أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهيلة بورزق - دونجوانية الجسد














المزيد.....

دونجوانية الجسد


سهيلة بورزق

الحوار المتمدن-العدد: 2829 - 2009 / 11 / 14 - 01:53
المحور: الادب والفن
    



ربّما أكون بحاجة اٍلى وقت أطول من عمري لكي أجيب على مثل هذا السؤال الذكي، وقت يتسع للتحليق في معيار القيمة الأدبية والفلسفية التي يتجمّل بهما الجسد في النّص.هل هو السؤال الأوّل القادر على تحقيق صيغة الترابط بين الاٍنسان وذاته؟جوابي نعم،فالجسد هو الرأس الذي يحرّك باقي القيم مجتمعة وهو السلطة التي تتحقق فيها الانسانية.نحتفي بالجسد في النّص بالصورة التي نرى فيها أنفسنا ، سيعاتبني البعض ممن يعتبرون أجسادهم محرّك أتوماتيكي أو جماد يشعر ويمارس طبيعته ويحب ويكره بزر في حين هو في غاية الألوهية هو كيان مطلق يرفعنا اٍلى مصاف الاٍنسان الذي يجيد العقل والتّحكم في مشاعر قيمه وحركته وشهوته بقوة القلب والعقل معا ، قلت سيعاتبني من لا يفهمون أن أجسادهم تمتلك قوة روحية وجنسية نحن بحاجة لهما لتمكين الذات من الرّقي باٍحساسها وقدرتها على صنعنا وتحفيزنا على المضي في الحياة.الجسد روح الفن العاري الذي يرى الجمال في صمته وصوته وجوعه وعشقه .لن أكرّر أن الرّجل الكاتب من حقه أن يكتب عن جسده كما يرى ويستمتع ويتلذذ ومن حقه أن تدخل نصوصه الجنسية الجامعات حتى تدرّس للطلاب على أنها قيمة أدبية كبيرة و على العالم كلّه الاحتفاء بها كنبراس علمي نحن بحاجة اٍلى مثله في وقت صعب علينا فيه الحديث عن أجسادنا بلغة أدبية راقية في حين عندما تكتب المرأة الكاتبة نصا جسديا تنهال عليها التّهم و توصف بالداعرة والفاسقة والخارجة عن قانون الدين والأخلاق ويسجّل اٍسمها على أنه أخطر من سلاح الدمار الشامل ويقاطعها البعض من أئمة الأدب والكتابة والأخلاق وتعدو المسكينة مثلها مثل الهاربة من الموت اٍلى الموت وما بينهما يعلمه أصحاب النفوس المريضة والمتخلفة الذين ينامون على الجنس ولا يستيقظون منه أبدا ورغم ذلك يدّعون الأخلاق وأجسادهم متسخة بجرم النفاق .ثم اٍن الجسد ليس بحاجة اٍلى كتابة رجالية فقط لتمكينه من التّحرر من مفاهيمنا العتيقة عنه ،بيد أن الكاتبات العربيات اللواتي كتبن عنه وصفنه بوجع أكثر لأن الجسد في الأنثى موجوع ومتصدع وهارب من نفسه اٍلى نفسه لكن الكتابة الجسدية عند الكاتب الرّجل لا تعدو أن تكون فضفضة ذكورية لأنّها بلا ألم ولا خوف ولا تهمة ولا جريمة.لقد كتبت عن الجسد كعقدة تشتتنا لكي تترك فينا أثرا مدويا يحدث بدواخلنا خللا ما ينتقل عن طرق الوراثة ربما من جيل اٍلى آخر ذلك لأنّ ثقافتنا العربية لا تسمح بالوصول اٍلى منتهى السؤال الذي نجيد طرحه بخوف وخجل لكن لا نكتبه في نص يقولب فينا مداه.كان دائما يلازمني سؤال الفطرة عن ماهية جسدي ومنذ الطفولة اكتشفت أن على جسدي أن يحاصرني وأحاصره وأعيش في ظله مرعوبة من جنونه وشهوته .أعتقد أنّ الجسد ليس بحاجة اٍلى اعترافنا بجماله لأنّنا نحن من نسكنه ونحن من نتعذب فيه.ومن المؤكد أن الكتابة عن أجسادنا لا تنتهي في قصة قصيرة أو حتى في رواية متسلسلة الأجزاء لأنّ العنصر فيها متجدد باٍختلاف مفهومها لدى الأجيال اللاحقة وعليه لا يمكن الجزم بنهاية الكتابة الجسدية اليوم أوغدا وشخصيا لست ممن يتمنون ذلك من باب تحرير النفس البشرية من عقدة الأنا في النّص.وأحب أن أضيف أن هناك فرق كبير بين الدعارة النّصية التي يكتبها البعض من باب المتعة والتي تكون عادة بلا اٍطار لغوي جمالي يحميها من السقوط في المباشرتية العقيمة التي لا تكبح شر النفس في النص وبالتالي تتحوّل اٍلى قطعة فنية رديئة لا تغني ثقافتنا المهتزة والفقيرة جدا وبين النّص الآخر الذي يقول الجسد بلغة راقية تحتمل النقاش والتحليل والدراسة.أجسادنا اليوم منهكة بالفجور الذي لا يليق بجمالها ، نحن بحاجة اٍلى نصوص تقولنا على ضوء أنثى لا تحترق دائما كشمعة.






#سهيلة_بورزق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا في أمريكا
- الرجل العنكبوت
- غواية نهد
- ألو يا جزائر
- ما تقتله التكنولوجيا في رمضان
- شهرة الكاتبة العربية
- شرف الرّجال
- تقاطع
- أمريكا وسياسة عرب الداخل
- ضجيج في رأسي
- الوهم
- الكاتب
- تجاعيد
- شالوم
- الرّعب الأمريكي
- فقاعة عيد
- رسالة قلب الى محمود درويش
- ثقوب في الذاكرة
- رأسي ورنة خلخالي
- السكسو عربي


المزيد.....




- الأديب المغربي ياسين كني.. مغامرة الانتقال من الدراسات العلم ...
- “عيش الاثارة والرعب في بيتك” نزل تردد قناة mbc 2 علي القمر ا ...
- وفاة الفنان المصري خالد جمال الدين بشكل مفاجئ
- ميليسا باريرا: عروض التمثيل توقفت 10 أشهر بعد دعمي لغزة
- -بانيبال- الإسبانية تسلط الضوء على الأدب الفلسطيني وكوارث غز ...
- كي لا يكون مصيرها سلة المهملات.. فنان يحوّل حبال الصيد إلى ل ...
- هل يكتب الذكاء الاصطناعي نهاية صناعة النشر؟
- -بوشكين-.. كلمة العام 2024
- ممثلة سورية تروي قصة اعتداء عليها في مطار بيروت (فيديو)
- RT Arabic توقع مذكرة تعاون مع مركز تريندز الإماراتي للبحوث و ...


المزيد.....

- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهيلة بورزق - دونجوانية الجسد