عبد العاطي جميل
الحوار المتمدن-العدد: 2828 - 2009 / 11 / 13 - 00:58
المحور:
الادب والفن
... عدت إلى العاصمة لأبدأ من الصفر ، فلم أجده ...
... كيف ؟
... كل شيء هنا تغير ... المباني .. الناس .. النقل .. أي بؤس هذا ؟ الخطافة في كل مكان .. على عنيك أبن عدي .. وأمام من يحموننا ... لقد ابتليت بالتنقل يوميافي وسائل وظروف مخجلة ... لا علاقة لها بما تتناقله وسائل الإعلام . من حداثة ، وحكامة ، وتنمية ، وقرب ... وتلك أسماء وأوهام سموها للتسويق ...
... يبدو أنك ندمت على عودتك إلى العاصمة .. يا رفيقي
... لا ، أنا لا أندم على قرار أتخذه بنفسي ... مهما كانت عواقبه ...
... ولم كل هذا الغضب .. ؟
... وأنت ، ألست تشعر بما ترى ، وبما يجري ...لقد صدق الشاعر اليمني البردوني حين قال ما معناه " فظيع ما يجري ، وأفظع منه أن تدري ... " كما يردد صديق شاعر بما يجري ...
... أنا أشبه بميت المتنبي حين قال " ... من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام .
فأنا يا صديقي ، كلما خرجت مما يشبه العمل ... أعرج على حانة ، على عادة جدي أبي نواس رحمه الله ... وأداوني بالتي كانت هي الداء ... فأغرق في البراري .. { أقصد جمع بيرة .. الجعة بالفصحى } ..
ف "إن الأبرار لفي نعيم ... " ... { الأبرار : الذين يشربون البيرة }... حسب تفسير صديق مدمن الله يعفو عليه ..
... غيرتك العاصمة كثيرا .. يا رفيقي .. أخاف عليك أن تكون في نعيم ذي الجهالة ..كما قال المتنبي "ذوالعقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم ..
... أنت كذلك تغيرت لغتك ، ونظرتك ، هل ما زلت معلما ؟
... لا ، لم أكن معلما يوما ..كنت مجرد موظف يردد كالببغاء ما تقوله المقررات الدراسية والجذاذات ... حتى صرت جدجدا .. لقد تذكرت الجذاذات علي الآن ، أن أذهب إلى قفصي غير الذهبي لأشقشق وأزقزق ... إلى اللقاء ..
نونبر 2009
#عبد_العاطي_جميل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