|
ضرورة تجسيد التعددية الحزبية في العراق ولكن!
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2821 - 2009 / 11 / 6 - 21:09
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
هنا لا اقصد ان اثبت للناس انتفاء اسباب و مبررات و ضرورات وجود الاحزاب بكافة انواعها، و انما ما اريد ان ابينه هنا ما يمكن توضيحه من التعددية الحقيقية و تمييزها مع الزائفة بتقييم الواقع السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي و متطلباته و ما تفرضه الحياة السياسية من توفير الادوات و المستلزمات الضرورية و اليات ملائمة لتنظيم حياة الناس و تسيير احوالهم المعيشية من اجل تقدمهم بشكل سلس نحو الامام من جميع الجوانب، و هذا ما يمكن ان نعتمد عليه لبيان كيفية جعل الحياة العامة للشعب منتظما و جميلا و تتحقق فيها اماني و اهداف كافة المكونات الاساسية، في حال ترسخت فيها المباديء الاساسية للديموقراطية و الحرية و تمتعت المكونات بمستوى مقنع من الثقافةالعامة و وعي عام شامل و كامل. هنا ننوي ان نوضح دور الحزب الايجابي في هذا المضمار و امكانية اشتراكه في التنمية و التطور الديموقراطي و التمدن و التقدم الاجتماعي الثقافي العام، و من الممكن ان يكون له الدور السلبي ايضا في المقابل كطرف نقيض لما يمكن ان يكون عليه و يدفع المجتمع الى التراوح و التاثير عليه من الجانب الاجتماعي و بالاخص من جانب الروابط الاجتماعية بين المكونات، و الجانب الاقتصادي ايضا، باعتبار الحزب منظومة سياسية ايديولوجية منضوية تحت خيمة تنظيمات سياسية في اطار معين يضم مجموعة من المتوافقين فكريا و عقيديا او قريبين من البعض من الجوانب الفكرية الفلسفية الايديولوجية، و مؤمنين بمجموعة من المباديء العامة و مقتنعين بفلسفة محددة ومعينة متوائمة مع الواقع الذي تواجدت فيه، و يتميز بانه متكون من تركيبة تعمل على تحقيق الاهداف و الشعارات المركزية المتفقة عليها . و يناضل او يعمل في احسن الاحوال على ايصال ما يؤمن و يستحصل للمجتمع لكسب ودهم و ميلهم و ثقتهم عن طريق مشاريع و وسائل متعددة، و من ثم دعمهم للوصول الى السلطة في سبيل خدمتهم و تحقيق اهدافهم العامة، اي الحزب وسيلة منبثقة من الشعب و من اجل الشعب وهو منظومة متعددة الاوجه تهدف تحقيق الامنيات العامة لابناء الشعب كافة دون استثناء . و من هنا يمكن ان نتاكد بان الحزب الاصيل الحقيقي المتميز المتسم بالصفات الجوهرية النابعة من اماني الشعب يكون مولود من خضم التطورات التاريخية و كاحد اهم متطلبات العوامل الموضوعية و الذالتية و منبثق من تداعيات و معطيات ضرورات التاريخ بما فيه من الوعي و الثقافة العامة، و عندئذ ينبثق او يولد من رحم المجتمع و بشكل طبيعي، و يكون الشعب حاميه و محافظ عليه و ساهر على بقائه و تطوره و يزكيه بشكل مباشر و يؤمٌن طريقه في السير نحو الامام . و لا يمكن لاي حزب كان ان ينفلق في لمحة بصر و في غفلة من الزمن و لم يتمتع بفكر و فلسفة و اهداف تدفعه الى التطور و التنمية و ان لا يكون صاحب عقائد و منطق عقلاني واقعي داعم للاصلاح و التغيير المناسب ان يستمر وان لا يضمحل و ينقرض بانتفاء مسبباته الانية، و مثل هكذا احزاب لن تكون لها طعم و لون و جاذبية مهما حملت من الايديولوجية النظرية ، و ربما لم تسنح له فرصة التنمية و التطور النوعي و العددي لمدة قصيرة و تنتهي من جراء مسيرة الحياة و التاريخ، ان لم يتلائم مع الواقع و ينسجم مع المستجدات السياسية الاقتصادية و الثقافية و الاجتماعية العامة للمجتمع بشكل مباشر. عندما ينعكف اي حزب على تحقيق اهدافه بنهج معين و يتعامل مع الواقع من اجل تنمية و بقاء الموالين و المؤيدين المؤمنين به، و يمثلهم في المواقع التي يعتليها و يصبح قوة كاملة للتعبير عن افكار المنتمين و المناصرين و يدافع عن مصالحهم اينما كانوا . هذا هو الدور الاهم الذي يجب ان يلعبه اي حزب و يؤدي واجباته و يحقق اهدافه و امنيات المنتمين و الموالين و المناصرين الذين تجمعوا من حوله، و في نفس الوقت يصبح داعما و مشاركا اساسيا في تطوي و تنمية العملية الديموقراطية و يفسح اكبر المجالات لمشاركة الشعب في الحياة السياسية و في كيفية اقرار القوانين العامة كحق سياسي ديموقراطي طبيعي له. و كذلك للحزب الدور الهام في ضمان تحقيق المباديء الديموقراطية من تداول السلطة و الانتخابات و حرية التعبير و الصحافة و الاعلام، و في تنظيم امور المواطنين و تحقيق المصالح المشتركة ان كان طبيعيا في الشكل و التركيب و الولادة منذ انبثاقه الاول . و استنادا على هذه الارضية و الشروط المطلوبة من حيث هوية الحزب و واقعه و اهدافه