أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - يعقوب ابراهامي - اليسار والصراع العربي-الاسرائيلي (1)















المزيد.....

اليسار والصراع العربي-الاسرائيلي (1)


يعقوب ابراهامي

الحوار المتمدن-العدد: 2821 - 2009 / 11 / 6 - 18:26
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


بعد قرن من الصراع الدامي بين شعبينا، المتنازعين على قطعة أرضٍ مشتركة، وبعد آلاف القتلى والجرحى والمشردين ، وبعد أن ارتكب كلا الجانبين كل الأخطاء الممكنة (والأفعال المنكرة) ، وبعد أن رقص الدجالون والمشعوذون (من كلا الجانبين) على أشلاء ضحايانا، وبدلاً من التعلم من عبر الماضي والعمل، رغم الجروح والآلام ، من أجل "فلسطين وإسرائيل جنباً إلى جنب" ، يريد الباحث والمفكر العربي عبد الحسين شعبان ("الحوار المتمدن" ، 24.10.09 ) الرجوع بنا إلى نقطة الصفر، وبجعبته "حل" لمأساة الشعب العربي الفلسطيني. هذا الحل هو: أن تتكاتل "جميع مؤسسات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان والنقابات والبرلمانات والاتحادات النقابية والمهنية العربية الإسلامية ، وبالتعاون مع الجهات الرسمية، لحشد جميع الجهود وتكرار ذلك سنوياً لحين يتمكن العرب من إلغاء وعد بلفور وما ترتب عليه من ظلم تاريخي." ولم ينس المحامي شعبان أن يطالب "بريطانيا بالاعتذار بسبب الظلم التاريخي الذي أُلحق بالعرب والمسلمين وبخاصة الشعب الفلسطيني."

ما هو الحل الذي يقترحه اليسار العربي للصراع العربي-الإسرائيلي؟
لم يفصح عبد الحسين شعبان عما يقصده بالضبط ب"إلغاء الظلم التاريخي الذي ترتب على وعد بلفور". قد يعود ذلك إلى أنه ، كما قال، "لا يريد هنا مناقشة تاريخ القضية الفلسطينية". وهذا أمر يؤسف له. لأن الغموض الذي يعتري موقف اليسار العربي من الصراع العربي-الإسرائيلي يضر بقضية العمل من أجل تسوية عادلة للنزاع ويخذل اليسار الصهيوني في اسرائيل في نضاله من أجل دحر اليمين الإسرائيلي.
أحمدي نجاد أيضاً يريد "إلغاء الظلم الذي لحق بعرب فلسطين". (ناهيك عن "حزب الله" وأسامة). نحن نعرف بالضبط ما يعنيه أحمدي نجاد بذلك. هل هذا هو أيضاً ما يعنيه عبد الحسين شعبان؟ هل هذا هو أيضاً ما يريده اليسار العربي؟ نحن لا نعتقد ذلك طبعاً. ولكن إذا كان اليسار العربي يفهم من "إلغاء الظلم الذي لحق بعرب فلسطين" غير ما يفهمه أحمدي نجاد، لماذا لا يقول ذلك صراحة، بلغة واضحة لا تقبل اللبس، بلا لف أو دوران؟

صراع قومي وليس صراعاً دينياً:
عبد الحسين شعبان يتكلم عن " الظلم التاريخي الذي لحق بالعرب والمسلمين" ويدعو إلى تكاتل جهود "الاتحادات النقابية والمهنية العربية الإسلامية".
لا نستطيع أن نفهم لماذا ينجر مفكر يساري وراء القوى الظلامية (في كلا الجانبين) ويحاول إقحام الدين في صراع هو صراع قومي في جوهره.
تاريخ النزاع العربي-الإسرائيلي مليء بمحاولات القوى الدينية المتطرفة ، من كلا الجانبين، لتحويل الصراع من صراع قومي إلى صراع ديني. ولا نستطيع القول أنهم لم يسجلوا في ذلك نجاحات كبيرة (انظروا إلى ما يجري في غزة أو إلى ما يفعله "المستوطنون" المتطرفون اليهود في الخليل وباقي الأراضي المحتلة) .
ولكننا نتحدث هنا عن اليسار وعن واجبه في التصدي لمحاولات قلب الصراع إلى صراع ديني وفي هذه النقطة بالضبط فشل المفكر اليساري شعبان.
هل يعتقد المثقف والمفكر اليساري العربي عبد الحسين شعبان إن "الدفاع" عن "الأقصى" ، مثلاً، من قبل الجماعات الظلامية الإسلامية، يخدم قضية الشعب العربي الفلسطيني؟ وما الفرق بين هذا "الدفاع" المزعوم عن "الأقصى" و"الدفاع" المزعوم عن "الهيكل" من قبل الجماعات الظلامية اليهودية؟
ولماذا يحاول المفكر اليساري شعبان أن يجند المؤسسات الإسلامية بدل أن يقول لهم بصراحة ووضوح و بلا لف أو دوران: لا دخل لكم في هذا الموضوع. هذا صراع قومي وليس صراعاً دينيا ؟ً.

وجهان لقصة واحدة:
عبد الحسين شعبان "لا يريد مناقشة تاريخ القضية الفلسطينية". ولكن هذا لا يعطبه الحق في سرد نصف "القصة" وإخفاء النصف الثاني وهو دور الرجعية العربية في خلق مأساة الشعب العربي الفلسطيني.
يقول شعبان: " تتوجت الجهود الدبلوماسية الصهيونية والدولية لإصدار الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم ،181 المعروف بقرار التقسيم، والذي تم على أساسه إنشاء دولة “إسرائيل” في 15 مايو/ أيار ،1948 ومن ثم بدأت عمليات التوسع والقضم لكامل فلسطين عبر حروب واعتداءات لا تزال مستمرة حتى الآن".

