أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحيم الغالبي - حوار مع الاديب صالح البدري ابن الناصريه المغترب سنوات















المزيد.....


حوار مع الاديب صالح البدري ابن الناصريه المغترب سنوات


رحيم الغالبي

الحوار المتمدن-العدد: 2828 - 2009 / 11 / 13 - 00:55
المحور: الادب والفن
    



تشرين الثاني 2009

رحيم الغالبي : أستاذ صالح البدري : لك تاريخ فني وسياسي مضيء ، فمن أين نبدأ ؟ هل من نشاطك الفني الأول البسيط ؟ واذا تتذكر؟ من قاد بيدك أو بهوايتك وأنت شاب ؟ بمن تأثرت ؟ كيف أتيت للفكر التقدمي ؟ فلابد من مؤثر !!
البدري : هو الوعي الطبقي المبكر الذي قادني ، والذي أيقظ في نفسي الأحساس بواقع الحالة المأساوية التي عشتها وعاشها الناس في محلتنا ومدينتنا ، وسط تراكمات من الفقر والأستغلال والتفاوت الحاد في العيش والسكن والأجور والتخلف والأمية وإنعدام الخدمات . إضافة الى إنتشار الفكر الماركسي وأدبياته ووجود المطبوعات الأدبية والسياسية ووجود مكتبة الناصرية العامرة بالكتب والمطبوعات ووجود الشرائح المثقفة والواعية والمناضلة في سبيل الحرية والكرامة الوطنية . الى جانب الأضطهاد السياسي بحق الوطنيين وغياب الحريات الأساسية والسياسية وشيوع الأفكار العشائرية السيئة كالثأر والنهوة والولاء للعشيرة على حساب الولاء للوطن . كذلك بعض العادات والتقاليد البالية ونتائجها السلبية على المجتمع وعلى السلوك إضافة الى عامل مهم في الحياة العراقية والعربية بشكل عام خاصة بعد إتفاقية ( سايكس بيكو ) وبعد بروز الأطماع الأستعمارية الكبيرة وتنصيب حكومات تابعة وذيلية تخدم مصالح الأجنبي المستعمر وتحرسها بالوكالة (*) كأنظمة ( كومبرادورية ) وسيطة مابين السوق المحلي والأسواق الأوروبية الصناعية ومازالت ، وقد جندت أزلامها من الشرطة والمخابرات ورجال (اللاأمن) والجواسيس ضد شعبنا من مناضلين ووطنيين ، لقمع محاولات التغيير أوالمُطالبة بطرد المحتل وإزالة أطماعه بثروات الوطن وتكبيله له بالمعاهدات الجائرة كمعاهدة (بورتسموث) التي ربطت العراق بقيد إستعماري بريطاني عام 1948 ، كذلك (حلف بغداد) سيء الصيت ، حيث إستطاعت ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة عام 1958 تحرير الشعب العراقي وإعادة الهيبة لأقتصاده وثرواته وإستقلاله بعد إسقاط حلف بغداد ..الخ .
هذا وغيره ، شكّل الأرضية التي إنطلقنا منها والذي فتَّح أذهاننا جيل الأربعينات وبشكل مبكر على مايجري . إضافة الى مشاركتي وغيري في المظاهرات السلمية إحتجاجاً على الأعتداء الثلاثي على الشقيقة مصر وتعرضي للضرب من قبل الشرطة حينها وفي المظاهرة . وكذلك إشتراكي في المظاهرات المؤيدة لثورة 14 تموز التحررية عام 1958 وكنت محمولاً على الأكتاف وأنا أهتف : على صخرة الأتحاد العربي الكردي ، تتحطم مؤامرات الأستعمار والرجعية . يعيش الزعيم عبد الكريم قاسم يا ....! إنَّ ترددي الكثير على السينما ومتابعتي للكثير من الأفلام السينمائية العربية والعالمية - حيث كان عمي يعمل - وكذلك هذا التجمع الشبابي الكبير في مقهى ( أبو أحمد ) في وسط سوق الناصرية والذي أعتبر مقراًً وملتقى لجميع الأدباء والشعراء والسياسيين والفنانين المحليين أو من كل محافظات الوطن ، الذي حفز فيَّ الرغبة في المزيد من القراءة والتثقيف الذاتي وكتابة ونشر القصائد الشعبية وإذاعتها من خلال برنامج للشعر الشعبي كان يقدمه الشاعرالشعبي (أبو ضاري) آنذاك . ثم وجود العروض المسرحية على مسرح (متوسطة الجمهورية ) والتي جعلتني مراقباً ومهتماً لعمل البروفات المسرحية ومن ثم المشاركة في التمثيل بعدذلك . ووجود نخبة من الفنانين أمثال مهدي السماوي و فاضل خليل وعبد الرزاق سكر وعادل فليح الخياط وسلام السوداني ويقظان الدرويش وحسين نعمة وفلاح الجيلاوي والأشقاء عزيز وعدنان وعادل عبد الصاحب وكاظم الركابي وحميد نذيروعبد المطلب السنيد وداود أمين ومحسن الخفاجي وعبد الجبار العبودي وراجي عبد الله وكاظم العبودي وحسين جاسم وشهيد زيدان وحميد البناء وجمال عبد الكريم ومحمد وادي وحسين السلمان ووارد الزيدي وعبد الجيد طخماخ ورزاق شناوة .. وغيرهم كثيرون لاتحضرني أسماؤهم للأسف . وكان ذلك في العام 1964وقبله من الأعوام . بعدها وفي العام 1965 قدمت أوراقي لدراسة المسرح في بغداد على الرغم من رغبة والدي لأن أدخل كلية الشرطة أو الكلية العسكرية وأكون بالمركز الأجتماعي الذي كان يتمناه هو !! . وتعاونت مع الأذاعة العراقية ككاتب وممثل في ( البرامج الريفية وبرنامج حكايات صغيرة للأستاذ الفنان يوسف العاني وبمشاركة أعضاء فرقة المسرح الفني الحديث ) ، وعملي كممثل في فرقة الفنون المسرحية ( مسلسل الناعور ) ثم فرقة المسرح الفني الحديث ( مسرحية تموز يقرع الناقوس والخرابة وقل للصوجر - للتلفزيون - تأليف الفنانة الراحلة زينب وإخراج ع.ن.ر. إضافة الى مشاركاتي الكثيرة في إنتاجات كلية الفنون الجميلة 1965-1969 مع الأساتذة : سامي عبد الحميد وجعفر السعدي وجاسم العبودي .
ولا أنكرُ أنَّ إنضمامي الى صفوف الحزب الشيوعي العراقي في أواخر العام 1962، آنذاك ، حيث كسبني الى صفوفه الرفيق الشيوعي (الأميّ) الراحل ( كريم خميّس القصاب ) ، فكان نقلة نوعية في حياتي حيث بدأت قراءة الفكر الماركسي وأدبياته وإكتشفت آنذاك أن الوعي الطبقي غير كاف بدون الممارسة والنضال في صفوف الطبقة العاملة وحزبها الشيوعي لتحقيق شعاراتها وأهدافها الطموحة لكل الشعب وآمنت وقتها بأنه لاحيادية للفنان أو الأديب بدون الألتزام بقضايا شعبه ووطنه وأمته ، وأستطعت أن ألتقي بنخبة جيدة من شباب المدينة المثقف في مقهى ( أبو أحمد ) وداخل الأجتماعات الحزبية التي علمتني الكثير الكثير! إن أجتهادي الشخصي وطموحي بأن أكون شيئاً وسط تراكم المعاناة والآلام هما اللذان قاداني لأن أختار طريقي ، ولا أنكر أيضاً أن المسرح هو معلم أول وكبير في صقل الشخصية وتزويدها بالمعرفة والحضور على خشبة مسرح الحياة . أو كما قال ( إنطوان تشيخوف ) : ( ليس هناك من فن أوعلم محدد يستطيع التأثير في النفس البشرية بتلك القوة والصدق كالمسرح ) .
*