و شعاراته و تركيبته و عقائده و فلسفته و نهجه و ثقافته العامة و قياداته، و بعد القاء النظرة الواقعية الوافية على جميع الاحزاب السياسية العراقية العريقة والجديدة و ما يتصفون به و بمختلف مسمياتهم، اننا نعتقد بانهم متشابهون لحد كبير في الشكل و الاطر و التركيب و المضمون و لا يمكن التميز الحقيقي ولو بشكل طفيف بينهم ، الا العدد القليل الواضح الرؤى و النظرة الى القضايا و ما يحملون من الاهداف، و لذلك لا يمكن ان ندعي بان هناك تعددية حزبية حقيقية بمعنى الكلمة، و عليه يمكن دمج اكثريتهم مع البعض دون ان يشكل هذا الاندماج خللا في عملهم . فلم يبق الا عدد قليل و هو مختلف عن الاخرين، و عندئذ يمكن ان نصنفهم و يكون لهم ادوارهم و تاثيراتهم الحقيقية المباشرة على الواقع السياسي و الاجتماعي العام و ضرورة وجودهم تفرض نفسها على الساحة السياسية. اما اليوم فلم نجد الا الفوضى و المسماة بالاحزاب الموجودة الان وهي المنبثقة على اسس مستندة على المصالح الشخصية و الفئوية البحتة او بطلب من خارج الحدود، و لذلك نرى بعد فترة و اخرى اختفاء احزاب و انفلاق اخرى ، و انني على اعتقاد بان استقرار الاوضاع السياسية سيؤثر بشكل جذري و مباشر على انواع و اعداد الاحزاب و السلم و الامان يزكي الحزب الاصيل الذي تولده الضرورة التاريخية الملحة في جو طبيعي و يكون في خدمة الشعب و وسيلة هامة لتطوره و تنميته . و لذلك يمكننا ان نقول بان العراق بحاجة الى التعددية الحزبية الواقعية الحقيقية و التي تساعده على تطبيق مباديء الديموقراطية الحقيقية و جوهرها و مبادئها الاساسية، و لكن ليس كما هو حال الموجود الان على الساحة السياسية ، من الفوضى و التخبط .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل تثبت تركيا مصداقية سياستها الجديدة للجميع
-
المركزية لا تحل المشاكل الكبرى بل تعيد التاريخ الماساوي للعر
...
-
من يمنع اقرار قانون الانتخابات العراقية
-
لازالت عقلية الواسطي منغمصة في عهد ذي القرنين
-
هل بامكان احدما اعادة البعث الى الساحة السياسية العراقية
-
فلسفة التعليم في العراق بحاجة الى الاصلاحات و التغيير
-
تكمن الخطورة في تصادم استراتيجيات الاطراف العراقية
-
كيف تُحل القضايا الشائكة العالقة في العراق
-
هل بعد الاحد و الاربعاء يوم دامي اخر
-
ألم تستحق مجموعات السلام الاستقبال المشرٌف
-
سلامي و عتابي ل(الاتحاد) الغراء
-
ما العائق الحقيقي امام اقرار قانون الانتخابات العراقية
-
ما مصير قانون الانتخابات العراقية
-
ان كانت الدائرة الواحدة هي الحل في الانتخابات ، فما المانع؟
-
تصريحات مسؤولي دول الجوار تدخل في شؤون العراق الداخلية
-
فيما يخص ايجابيات و سلبيات القائمة المفتوحة و المغلقة
-
تطورات الاوضاع العالمية تتطلب يسارا واقعيا متعددة الاوجه
-
اي حزب يبني مجتمع مدني تقدمي في العراق ؟
-
تصادم المواقف و تقاطع الاراء يؤثر سلبا على المجتمع ان لم يست
...
-
هل الفساد نخر الهيكل الاداري العام في الدولة العراقية ؟
المزيد.....
-
أدلة جديدة على قصد شرطة ميلان قتل المواطن المصري رامي الجمل
...
-
احتفالات بتونس بذكرى فك حصار لينينغراد
-
فرنسا: رئيس الوزراء يغازل اليمين المتطرف بعد تصريحات عن -إغر
...
-
نقطة نظام النائبة البرلمانية الرفيقة نادية تهامي، باسم فريق
...
-
الرفيقة إكرام الحناوي، عضو فريق التقدم والاشتراكية بمجلس الن
...
-
رشيد حموني، رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، يوجه
...
-
من اليمين واليسار...انتقادات لبايرو بعد تصريحاته عن -إغراق-
...
-
مسؤولة كردية رفيعة تطالب تركيا بإجراءات تخص عبد الله أوجلان
...
-
ملف الهجرة: رئيس الحكومة الفرنسية -يغازل- اليمين المتطرف؟
-
غارات تركية على مواقع تابعة لحزب العمال الكردستاني قرب قصر ش
...
المزيد.....
-
محاضرة عن الحزب الماركسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2
/ عبد الرحمان النوضة
-
اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض
...
/ سعيد العليمى
-
هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟...
/ محمد الحنفي
-
عندما نراهن على إقناع المقتنع.....
/ محمد الحنفي
-
في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟...
/ محمد الحنفي
-
حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك
...
/ سعيد العليمى
-
نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب
/ عبد الرحمان النوضة
-
حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس
...
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|