت عليه ، ولم يكن يعلم شيئا مما يدور حوله ولا يعرف مامعنى النسبة و التناسب ، فكيف يدرك مثله وامثاله خفايا قانون الانتخاب المطروح للنقاش وكيف يستطيع بيان رأيه في ذلك . ان قصور النواب والسياسيين الكرد في مجلس النواب العراقي اصبح مثار استياء كبير بين الاوساط الكردية ، لان انشغال النواب بامتيازاتهم وعدم كفاءة العديد منهم حرمهم من امكانية الاهتمام بقضايا شعبهم ووطنهم ، ومن هذا الباب اصدرت لجنة التنسيق الكردي الفيلي بيانا تساءلت فيه عن دور النواب من الكرد الفيلييين وسبب ضمور نشاطهم وخفوت صوتهم ، فهم ليسوا سوى ارقام في مجلس النواب لا اثر لصوتهم كمجموعة عمل تنتمي لشريحة اصابها الظلم الفادح طوال عهد الطاغية الصدامي المقبور. و الغريب ان ينبري السيد مدحي المندلاوي- وزير سابق في حكومة اقليم كردستان - الى اتهام مجموعة استقبلهم السيد رئيس الجمهورية بانهم جحوش ، وهذا اتهام جديد تسجل براءة اختراعه باسم السيد المندلاوي ، فلم يحصل الكرد الفيليون في اي عهد على هذا اللقب الذي اطلقه الزعيم الخالد مصطفى البرزاني على المنشقين عن البارتي ، ولم يعرف عن الكرد الفيليين تعاونهم مع اي نظام معادي للشعب العراقي عامة والشعب الكردي خاصة ، على العكس كان الكردي الفيلي من اوائل المضحين بدمائه وامواله في سبيل شعبه ، ولذلك نال الكرد الفيليون العقاب الشديد على يد الطاغية صدام ، واذا كانت هناك مجموعة فضل السيد رئيس الجمهورية استقبالهم فهو الذي يتحمل نتائج الضيافة ، وان مكتب السيد رئيس الجمهورية مسؤول عن ترتيب اللقاءات حسب اهمية الهيئات والاحزاب والاشخاص ، وليت السيد مدحي المندلاوي قدم بعض المبررات للصفات السيئة التي الصقها بهم لمكتب رئاسة الجمهورية كي يتخذ التدابير المناسبة ، فان مكتب رئيس الجمهورية ليس معصوما من الاخطاء في خضم هذه الموجة من تصاعد لهيب الانتخابات ولذلك نرى بعض الاخطاء البروتوكولية في الاستقبال ، فان أحد أعضاء الوفد الكردي الفيلي يظهر في الصورة مع السيد رئيس الجمهورية وهو يقف خلفه ، وهذا مخالف للبروتكولات الرئاسية ، الا ان عدم التزام مام جلال بالبروتوكول وتساهله مع ضيوفه أدى الى مثل هذا الخطأ ، ورغم اني لا اريد أن ادافع عن أحد سواء أكان من الجحوش ام من الخيول الاصيلة ، الا اني اعتقد ان السيد مدحي المندلاوي مازال ينظر الى الحكومة الحالية مثل نظرته الى حكومة البعث الصدامي ، ونسى ان هناك تحالفا قويا بين الاكراد والائتلاف سواء في الانتخابات او في مجلس النواب ، وهذا التحالف جعلهم كتلة كبيرة ذات وزن يحسب لها حساب ولذلك قال السيد رئيس الجمهورية( ان تحالف الكورد مع الائتلاف تحالف استراتيجي )، ولما كانت العملية الديمقراطية تبحث عن تطبيقات لها في العراق ، فمن حق من يشاء ان يلتحق بمن يعده بتحقيق اهدافه ، واذا كان السيد مندلاوي يستطيع اقناع الاخرين بدعمه وبرنامجه فله أن يكسب من يشاء الى جانبه ،اما اذا كان عاجزا عن تقديم اي شيء ويرفع صوته عاليا في محاولة لاخفاء عجزه عن كسب الاخرين ، فهو الذي يتحمل النتائج لا الذين يجدون انفسهم مضطرين للانضمام الى قوائم بعيدة عن طموحاتهم ولكنهم يأملون بها خيرا بدلا من ان يفقدوا اصواتهم فتذهب هباء في شباك الانتخابات المعقدة . اما اذا كان البعض يحاول الارتزاق فذلك ليس بغريب على الحال السياسي في العراق ، وما اكثر المرتزقة الذين فضلوا المكاسب الشخصية على المصلحة الوطنية ، واذا كان بين الكرد الفيليين البعض منهم ، فلا يعني ذلك انهم الاغلبية . ولذلك نرى ان لا يبلغ الانفعال بالسيد مندلاوي مداه ويعطي لنفسه الحق باتهام ظالم لان مجموعة انتموا لقائمة لايرى فيها ما يراه غيره ، فالديمقراطية بحاجة الى قبول الاختلاف ، وهو الفرق بين النظام الديمقراطي والنظام الدكتاتوري الا اذا كان السيد مندلاوي مازال غافلا عن التغييرات التي طرأت في العراق . ان الاصطفافات الانتخابية ستستمر ولن تتوقف عند هذا الحد ، بل سنرى ظهور العديد من الكتل التي تتصارع رغم وجودها في محيط سياسي واحد ، وخير مثال على ذلك بروز كتلة التغيير في كردستان ، ومادام الشعب العراقي بعربه وكرده وتركمانه ومكوناته الاخرى ينقسم حسب مصالح طبقاته وفئاته فستحدث الاصطفافات الانتخابية على هذا الاساس سواء بين العرب او بين الكرد او بين التركمان ... الخ .
#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اقرار قانون الانتخابات خطوة اولى بحاجة الى اخرى
-
كركوك لن تكون كعب اخيل للعراق
-
لا مفر من الاعمال الارهابية
-
الانتخابات قادمة ... ما العمل
-
صفية السهيل تحاكم النظام الصدامي
-
ذكريات من تلك الايام المجيدة
-
مايكل جاكسن فنان عظيم ورحيله خسارة كبيرة
-
على سواحل الفايكنغ
-
اوباما في الشرق الاوسط ... ماذا نريد من امريكا
-
رحلة من سومر الى جنة عدن .... عبر بلاد الكرد الفيليين
-
رحيل الاحتلال .... متى وكيف !!!
-
اوباما لايران : عيد شما مبارك
-
الانتخابات واثرها في سايكولوجية المواطن العراقي
-
الانتخابات : فوز المواطن العراقي
-
احتجاج التخلف ... الحذاء شعار المفلسين
-
الاتفاقية العراقية الامريكية نار تحت الرماد
-
اوباما .... التغيير الجديد
-
الاتفاقية العراقية الامريكية : آن الاوان للمالكي أن يغادر حز
...
-
الاتفاقية العراقية الامريكية و شر القتال
-
تفجيرات بغداد وكركوك محاولة بائسة لاثارة الفتنة
المزيد.....
-
وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
-
مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي
...
-
ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
-
-تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3
...
-
ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
-
السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
-
واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
-
انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
-
العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل
...
-
300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال
...
المزيد.....
المزيد.....
|