الغالبي : نشاطك عندما نما عودك وأصبحت شجرة باسقة للأبداع الفني والفكري ؟

البدري - قبل التخرج من كلية الفنون ، كانت لي تجارب مسرحية كطالب في الصف الثالث فنون مسرحية . حيث أخرجت مسرحية ( الدب ) للكاتب الروسي ( أنطوان تشيخوف ) . ثم مسرحية ( الفيل ياملك الزمان ) للكاتب السوري الراحل ( سعد الله ونوس ) عام 1969 على مسرح كلية الفنون . وعدت الى الناصرية وخلال العطلة الصيفية و في نفس العام أخرجت وشاركت في تمثيل مسرحية ( حفلة سمر من أجل 5 حزيران ) لسعد الله ونوس أيضاً على مسرح متوسطة الجمهورية مع نخبة من شباب المدينة ( عبد المطلب السنيد . داود أمين . حكمت داود . كاظم العبودي . عبد الكاظم إبراهيم . عبد علي اللامي . عباس جولان . عبد الجبار محسن . عادل عبد الصاحب. حمود الغزاوي . وارد الزيدي . فخري عرب . رعد عرب . طارق البدري . حمزة البدري ومجموعة أطفال وغيرهم . وعند تخرجي من الكلية ، قدمت إطروحتي التطبيقية في الأخراج والتي كانت: ( أمام الباب ) تأليف الكاتب الألماني (فولفجانج بورشرت) وقدمت على مسرح بغداد ، بعد معاناة مع الأساتذة لتقديمها على خشبة المسرح ، لجرأتها ! وكانت من بطولة عزالدين طابو وسلمى داود وعبد الكريم فرحان البدري وغيرهما من الطلبة آنذاك .
ولقد تم تعييني كمدرس للتربية الفنية في مديرية تربية ذي قار بعد رفض جامعة بغداد لنا وبعد طلب من رئاسة الكلية بتقديم أوراقنا الى الجامعة أنا وأربعة من زملائي وإعادة تعييننا كمعيدين حسب نظام الأعادة لحصولنا على الدرجة المطلوبة . وتقدمت لدراسة الماجستير في الجامعة ، ورفضت أيضاً ، علماً أنهم قبلوا بمعدلات أقل بكثير من معدلي في التخرج !! ونسبت كمشرف للنشاط الفني مسؤول لقسم المسرح أيضاً في مديرية تربية ذي قار ،
وإلتقيت بالفنان الموسيقي والملحن كمال السيد وتعرفت على فرقة موسيقى مديرية التربية برئاسة كمال السيد ، فكانت آية في الأجادة والأحتراف أمثال الفنانين : موفق كاظم وفتاح حمدان ومطشر عبد الرزاق وسامي كاظم وأحمد كنو وصباح وفاضل عبد الجبار وفوزي صبيح وفوزي عبد العزيز ولا أذكر بقية الأسماء للأسف . فكان لقاء الحب والعمل والمودة والأبداع وعرض علي الفنان كمال السيد ( وكان حينها رئيساً لقسم الموسيقي في المديرية ) ، نصاً للشاعر والفنان كاظم الركابي هو أوبريت ( أبو الهيل ) والذي حازعلى الجائزة الأولى في المهرجان القطري للفنون الجميلة عام 1971في بغداد الحبيبة ، وفي عام 1972 حصلنا على الجائزة الأولى أيضاً ، في نفس المهرجان عن نص للشاعر قيس لفتة مراد هو أوبريت ( جنيّات الوادي ) وجائزة تقديرية عن أوبريت ( هلاهل ) عن المنطقة الجنوبية في البصرة الفيحاء في مهرجان الفنون في نفس العام . وكان من تأليف أحمد عبد الجبار وألحان الفنان الراحل كمال السيد أيضاً . وحصلت وفي مهرجان الأحتفال بيوم المسرح العالمي في البصرة في نفس العام على جائزة الأعمال الأولى المتكاملة والممثل الأول في مسرحية ( سترب تيز ) للكاتب البولوني ( سلومير مروجيك ) حيث شاركني التمثيل ، صديقي الدائم في المسرح الشاعر ( داود أمين ) والأديب الروائي (محسن الخفاجي ) وحيث توالت الأعمال المسرحية من تأليف وإعداد وإخراج وتمثيل على الرغم من المضايقات الكثيرة وأساليب الوعيد والتهديد والأعتقال الكيفي والنقل الأداري من النشاط الفني الى المخزن الثانوي ، والذي قامت به السلطة آنذاك ، ولكنني إكتسبت تجربة سياسية وصحفية كبيرة ، يوم عملت في العمل العلني في نقابة المعلمين ( اللجنة الفنية الجبهوية ) ، وكذلك في مقر الحزب في شارع العشرين في بداية السبعينات ومارست العمل الصحفي مع الرفيق (داود أمين) آنذاك كمراسلين لصحيفة ( طريق الشعب ) و (الفكر الجديد ) في مقر الحزب . بعد ذلك أضطررت لطلب النقل الى محافظة البصرة لظروف شخصية كثيرة . وفي البصرة شاركت في تمثيل مسرحية (مغامرة رأس المملوك جابر ) بدور ( جابر ) عام 1976 . ثم أخرجت أوبريت ( الأجراس تدق لا ) لمديرية شباب البصرة . وبعد الهجمة الشرسة على الوطنيين والأحرار من الشيوعيين والديمقراطيين من العراقيين ، والمضايقات الأمنية التي حدثت لنا كمدرسين وإخفاق تجربة (الجبهة اللاوطنية واللاقومية) ، أضطررت لمغادرة الوطن (مثل غيري ) بجواز مزور (مصور أهلي ) الى الجزائر . وحيث لم نمتثل للأوامر ( البعثية ) بتوقيع إستمارة ما أسموها (عقوبة الأعدام) ..ألخ.. وحيث كنت حينها مدرساً للتربية الفنية أيضاً في ثانوية الأصمعي في البصرة . ووجدت نفسي ولأول مرة في المنفى بعد أن أجريت عملية ( قرحة المعدة ) في مدينة الطب في بغداد الحبيبة ، وحصلت على إجازة طويلة ، ساعدتني على ( الهرب ) من طغيان النظام وأزلامه الى الجزائر ثم الكويت !
*
الغالبي : جمعية رعاية الفنون والآداب في الناصرية ؟ دورك فيها ؟ أعمالك المسرحية ؟