هل هذه هي كل القصة؟ هل هذه هي كل الحقيقة؟ إليكم النصف الثاني من الحقيقة الذي يخفيه شعبان:
في عام 1948 وافقت القيادة اليهودية في فلسطين على قرار هيئة الأمم المتحدة القاضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين : دولة يهودية وأخرى عربية (نذكر هنا إن موافقة القيادة اليهودية المعتدلة على قرار التقسيم قد جوبه بمعارضة شديدة من جانب العناصر القومية المتطرفة في الحركة الصهيونية التي كانت تريد "كل فلسطين"، تماماً مثل "قرائنهم" في الجانب الآخر).
وفي 15 أيار 1948، على أثر انسحاب القوات البريطانية من فلسطين، أعلن ممثلو المواطنين اليهود في فلسطين ("اليشوب") عن قيام دولة اسرائيل : دولة يهودية ديمقراطية ، في الجزء المخصص لها وفقاً لقرار التقسيم.
قرار التقسيم وقيام دولة اسرائيل حظيا بتأييد القوى التقدمية في العالم. وفي "وثيقة الإستقلال" التي تعد الأساس القانوني لقيام الدولة ، والتي كان من بين موقعيها ممثل الحزب الشيوعي، جاء ما يلي:
"إننا نمد يد السلام وحسن الجوار لكل الدول المجاورة وشعوبها وندعوهم إلى التعاون والعمل المشترك مع الشعب العبري المستقل في أرضه. إن دولة إسرائيل مستعدة لأن تقوم بدورها في العمل المشترك من أجل تقدم الشرق الأوسط كله.
"إننا ندعو أبناء الشعب العربي مواطني دولة إسرائيل لأن يساهموا في بناء الدولة على أساس المساواة التامة في المواطنة وعلى أساس التمثيل المناسب في كل أجهزة الدولة."
(لكي نزيل أي مجال للشك نؤكد أننا لا ندعي إن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة سارت وفقاً لما جاء في "وثيقة الإستقلال". على العكس من ذلك تماماً، وهذه إحدى المعارك التي يخوضها اليسار الصهيوني الإسرائيلي، سوى أننا هنا في مجال البحث عن ظروف قيام دولة اسرائيل.)

أما قيادة الحركة الوطنية العربية في فلسطين فقد رفضت قرار التقسيم، وتحت شعار "كل فلسطين للعرب" أضاعت كل فلسطين. و باسم "إنقاذ فلسطين"، أعلنت الأنظمة الرجعية العربية، الإقطاعية والملكية، المتعاونة مع الإستعمار، الحرب لإحباط مشروع التقسيم ومنع قيام دولة إسرائيل، ، فكانت النتيجة نكبة الشعب العربي الفلسطيني وتشريده.
(مرة أخرى، نحن لا نريد هنا "تبرئة" ساحة الجانب الإسرائيلي وإخفاء "حصته" في المسؤولية عن "النكبة").

من المسؤول عن تأخر الدول العربية وانعدام الديمقراطية فيها؟
المثقف والمفكر اليساري العربي عبد الحسين شعبان يعرف الجواب على هذا السؤال. إقرأوا إن كنتم لا تصدقون:
"خلقت بريطانيا طبقاً للتصريح “الوعد” بؤرة نزاع دفعت منطقة الشرق الأوسط أثماناً باهظة بسببها، من مواردها البشرية والمادية، فضلاً عن ذلك أصبحت هذه البؤرة سبباً في شن الحروب والعدوان وتهديد السلم والأمن الدوليين وفي المنطقة، ناهيكم عن تعطيل التنمية والديمقراطية، بالانشغال بالتسلح، وتبديد الثروات، الأمر الذي جعل المنطقة مرجلاً يغلي باستمرار ويهدد بالانفجار".

"البؤرة" ، إن كنتم لم تفهموا حتى الآن، هي دولة اسرائيل (هل هناك من القراء من يذكر "دولة إسرائيل المزعومة"؟). هذه "البؤرة" هي المسؤولة عن تأخر الدول العربية وانعدام الديمقراطية فيها. وكل إنسان عاقل يعرف ماذا يجب أن يكون مصير " بؤرة" كهذه.
هل هناك دفاع عن الرجعية العربية خير من ذلك؟
هل عبد الحسين شعبان مفكر يساري أم إنني مخطئ؟



#يعقوب_ابراهامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الستالينيون (اخيرة) : يعيشون في الماضي
- الستالينيون (5) : تزوير التاريخ
- الستالينيون (4) : حسقيل قوجمان ضد فريدريك انجلز
- الستالينيون (3) : الكذبة المفيدة
- الستالينيون (2) : فقر الفلسفة (كطول المقال)
- الستالينيون (1) : دكتاتورية البروليتاريا بين المأساة والمهزل ...
- الديالكتيك المستباح (أخيرة) : ما للماركسية ولنشأة الكون؟
- الديالكتيك المستباح (4) : الأنفجار العظيم
- (الديالكتيك المستباح (3
- الديالكتيك المستباح (2)
- الديالكتيك المستباح (1)
- حسقيل قوجمان -يؤمن- بماركسية بلا كارل ماركس (أخيرة)
- حسقيل قوجمان -يؤمن- بماركسية بلا كارل ماركس (3)
- حسقيل قوجمان -يؤمن- بماركسية بلا كارل ماركس (2)
- حسقيل قوجمان -يؤمن- بماركسية بلا كارل ماركس (1)


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - يعقوب ابراهامي - اليسار والصراع العربي-الاسرائيلي (1)