أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - يحيي رباح - عبقرية الحضور في ذكري الغياب














المزيد.....

عبقرية الحضور في ذكري الغياب


يحيي رباح

الحوار المتمدن-العدد: 2828 - 2009 / 11 / 13 - 20:12
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    



إنه ياسر عرفات، بكل أسمائه وصفاته وتجلياته في زماننا الفلسطيني الصعب، الذي تغمرنا ذكرى غيابه الخامسة، بفيوض من الألم والمحبة والأشواق واستحضار التفاصيل وإعادة قراءة الواقع ومحاولة تركيب الصورة الفلسطينية من أجزائها القلقة المتوترة المحبطة والمتفجرة أيضا.
في ذكرى الغياب
نريد أن نستلهم عبقرية الحضور، فنتذكر أنه صارحنا قائلا، لم أدعكم لحفلة عرس أو نزهة جميلة، بل دعوتكم للصعوبات لتواجهوها، ودعوتكم لتواطؤ الأقربين والأبعدين لتتغلبوا عليهم، ودعوتكم للتضحيات لكي نقدمها، ودعوتكم لجبال الجليد لكي تأخذوا منها قبسا من النار، ودعوتكم للحياة لكي تعبروا إليها من بوابات الشهادة، ودعوتكم للجدران الصماء لكي تفتحوا فيها طاقة للأمل، ودعوتكم للصبر لكي تحتملوا مفازاته الملتهبة، دعوتكم لأن هذا هو قدركم الكبير، فأنتم أيها الفلسطينيون تريدون ما لا يضاهى، وقدس الأقداس، وجوهر الحياة، أن يكون لكم وطن اسمه فلسطين.
ياسر عرفات، في ذكرى غيابه يمنحنا الحضور في اللحظة الخارقة، فلقد علمنا أن الحقوق هي في مكانها المقدس لا تمس أبدا، ولكن السياسة شيء آخر، لأن حقولها هي الممكن، وعبقريتها هي فن الممكن، أفضل الممكن وليس أجمل المستحيل، ولذلك ذهب ياسر عرفات إلى مدريد بأغرب شروط في الدنيا، بوفد فلسطيني تحت الغطاء الأردني، بوفد من الداخل وليس بأي قدر من مشاركة الخارج، بوفد ليس فيه أحد من القدس، ذهب من الزاوية الضيقة، أضيق من خرم الإبرة، لأن عدم الذهاب وقتها رغم كل مبرراته كان يعني الغياب عن الميدان، وكيف يطالب الإنسان بحقه حين يكون غائبا؟.
ياسر عرفات: وهو محمول مع زملائه ومقاتليه في البواخر لتقذف بهم وراء المحيطات، كما لو أنهم نفايات نووية خطيرة جدا، كان يصر على أنه ذاهب لفلسطين! وهذا ما حدث فعلا، فقد تحققت نبوءاته وسقطت أوهام عربدة القوة لدى أعدائه.
في ذكرى الرحيل، نستنهض الآن، في الصعوبات، عبقرية الحضور، ونقول أن الموقف الأميركي شكل لنا صدمة قاسية، والعربدة الإسرائيلية تشكل لنا صدمة قاسية، والتخاذل العربي يشكل لنا صدمة قاسية، ولكن الحياة لم تتوقف، والخيارات لم تتلاش، والإرادة موجودة، تشحذها صعوبات الطريق.
في ذكرى الرحيل، يجب أن تحل روحه بيننا بكل الإيجابية بحيث نتواصى فيما بيننا بالحق والصبر، وليس بالمزايدات، ولا بالشماتة الهابطة، ولا بإلقاء العبء كله على رجل واحد حتى وإن كان في الموقع الأول على رأس القافلة، بل التواصي بالحق والصبر، أن نتعمق في رؤية المشهد، وأن نتحاور ونتصارح بكل الشجاعة المطلوبة، وأن نعرف أن تغير الخيارات والاستراتيجيات ليس فعلا ميكانيكيا، ننتقل بموجبه من نقطة إلى أخرى، بل كل خيار له استحقاقاته، ومتطلباته، وانتظاماته، لكي يصبح بالفعل خيارا صحيحا وبديلا مجزيا.

في ذكرى رحيلك يا سيدي، نتذكرك بقوة، مثل برق يفج في عيوننا، مثل دفء يغمرنا، وضوء وطمأنينة في القلوب، مثل صلاة نعيد من خلالها انسجام روحنا المشتتة.
وأتذكر كم كنت تثق في أجيالنا، وفي شعبك، وتقول عنه انه أعظم من كل قياداته، وأقوى من كل أعدائه، ها نحن في ذكرى رحيلك الخامسة نواجه الاختبار الأصعب، هو محطة على الطري ليس إلا ولكنه ليس نهاية المطاف، هو اصطراع مع موازين القوى ليس إلا ولكنه ليس القدر المحتوم.
روحك يا سيدي تريدنا أن ننجح في الاختبار، وأن تجتاز قافلتنا برزخ المستحيل، وأن نواصل التقدم ونواصل الأمل
فلك الخلود
ولروحك السلام.
[email protected]
[email protected]



#يحيي_رباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة الجزائر-شجرة باسقة في حدائق الذاكرة-
- القدس وحكاية الراعي والذئب
- علامات على الطريق - اليسار العربي
- رؤية جادة
- القدس -محك الامة-
- القدس حتي الرمق الاخير
- القدس تبحث عن مشروع عربي
- مروان يلوح من زنزانتة
- أفيغدور ليبرمان رجل المافيا المعزول
- اشتباك علي مستوي الذاكرة
- فخرى البرغوتى عميد المقاومين
- القدس ساحة المعركة وعنوان الاشتباك
- إمرأة رئيسة صالون القلم الفلسطيني
- علامات على الطريق-الجبهة الديمقراطية في عيدها الأربعين
- زمن جديد للبطولة
- موسم المزايدات الاسرائيلية !!!
- علامات على الطريق- لا بد من صنعاء. . .
- ربيع لبنان ربيع فلسطين
- ربيع لبنان وربيع فلسطين
- ثلاثية التهدئه والحصار والحوار


المزيد.....




- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - يحيي رباح - عبقرية الحضور في ذكري الغياب