البدري : الجمعية كانت الحاضنة والنبع الذي عثرت عليهما في مدينتنا الناصرية الحبيبة بعد تخرجي من كلية الفنون الجميلة ، وقرار غلقها كان جريمة كبرى لاتغتفر بحق (البعثفاشي) المتخلف ؛ حيث الندوات والأمسيات الشعرية والقصصية والمعارض التشكيلية والعروض المسرحية الجماهيرية التي يتقاطر اليها جمهور الناصرية بكل شرائحهم وهم يدفعون ثمن تذكرة الدخول الى بهو الأدارة المحلية الذي كان يستوعب أكثر من 1200 متفرج !! والجمعية كانت تشكل شوكة في عيون البعثيين لأنها كانت تضم خيرة مثقفي الناصرية من شعراء وأدباء وفنانين تشكيليين ومسرحيين ، آمنوا بدور الثقافة التقدمية الملتزمة والنهوض بوعي المواطن الناصري والعراقي . فكان من أعضاء هيئتها العامة : رزاق خطار وعدنان حنون وكاظم الركابي وداود أمين وصالح البدري وعبد الجبار محسن وعبد الجبار العبودي ومحسن الخفاجي وعبد الله الرجب وكريم حيال وفاضل السعيدي وأمير الجاسم وأمير الدراجي وغيرهم كثيرون لاأذكر أسماءهم الآن للأسف .
وشاركت عام 1971 في قراءة بعض قصائدي الفصحى في إمسية شعرية للجمعية وفي مكتبة الناصرية وقبل أن تهدم . (على نهر الفرات ومقابل بناية المحافظة) ثم بدأت بأخراج مسرحية (مامعقولة ) للكاتب العراقي طه سالم وقطعنا فيها شوطاً كبيراً من تمارين وإستعدادات ، ولكنها لم تقدم وللأسف ! وبعدها تجربة مسرحية ( جسر آرتا ) ولم تقدم أيضاً ! . وكانت التجربة الثانية مسرحيتان هما :( لويش وشلون وإلمن) للكاتب يوسف العاني والثانية هي :( سيرة أس ) للكاتب (بنيان صالح ) ، وقدمتا على بهو الأدارة المحلية في الناصرية في عام 1973 وفي نفس العام وعلى ما أذكر ، أخرجت توليفة شعرية من إعداد الشاعر داود أمين أطلقنا عليه إسم ( الصلبان ) وتمثيل : داود أمين . عبدالله الرجب . كريم حيال . عبد الجبار محسن وغيرهم . وعلى بهو الأدارة المحلية أيضاً . . الخ .
الغالبي : تجربتك مع الشعر والقصة ؟؟ المسرح والأذاعة ؟؟ تحدث عنها بالتفصيل وليس بالأيجاز؟
البدري : بدأت بمحاولة كتابة الشعر وأنا في الصف الخامس الأبتدائي ، أي عام1959 ونشرت قصائدي ( الشعبية والفصحى ) في جريدة ( كل شيء) البغدادية في بداية الستينات . وكذلك (جريدة السياحة ) التي كان يحرر صفحتها الشاعر الشعبي والكاتب المسرحي ( شاكر السماوي ) . وجريدة ( الناصرية ) والتي صدرت في ( الناصرية ) ومجلة ( العاملون في النفط ) في البصرة ، و التي كان يرأس تحريرها الأديب الراحل جبرا أبراهيم جبرا . إضافة الى ( إذاعة بغداد ) كما ذكرت . وشاركت في مهرجان الشعر الشعبي الأول وعلى حدائق ( نادي الموظفين ) في الناصرية بقصيدة شعبية عام حيث دعاني الشاعر كاطم الركابي للمشاركة1971 ولأول مرّة أتعرف فيها على شعرائنا الشعبيين ومنهم جبار الغزي وعلي الشيباني وعزيز السماوي وأبي ضاري وحامد العبيدي وطارق ياسين وغيرهم ولم توافق وزارة الثقافة والأعلام حينها على طبع ديواني في الشعر الشعبي بسبب القرار الذي منع طباعة الشعر الشعبي آنذاك . أطمح لطبع ديواني الشعري الأول بالفصحى بعد رحلة هذه السنوات ، خاصة وأنا ما زلت أكتب الشعر والى اليوم . كما أطمح لطباعة نصوصي المسرحية التي