أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد أبوعبيد - العاطلون عن العقل














المزيد.....

العاطلون عن العقل


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2824 - 2009 / 11 / 9 - 16:12
المحور: كتابات ساخرة
    


لصحيح لُغة : العاطلون "مِنْ", لا "عنْ" , يقول الشاعر : "لا تنكري عطل الكريم من الغنى...فالسيل حرب ٌ للمكان العالي" .هي ضربة استباقية لِمنْ يتربص لِعلّة المبْنى غافلاً انتظام المعنى ,فآثرتُ خطأ ًشاع على صحيح ضاع .

البطالة العقلية في أصقاعنا العربية ,تفوق بطالة العمل , ذلك مردُه إلى اتخاذ بعضنا من العقل مجرد زينة جعلتنا مختلفين عن باقي المخلوقات . صحيح هو زينة , بَيْد أنه زينة لا تدب فيها الحياة إلا بالقيام بوظيفته التي أنشىء من أجلها , وأن يكون قياماً منطقيا ً لا شكلياً أو زائفا ً . ثمة وقائع تحصل, تكون ردود الفعل عليها وتداعياتُها الاختبار الحقيقي لصلاحية العقل ووحدة قياس لوزنه . وعلى إثر ذلك يتشكل الحدث الذي قد يصل إلى الحد الدموي .

إن ما يرتكبه العقل العاطل , أو المُعَطّل, تتجلى معالمه ,في المقام الأول, من خلال رد فعله على الحرية الفكرية , وكيفية التعاطي معها , حيث في عالمنا العربي يكون رد الفعل متمازجاً مع ما يقوم به عسكريون فاشيون ضد محتجين بطريقة سلمية , فلا ترحم هراواهم عظام المحتجين , ولا الرصاص أجسادهم. في المحصلة قد نَبيت على مجزرة بشرية , ونستيقظ على اعتقالات ,هذا إنْ كنا من الناجين .

لنا أنْ نقوْلب هذا المشهد الدامي ونتخيل المجازر الفكرية , والتنكيل الحاصل بحق أحرار الكلمة في وجه طواغيت الفكر وتابعيهم بغير إحسان. فالمجازر تُرتكب بحق النتاج الفكري, والقصف , وإنْ كلاماً وإعلاماً, يطال صاحب النتاج , فلا فرق ,حينئذ, بين عسكري فاشي تلقى أوامره من قائده , وامرىء بندقيته لسانه يُصوّبه نحو قلب الضحية الفكرية , بعد أن سلّم زمام عقله لولي أمره ,عفواً, لولي فِكْره .

تعطيل العقل , طوعاً أو كرهاً , هو ما سمح لآفات سلوكية وكلامية أن تتغلغل في مسامات الجسد العربي , وتتفشى في سائره ,فصار الخبر الكاذب هو الصادق ,وأصبحت الشائعة هي القرينة .علماً أن جزيئا ً بسيطا من مكوّن أية شائعة ,كاف ٍ لتحفيز العقل على التحرر من طوْر الخمول أو العطل, والانطلاق نحو الفاعلية والنشاط "التفكيري" , لأن المطلوب منه ليس اختراع جهاز ولا فك "شيفرة" في هذه الحالة .

لقد أصبحنا أمّة تنخرها الشائعات , وتنكّل بها ألْسُن الإفك ما استطاعت إلى ذلك سبيلا ً , وكأننا أمِرْنا أن نسعى في مناكب نشر الأكاذيب وشرها , وأن يكره أحدُنا لغيره ما يحب لنفسه , فصارت قصص النجاح أوثانا ً من الواجب أن نحطّمها , ونؤثم إنْ رفدناها ولو بالدعم المعنوي .كان بالمقدور لهذه الصورة أن تُقلب لو خلقنا لعقولنا فرص عمل "تفكيري" بدلاً من تقديمها هدية مجانية لأولي الفكر يشكلونها كما يشاؤون , ويلعبون بها كما لو أنها أحجار شطرنج.



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمّة الأدب لا تتحلى بأدب الحوار
- -أنا-... أذكى شخص في العالَم
- ...ومِن المثقفين مَنْ قَتَل
- إبْطال نظرية داروين.. ماذا عن -الداروينيين- العرب
- الشقيري في الحمّامات
- أمّةٌ تناقض ما تتباهى به
- نتذكرُهم حين باتوا ذكْرى
- ثوْرة أكثرُ نعومة
- سيّدتي.. إحْذري الضحكةَ والبنطال.. وقراءةَ المقال
- ديكتاتوريّاتنا الفردية
- فلنُعَرِّبْ.. إنّهُم -يُعبْرِنون-
- جاكسون العربيّ
- رقصُ فلسطين أفضلُ من خِطابها
- لغتُنا..التحْديث.. وظلمُ المرأة
- أقزام في الانتماء
- و كثيرُنا كان قليلا ً
- المُسْتثقِفون
- من يمنح من؟
- المدينة الفاضلة كما أراها
- إحذِفوا السينما، وليس بعض المَشاهد فقط


المزيد.....




- عن -الأمالي-.. قراءة في المسار والخط!
- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...
- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد أبوعبيد - العاطلون عن العقل