أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب النايف - ثقافة العنف من يقف ورائها














المزيد.....

ثقافة العنف من يقف ورائها


حبيب النايف

الحوار المتمدن-العدد: 2829 - 2009 / 11 / 14 - 23:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن ظاهرة العنف موجودة منذ الأزل وقد ازدادت واتسعت باتساع العالم وتطور أدواته المعرفية وقد دلت على ذلك كتب التاريخ
كما دعمها بعد ذلك ترسيخ مفاهيم وقيم العنف والجريمة من قبل أنظمة سياسية معينة أو تيارات متطرفة استغلت نفوذها لغرض تحقيق أهدافها ..يساعدها بذلك ضعف الوعي الثقافي والاجتماعي وعدم وجود قوانين تحد من انتشار ه على المستوى الوطني أو العالمي لان العنف كما يقول ريمون ارون ((كل فعل يمثل تدخلا خطيرا في حرية الآخر وحرمانه من التفكير والرأي والتقرير وتحويل الآخر إلى وسيلة أو أداة لتحقيق أهدافه دون إن يعامله كعضو حر أو كفء)) .
لقد ساعدت التطورات التقنية والفنية من الحصول على المعلومات بأسرع ما يمكن مما خلق حافز عند المتلقي أو القارئ من الاطلاع على ما يجري في العالم والتفاعل معه
إلى درجة تصل في أحيان معينة إلى تقليده والاعتماد عليه في كثير من أمور الحياة باعتبار العالم أصبح قرية صغيرة وبإمكاننا معرفة كل ما يحصل أول بأول من خلال وسائل الاتصال المباشرة .
لقد اتصلت ثقافة العنف بالمجتمعات وارتبطت معها وفق ما تفرضه من قيم وقواعد عرفية سادت فيها وامتدت معها على مدى تاريخها
لذا نرى ظاهرة العنف ارتبطت بهذا النظام أو ذلك وفق النظرة التي يتعامل بها وما يوفر من فسحة الحرية والديمقراطية والتعامل القانوني والاجتماعي مع مواطنيه حيث يولد الكبت والحرمان من ابسط أنواع الحقوق نوعا معينا من العنف قد يتطور فيما بعد إلى أعمال أكثر اتساعا
قد يروح ضحيتها أبرياء وتولد حالة من انهيار المنظومة القيمة والأخلاقية مما يمهد لظهور عادات جديدة تكون عواقبها وخيمة فيما بعد على النسيج الاجتماعي للبلد وهذا ما حدث بعد انهيار النظام السابق في العراق وتولدت نتيجتها أعمال عنيفة قاسية خلقت حالة من الفوضى التي راحت ضحيتها الأبرياء نتيجة سلوك سياسات مذهبية معينة كانت خافية تحت السطح لتطفو بسرعة فائقة نتيجة توفر الراضية الملائمة لها والتي لازالت آثارها لحد اللحظة .
لقد رسمت بعض البلدان نوع من الثقافات من خلال فسحة الحرية التي نصت عليها دساتيرها الوطنية وقوانينها التي سهلت مهمة المواطنين من التعامل معها والسير على هداها وذلك لأنها فتحت المجال لحرية التعبير والرأي أن تأخذ أبعاد معينة تمكن المواطنين من التصرف وفق تلك القوانين
إن الظروف الاجتماعية والثقافية تلعب دور كبير بتسليط مفاهيم معينة على عقلية المواطن وذلك من خلال ظهورها بشكل متواصل والتعامل معها لان الثقافة تشكل أسلوب حياة الشعوب وجزء من ارثها الذي ينتقل عن طريق اللغة التي تساعد الأخر للاطلاع على ما يجري في هذا البلد وتسهل معرفة حياتهم وطرق معيشتها وكذلك التعامل الذي كان سائدا فيما مضى ليتم الحكم هل النظام السائد يفسح المجال للحرية الشخصية وحرية التعبير أو كان نظاما قمعيا يتعامل وفق مبادئ دكتاتورية يقيد حرية المواطنين ويصادر آرائهم ويحجم دور الأفراد ليكونوا تابعين له وتحركون وفق أهوائه
لذا فان أية ممارسة فردية أو مؤسساتية /مادية أو معنوية/ تهدف إلى النيل من قيمة الفرد أو مصادرة حريته السياسية أو المدنية يمكن أن تعتبر عملا عنفيا وفق المفاهيم التي تطالب بحرية الأفراد ومعتقداتهم
كما إن وسائل الإعلام قد تلعب دورا مهما في تسويق العنف والتحريض عليه سواء كان بشكل مقصود أو بحسن نيف طالما إن النتيجة توصل إلى القيام بإيذاء الآخرين والحد من معتقداتهم أو التأثير عليهم حيث أصبحت الحرب كما يقول الباحث (خالد خبرش في شبكة نبا الإخبارية موقع انترنيت ))مادة ممتازة ومؤثرة للإعلام الحديث كما كانت في السابق موضوعا مثيرا للشاعر والرسام وحتى النحات فالحياة العادية السوية لا تشكل مادة للإعلامي الباحث عن الخير الجديد الخارج عن المألوف ))لذا اتجهت وسائل الإعلام من استغلال هذا الجانب والتعامل معه بجدية وذلك لأنه اخذ يجذب اكبر عدد من المشاهدين مما حدا بالشركات الإعلامية من استحداث أساليب كثير ة في التأثير من الاستعراض والاستخدام المكثف للصورة والعرض الدرامي للأخبار .
لذا فان ثقافة العنف وازديانها واتساع رقعتها يقف ورائها الكثير من الأسباب :
1)التضييق على الحريات وخنق حرية التعبير التي بدورها تؤدي إلى زيادة الاحتقان مما يقود إلى أعمال عنف
2)تهميش دور الآخر وعدم التعامل معه على أساس متكافئ وفسح المجال لممارسه معتقداته بشكل طبيعي
3)عدم سن قوانين تحدد الحقوق حتى إذا سنت فإنها تبقى حبر على ورق ويتم تطبيقها بشكل انتقائي وفق المصالح التي تخدم الحالك مما يولد حالة من الفوضى والإرباك
4)اهتمام وسائل الإعلام بأخبار العنف وتركيزها بشكل مباشر على ما يدور بالعالم من مشاهد تكثر فيها صور القتل والدمار وعمليات الاختطاف وقطع الرؤؤس وغيرها .
5) قيام بعض وسائل الإعلام بنقل أخبار كاملة عن الجماعات المتطرفة وعرض نشاطاتهم وبياناتهم وكأنها الناطقة باسمهم .
6)التحريض المستمر على أعمال العنف من خلال إثارة مشاعر بعض الجهات بعرض برامج مسيئة لها يؤدي إلى إثارتها واستفزاها مما يولد شعور بالاهانة والتوجه للقيام ببعض الأعمال التي يعتبرها رد اعتبار له يروح ضحيتها الآخرين .



#حبيب_النايف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخطيطات مستعجلة
- قانون الانتخابات ..متى يتم اقراره
- محنة الوطن
- حرية االصحافة اساس الديمراطية
- الانتظار
- الفتاوى والتطرف الديني
- البطحاء .مدينة امنة يفزعها الارهاب
- رائحة الذبول
- من يقف الى جانب الوطن
- الدراما العراقية في رمضان
- هل عاد زمن الاوبئة من جديد
- وجوه
- صاحبة الجلالة تبحث عن عرشها المفقود
- حرية المرأة بين الواقع والادعاء
- مؤتمر الكويت ..هل يوقف العنف في العراق ..؟؟
- احداث البصرة وانعكاساتها المتوقعة
- الانفجارات تعود من جديد
- حقوق الانسان في ضوء اللوائح الدولية
- شها ب التميمي نجما هوى لكنه ازداد بريقا
- الثورة الحسينية دروس وعبر


المزيد.....




- وصلت 49 درجة مئوية.. موجة حرّ لا تطاق في الهند وباكستان تختب ...
- الحديث عن سلاح حزب الله يعود إلى الواجهة
- تجدد الغارات الأمريكية على العاصمة صنعاء اليمنية ومديرية الح ...
- بيض عيد الفصح الفاخر مستوحى من شوكلاتة دبيّ والثمن... سبعون ...
- وزير الداخلية التركي ينفي ادعاء وجود خطة لتوطين فلسطينيين من ...
- مستشارا ترامب وأوربان يبحثان التسوية في أوكرانيا
- دبلوماسية إماراتية: خلاف عربي حال دون صدور بيان عن مؤتمر لند ...
- اللجنة المركزية المشرفة على اتفاق دمشق مع قسد تدخل حيي الأشر ...
- -القسام- تعلن استهداف دبابات إسرائيلية بقذائف -ياسين 105- شر ...
- زاخاروفا: على من اتهموا روسيا بمهاجمة المدنيين في سومي أن -ي ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب النايف - ثقافة العنف من يقف ورائها