كتبتها طيلة هذه السنوات مثل مسرحية ( أحلام زيدان ) قدمتها فرقة مسرح السور الكويتية وممن إخراج الفنان (عمر خليفة خليفوه ) . وكذلك مسرحية الأطفال ( مروان يبحث عن حظه ) والتي قدمت في الأردن من إخراج عمر الأردني وقدمت على مسارح أربد وعمان و اخرجتها لبلدية ( لوفتس ) في غرب النرويج وباللغة النرويجية . ، كما كتبت للأطفال أيضالً مسرحية (داليا واللعبة) .. لقد كتبت نصوصاً للكبار أيضاً كمسرحية ( صبّوحة خطبها نصيب ) وقدمتها فرقة المسرح الشعبي الكويتي على مسارح الكويت واليمن والقاهرة وتونس ولندن . وكتبت أيضاً مسرحية ( زرقاء اليمامة تعود ) واخرجها للمسرح الجامعي في القاهرة ( د . حسين عبد القادر) وقدمها تحت عنوان ( حفلة سمر من أجل زرقاء اليمامة ) . وكتبت للكبار أيضاً مسرحية ( طك يامطر طك ) و مسرحية ( حمار محترم جداً ) و( حكاية صديقنا تعبان ) و ( في إنتظار غودو/ الفصل الثالث ) و( كعكة عيد الميلاد/ فصل واحد ) و ( الدرب / فصل واحد ) وغيرها ، إضافة الى كتابة العشرات من النصوص والبرامج الأذاعية والمسلسلات الدرامية في إذاعة الكويت التي عملت فيها مخرجاً إذاعًيا وممثلاً و عند إقامتي غير الرسمية في الأردن أعطيت فرصة طيبة للعمل وممارسة دوري ككاتب وكممثل وسط مجموعة مثقفة من الفنانين والفنانات عام 1994/2001 . كما أخرجت مسرحية ( إختطاف وزير ) تأليف الكاتب فوزي الدوغمي وتقديم شركة فرح للأنتاج الفني في محافظة المفرق . لكن أسمي كان قد وضع على قائمة الممنوعين من الدخول الى الأذاعة بعد ذلك وللأسف (؟؟) بعد التحقيق معي من قبل المخابرات الأردنية التي أشارت الى تقرير قد وصلها ضدي يخص برنامجي الأذاعي (النادي الأنيق) الذي كنت أعده وأخرجه للأذاعة الكويتية / البرنامج العام ، والذي كان يقدم كل يوم جمعة في منتصف الليل ، وإتهامي بأنني أنتمي الى حزب ديني محضور(؟!!) فأضطررت للعمل كبائع للملابس ثم بائع مجلات وكتب وأكسسوارات في محافظة المفرق ، ثم عاملاً في مطعم (مشاوي / مشويات) في العاصمة ليلاً !! ثم حارساً وفلاحاً في مزرعة خارج العاصمة وبلا كهرباء ولأكثر من عام في منطقة - أم البساتين - لأنني بلا إقامة قانونية . وقد إنتهت مدة صلاحية جوازي) . لقد أعددت برنامج ( عالم المسرح ) على قناة البرنامج الثاني التلفزيونية في الكويت ولدورة واحدة وأستضفت مجموعة من فناني الكويت والعراق وتونس ومصر، وشاركني في الأعداد بعد ذلك الروائي الكويتي ( إسماعيل فهد إسماعيل ) . وكما شاركت في كتابة نصوص (أفتح ياسمسم وسلامتك وقف المروري ) لمؤسسة الأنتاج البرامجي المشترك في الكويت ومثلت في بعض من مسلسلات الدوبلاج فيها . إضافة الى كتابتي روايتين هما : الكابوس وشبكة الموت . أما القصة القصيرة ، فقد نشرت لي جريدة ( الجمهورية ) في بغداد عام 1971أول قصة قصيرة تحت عنوان ( الشجرة ) ثم بدأت بكتابة بعض القصص القصيرة والتي أحتفظ فيها ونشرت بعضها ، كما كتبت النقد المسرحي . وكما أنني جربت الرسم ولي بعض اللوحات التي قمت برسمها في النرويج . ثم قمت بتمثيل فيلم نرويجي قصير موجود حالياً على اليوتيوب وأسمه: ليس هناك سبباً للتحمُّس
INGEN GRUNN TIL BEGEISTRING

