رحلة عابرة لمدافن السائرين

طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 2825 - 2009 / 11 / 10 - 04:47
المحور: الادب والفن
    

رحلة عابرة لمدافن السائرين

د. طلال الشريف




* هنا شاهد لقبر " الوفاء " قد ترك منذ زمن طويل لعوامل

تعرية" القيم "فاعترى وتنخل حتى بدا للناظرين أطلالا

من خيانات كثيرة



* هنا شاهد آخر على قبر رفات جندي شجاع مات في

حرب لم يدرك استغلال قائده السياسي بأنها كانت

مؤامرة من أجل السلطة



* هنا قبر تناثرت حجارته بفعل النفاق الذي مارسه

من بداخله طيلة عمره فقد قال لمن لا يستحق ما لا

يستحق وتشرف بالديوثين


* هنا قبر فوقه قبر آخر ليزيد الثقل على المدفون وما

كفاه ما فوقه من تراب من كثرة ما كان ينقل حكي بين

الناس ويشوه أعراضهم


* بس شفتلكو قبر ما هو بقبر، مفصفص حجاره، وطالع

بين كل حجر والثاني جمر أحمر من حمية القبر قالوا

انو هذا قبر مدفون فيه مدير مؤسسة أهلية كان يزور

الفواتير


* هنا كان قبر وشاهدان لم يعد لهما أثر لشاعر كذوب وقد

أقام الدنيا ولم يقعدها في تزييف الحقائق وحك الجرب

فقد قال للبشعين أنتم أقمارا ومات قبل أن يشفى من

الجرب


* بجانب هذه الشجرة يرقد حبيبا لي اسمه حيدر علمني

حروفا إنسانية كتبتها على جباه متعبة ولكنه أتعبني

طوال حياتي فقد لدغتني عقارب جمة من فصيلة

الإنسان المتسلق السامة


* هنا قبري أنا درويش الطيب فقد استغفله الانتهازيون

فداس عليه الساقطون في سهوة غياب الشفافية

والمحاسبة والقضاء النزيه


* هنا قبرها هي فقد صغرت على حبي الكبير ولم تدرك

كم أحببتها فذهبت مع الكلاب فأرسلوها إلي الذئاب

فمزقوها شر تمزيق لكنني أحبها


* هذا قبر هلس رعديد لم يحم نطفته فباعها بضحكة من

عاهرة تتقن فن الغمز واللمز فاستخدمتها جسرا للغني

فاكتملت رحلة عهرها بالمورستان


* هناك بجانب سور المقبرة يرقد صديقنا الخرمان لكل

نساء الأرض يستبضعهن بمال الممولين ولم يجدوا مكانا

حين موته إلا جانب هذا السور حيث يبول المارين على

جانب السور الآخر فينتعش صديقنا في قبره



* ناطور المقبرة أخدني وأراني قبر كله رخام كان صاحبه

قد وصي على الرخام من ايطاليا، عندما تقف جانبه

تسمع صوته يبكي من يوم أن دفن من ندمه على

هجرته

و

ترك بلاده


10/11/2009م
[email protected]
www.dtalal.jeeran.com

#طلال_الشريف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات