صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2825 - 2009 / 11 / 10 - 15:24
المحور:
الادب والفن
يرحلُ الإنسانُ كأنَّه نسمة عابرة
13
.... .... ... ... ....
بكاءٌ على مساحاتِ الخيالِ
تناديني
لا تسلّمُ الرُّوحَ ..
تقاومُ عبورَ الغمامِ
لا ترغبُ الرُّوحُ
أنْ تعبرَ وجنةَ اللَّيلِ
تطلبُ حضوري
من خلفِ البحارِ
يرتعشُ قلبي
أكتبُ نصّاً
حولَ وداعِ أمّي
تتعانقُ روحينا
أحسُّ بغصّةٍ
تتغلغلُ في أعماقي
لا تسلِّمُ الرُّوحَ
تطلبني بإلحاحٍ
حيرةٌ كبرى تُسَربِلُ
أجواءَ المكانِ
يغارُ إخوتي منّي
يبكونَ وهم يردِّدون
أولادُكِ حولكِ
فلماذا تلحّين
على حضورِ أخينا التائهِ
من سماءِ الغربةِ ..
من أين سنحضرُ لكِ صبري؟
الأرضُ قاسيةٌ والسَّماءُ عاليةٌ
تحرّكُ سبابتَهَا دلالةَ الرفضِ
أحدُ اخوتي يتذكّرُ صورتي
تفضّلي هوذا صبري
بسمةٌ من بين تجاعيدِ الموتِ
ترتسمُ على محيّاها
تمسكُ صورتي
تقبّلني قبلةً واحدة
ثمَّ تعبرُ غمامَ الحياةِ ..
دمعتي لم تتوقفْ طوالَ اللَّيلِ
اتمتمُ وحدي معَ أوراقي
في الطَّابقِ التَّاسعِ
من تلالِ الفراقِ
فراقُ الرُّوحِ عن الرُّوحِ
دموعٌ ساخنة انسابَتْ
فوقَ خدودِ غربتي
انكسرَتْ شجرة من جذعِهَا
في ركنِ الحوشِ
تسارعَتْ خشونةُ الرِّيحِ
رذاذاتُ مطرٍ
تناثرَتْ فوقَ المآقي
من بعد آلافِ الأميالِ
طفرَتْ دمعتي
أبكي مثلَ طفلٍ فقَدَ
أبهجَ اللُّعَبِ
يرحلُ الإنسانُ
كأنَّهُ نسمة عابرة
..... .... ... ... يتبعْ!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