*

الغالبي : من مدحوا الطاغية ؟ والآن يجعلون أنفسهم طرازانات الأدب والفن ؟ ما تقول ؟؟

البدري : ليس مستغرباً وتحت هيمنة نظام دكتانوري ، صادر الديمقراطية وسرق الحريات والأبتسامات وأشاع قوانينه الخاصة بنشر الرذيلة وتكسير إجنحة الفضيلة وفرض على الشعب العراقي مفردات قوانينه الغابية بأسم الشعارات الوحدوية والأشتراكية والتراث والدين وتحرير فلسطين .. الخ مدعوماً من قبل أعداء الشعوب وأصحاب المصالح الصهيونية والأمبريالية ، ليس مستغرباً أن يخرج للناس جميعاً وللأدباء والفنانين بخاصة ، عصاه وجزرته ، حاله حال كل الأنظمة اللاديمقراطية ، والتوتاليتارية الشمولية والعميلة . (فتطرزن من تطرزن) وتقاسم الوليمة الدسمة مع أقرانه من المنتفعين . واليوم وجد هؤلاء نفس الفرص ( الجزرية ) و(تطرزنوا) أيضاً ، لأنهم يعيشون في واقع مقنع وغير ( شريف ) ليست له ملامح واضحة ولم يختلف عن سابقه في طرح فرص الأغراء والأغواء والدسم والمكيافيلية القذرة ، وفقدان شريعة القانون وإتاحة فرص التطاول على ممتلكات وثروات الشعب وتحليل الموبقات والأختلاسات وإشاعة الجريمة المنظمة وذبح الطفولة ومستقبلها .. الخ . إنهم شريحة إنتهازية خطيرة ، تجدهم في كل زمان ومكان ، وليس في عراقنا فقط وتحت مسميات مختلفة ! إن وجود قوانين عادلة وضوابط أخلاقية محترمة وشريفة ، من شأنهما وضع الحد على ( طرازانيتهم ) ومحاسبتهم وإقصائهم عن مراكز الأدب والأعلام للكف عن خداع الجماهير والمتاجرة بالشعارات والأدب والفن على حساب القيم المجتمعية والأخلاقية.
إن إشاعة الديمقراطية في الوطن ، وإحترام الأنسان وحقوقه وتاريخه ونضاله ، كفيل بالقضاء على هؤلاء (القوارض) المنقرضة والمنتشرين في كل بقاع العالم !
*
الغالبي : رموز فنية بالمسرح ؟ بالتشكيل ؟ رموز شعرية وقصصية ؟ أهرامات سياسية في اللحن والغناء والموسيقى؟ أسماء مثل كمال السيد ، كاظم الركابي ، عزيز عبد الصاحب ، والمرحوم عبد الجبار العبودي ؟

البدري : لقد تأثرت في بداياتي بالفنان مهدي السماوي في مدينتنا ، وعملت معه في مسرحية (أوديب ملكاً ) لسوفوكليس كممثل وقبلها أسند لي دور ( المعلم ) في مسرحية بنفس الأسم إحتفالاً بعيد المعلم ، لكنه وللأسف مارس دور (الشرطي) بعد ذلك خلال عملنا ( الجبهوي) في نقابة المعلمين حين نويت أن أخرج مسرحية ( باب الفتوح ) للنقابة ، لكنه أراد فرض قصائد عن (البعث ) من تأليفه هو في بداية ونهاية المسرحية ، ولم يقنعه النقاش آنذاك وألغيت فكرة عرض المسرحية ! . علماً أن المسرحية كانت تناقش موضوع فتح (القدس) على يدي ( صلاح الدين الأيوبي ) بأسلوب ملحمي توثيقي وليس على يدي ( صدام حسين ) !! علماً أن السماوي كان قد تضرر هو نفسه من سلطة ( البعث) بعد أن قام هو بطبع نصه المسرحي : ( جاءوا في القرن الثاني للهجرة ) على ما أعتقد ، وأمروا بجمعه من الأسواق !! و من الرموز المسرحية التي عملت معها وخلال فترة دراستي كان الأساتذة الذين تتلمذنا على أيديهم وهم من كبار المخرجين المسرحيين الذين ذكرتهم ، إضافة الى الأستاذ المبدع في مسرح (برتولد بريشت) إبراهيم جلال إضافة الى الأستاذ الفنان الراحل الصديق قاسم محمد ، والصديق د. عوني كرومي .
أما في التشكيل كان من الرموز التي أعتز بها : الفنان جواد سليم وكاظم حيدر وفائق حسن وأمير الجاسم وبيكاسو وهنري مور في فن النحت . أما من رموز الشعر فيبقى شاعرنا مظفر النواب في القمة الشعرية العراقية والعربية إضافة الى شاعر العرب الجواهري الكبير والشاعر أحمد مطر وكذلك الشاعر محمود درويش وأيضاً الشاعر الكبير نزار قباني ، والشاعر النرويجي رولف ياكوبسن وغيره .
أما في القصة فأذكر القصصي والروائي عبد الرحمن مجيد الربيعي والقاص زكريا تامر والأديب إسماعيل فهد إسماعيل . ويبقى الهرم السياسي الكبير في حياتي هو يوسف سلمان ( فهد) القائد والمناضل السياسي الحقيقي بمؤلفاته وتضحيته من أجل الطبقة العاملة العراقية ومن أجل الشعب العراقي وتأسيسه الحزب الشيوعي ، في أحلك الظروف . كما يبقى الفنان الراحل الشفاف كمال السيد رمزاً حقيقياً من رموز الموسيقى والتلحين في العراق والعالم العربي لأبداعاته الكثيرة ولألتزامه بحب شعبه وتراثه . إن الشاعر والفنان والأعلامي الرائع الراحل كاظم الركابي ، كان علماً في كتابة الأوبريت والقصيدة الشعبية المناضلة والمجاهدة المعبرة . وقد أثار إعجابي أن يكون كاتباً للأوبريت ويتفوق به بالصنعة والتأليف كفن جديد على حياتنا الأدبية والمسرحية من حيث الفكر والحوار والصياغة والشخصيات والخبرة والموضوع وغير ذلك . أما الفنان الممثل والممخرج والشاعرالراحل عزيز عبد الصاحب فقد كان لقاؤنا الأول في عام 1959 على مقاعد الدراسة الأبتدائية يوم دخل علينا وأنا في الصف الرابع الأبتدائي كمعلم في حصة النشيد والموسيقى (؟) . واللقاء الثاني كان في فندق ( النبيلة كايرو ) في القاهرة عام 1985 يوم كنا نعرض مسرحيتنا ( صبوحة خطبها نصيب ) لفرقة المسرح الشعبي الكويتي وهو قد جاء مع الفرقة القومية العراقية للتمثيل ، وبدعوة من المعهد العالي للفنون المسرحية في مصر ، ليعرضوا مسرحية ( مساء التأمل ) وجمعنا لقاء جميل في غرفة نومه بالفندق المذكور ، وحيث قرأ علىََّ أبياتاً من قصائده الشعرية الجميلة . وظل الفنان الأستاذ المجتهد عزيز عبد الصاحب مواظباً ومجتهداً في خدمة المسرح العراقي و المسرح في الناصرية الذي قدم له مجموعة من المسرحيات منها مسرحية ( أكازو ) وغيرها وقد تتلمذ على يديه مجموعة من شباب المسرح في ذي قار .
لقد شارك القاص الراحل عبد الجبار العبودي في نشاطات جمعية الفنون والآداب وكان من العناصر النشيطة في إقامة الأمسيات الشعرية والقصصية وعلى مستوى الطباعة مع زملائه القصاصين في المدينة أمثال ( أحمد الباقري ومحسن الخفاجي وغيرهم ) لكنه وفي زمن الحقبة (البعثية ) السوداء وأيام غلق جمعية رعاية الفنون وحين أمر محافظ ذي قار آنذاك بأعتقالي ، فوجئت بأسم (عبد الجبار العبودي) ضمن الأسماء التي كتبت إفادتها ضدي في مديرية أمن ذي قار للأسف ، وأدعت بأنني قمت وفي مقهى ( أبو أحمد ) بأتهام المحافظ بأعتقال الشاعر وعضو الجمعية ( عبدالله الرجب) لأنه القى قصيدة شعبية ، حيث أنني لم أنكر ذلك كما سمعت . وترك بعدها المحافظ ( ه.ق.أ) مقعده مغتاظاً من حفل الجمعية الذي أقيم على مسرح بهو الأدارة المحلية وقتها !!

