داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 2822 - 2009 / 11 / 7 - 14:15
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
كانت وما تزال المرأة تعاني انتهاكات وضغوطات الرجل في كثير من المجتمعات وتلاقي التعسف والعنف بكافة أشكاله، ولاسيما في المجتمعات العربية وبالخصوص المتخلفة منها، فالمجتمع الشرقي قديماً وحديثاً ينظر الى المرأة نظرة قاصرة ، ويعدها ناقصة العقل ، فقلل من ميراثها وجعل ميراث الرجل مضاعفاً أي ( للرجل مثل حظ الأنثيين) حتى عدها بمثابة بضاعة تباع وتشتري . وظلت المرأة تعاني هذه المفارقات والانتهاكات . بحقها فترة طويلة من الزمن تقاس بحجم تاريخها الطويل. فهي تضرب وتهان وتجوع ويعتدي عليها بشكل سافر وتنتهك كرامتها ، ولم تجد من يرفع الحيف عنها الا نادراً . أما اليوم وبالخصوص في كثير من المجتمعات الغربية فقد حصلت المرأة على ما كانت تحلم به وتصبو إليه ، حتى رفعت منزلتها وعرف قدرها وارتفع شانها ، وقد نالت مناصب اجتماعية وسياسية كثيرة، ففي بعض الدول قد حازت على منصب رئيس الوزراء او وزيرة فالرجل إذن قد أدرك أهمية المرأة ودورها في الحياة وجعلها شريك حقيقي لاهامشي .
يقال إن الرجل الايطالي المعروف عنه هو الحبيب المثالي الذي أحب المرأة وعشقها وضحى من اجلها وأعطاها كل ما تريد . وان الرجل الفرنسي كان رومانسياً قد هام في حب المرأة وجعلها المعشوقة التي تلبي رغباته وهو ايضاً بدوره يلبي كل ما تطلب منه بنفس راضية وقلب مطمئن . ويقال إن الرجل الانكليزي قد تفوق على كل هؤلاء بتقديره للمرأة واحترامها إضافة الى حبه الخاص لها حتى كان يساعدها في شؤون المنزل كغسل الصحون والأواني وشراء جميع ما تحتاجه الأسرة من احتياجات ، وهو بذلك كما يرى علماء الاجتماع قد تفوق على أقرانه وايضاً قد أنصف المرأة وساواها مع نفسه . إن المرأة متى ما شعرت من إن الرجل قد اعترف بحقها وأنصفها ولم تشعر بأنها اقل منزلة منه واقل شأناً، فسوف تخلص للرجل وتحافظ على اسرتها ، وستعمل على إسعاده ونجاحه في عمله ، حتى قيل : إن وراء كل رجل عظيم امرأة ، فالرجل العظيم لايستطيع تسلق وارتقاء سلم العظمة مالم تكن بجانبه امرأة تسهر على راحته وتشد أزره وتوفر له احتياجاته، لان اليد الواحدة لاتصفق كما يقال ، فالمرأة نصف الرجل ولايمكن إن يعيش الرجل بنصف واحد ويواصل الحياة بمتاعبها وهمومها ، مالم تكن بجانبه امرأة قوية تعرف حقوق الرجل قبل إن يعرف الرجل حقها . فهناك اذن تعاون مشترك يقع على عاتق الطرفين لصنع حياة مثالية ، عصرية ترتقي ومتطلبات العصر الذي تطور فيه العلم ووصل الى أعلى درجاته.
#داود_السلمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