طارق عيسى طه
الحوار المتمدن-العدد: 2824 - 2009 / 11 / 9 - 01:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
زوبعة في فنجان
اثارت زيارة السيد لاريجاني كثيرا من التصورات والتنبؤات وقد قابل السيد لاريجاني المسؤولين ان كانوا من مجلس النواب والحكومة وتمت اتصالات مع الاحزاب والكتل خاصة الائتلاف الوطني وائتلاف دولة القانون
واكثر التنبؤات كانت حول جهود مكثفة بذلها السيد لاريجاني رئيس مجلس الشورى الايراني بصدد تكوين قائمة
واحدة للانتخابات بين قائمة الائتلاف الوطني وقائمة دولةالقانون , وقد صرح اليوم السيد جلال الصغير بان
هناك مفاوضات مكثفة وايجابية بين القائمتين , الا ان السيد حسن السنيد من حزب الدعوة اكد بان هذه اشاعات لا صحة فيها ولا توجد اصلا مفاوضات ووصفها بانها زوبعة في فنجان, ان المتتبع لاخبار العراق السياسية وتطوراتها التي تتواتر بسرعة والتي خبأت كثيرا من المفاجئات ان كانت سارة او غير سارة لم يكن متوقعا مثل هذا الاندماج الذي سوف يكون له تداعيات في مستقبل العراق ومستقبل القائمتين وانسحاب الكثيرين من مثل هذه العملية
ان المهزلة الاخرى هي تلكؤ مجلس النواب في اقراره قانون الانتخابات الجديد بعد ما يزيد على عشرة جلسات وتعثره وتحديه لجماهير الشعب العراقي في اقراره امتيازات للنواب من منحهم وعوائلهم جوازات سفر دبلوماسية
ولمدة ثمانية سنوات ومنحهم رواتب تقاعدية خيالية لا تنسجم مع الفقر المدقع وحاجة الجماهير الماسة الى المواد الاساسية للحياة عدا عن منحهم اراضي على نهري دجلة والفرات , بعد الحصول على القرارات اصبح قانون الانتخابات الجديد وبعد الجلسة العاشرة جاهزا للتصويت وتم اقراره ب 141 صوتا من عدد النواب الحاضرين
ان الشعب العراقي قد لمس لمس اليد نتائج المظاهرات والاحتجاجات التي قام بها في البصرة والعمارة والديوانية والناصرية وبغداد بان الحق يؤخذ ولا يعطى وحصلنا على اقرار القائمة المفتوحة وعليهم الان وكما سمعنا بداية من البصرة سوف تخرج المظاهرات والاحتجاجات مطالبة بسحب جميع الامتيازات التي حصل عليها اعضاء مجلس النواب لانهم ليسوا في المستوى الذي يؤهلهم للحصول عليها ,ولم يكونو لا في الانضباط والدوام ولا في الهمة والوطنية لتفضيل المصالح العامة على المصالح الشخصية حيث اقروا لانفسهم رواتب عالية وتقاعد ولم ينجزوا
اقرار الاتفاقيات المتراكمة لديهم على سبيل المثال لا الحصر اتفاقية النفط والغاز, اننا ننتظر وبصبر فارغ ان يبدأ
الشعب العراقي في اتخاذ قراراته بنفسه ويمارس الضغط على كل من له سلطة في العراق من اجل الحصول على المكاسب والشعب العراقي لا يخسر شيئا سوى اغلاله وسوى فقره ويكسب ديمقراطية حقيقية ويخلص من الديمقراطية العرجاء التي انعمنا بها المحتل الذي لا يعرف سوى مصلحته
طارق عيسى طه
#طارق_عيسى_طه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