******
(*) The Body Guard
11.11.2009




#رحيم_الغالبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة مرور 42 عام على عملية نفق سجن الحله من السجناء الشيو ...
- قمر في الناصريه
- المفكربهاء الدين بطاح ..عندما انتحر..تعتدل الدنيا ج2
- القافز بعصا الزانه الى مجلس النواب القادم
- تفجيرات بغداد..الى متى سوء القياده الامنيه..والانشغال بدعايا ...
- الانتخابات العراقيه وعصا مجلس النواب لكي يقولوا جئنا لنبقى
- الانتخابت القادمه في العراق ج4
- العراق والانتخابات القادمه..والحرباوات..واعداء اليسار والديم ...
- في العراق...الانتخابات القادمه والحرباوات.....ج2
- العراق والانتخابات القادمه..والحرباوات..واعداء اليسار والديم ...
- الشاعر الانسان رحيم الغالبي
- البطانيه التموينيه ..ام البطاقه التموينيه..!!
- لاربعينك عبد الامير العضاض....باقة ورود
- الفنان طالب خيون امام جسر من طين ...!!
- سوريا و الصحف الصفراء والفضائيات الورديه ودفاعها عن الجوار و ...
- الى جواد كاظم بخصوص عالم رياض النعماني الابداعي
- قراءة ثانيه... رياض النعماني ( رذاذ على جبين غزاله )
- فوانيس.. لكامل الركابي(إاضاءة في العتمة)..
- التآمر ضد 14 تموز..يكررنفسه...يسرقون ويقتلون والشتم للشيوعيه
- مظفر النواب.. جاسم شياع يتوسل: لاتأتي...!!


المزيد.....




- قبل إيطاليا بقرون.. الفوكاتشا تقليد خبز قديم يعود لبلاد الهل ...
- ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية ...
- حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
- عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار ...
- قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح ...
- الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه ...
- تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
- مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة ...
- دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
- وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحيم الغالبي - حوار مع الاديب صالح البدري ابن الناصريه المغترب سنوات