أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مازن مرسول محمد - هل من عودةٍ للعقل ؟














المزيد.....


هل من عودةٍ للعقل ؟


مازن مرسول محمد

الحوار المتمدن-العدد: 2821 - 2009 / 11 / 6 - 00:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هل من عودةٍ للعقل؟
د. مازن مرسول محمد
في عددٍ من أعداد مجلة النبأ كتبت مقالاً تحدثت بهِ عن الدكتور العلامة علي الوردي وكيف بدا الاحتفاء بهِ ولكن التساؤل الرئيس هو متى كان هذا التكريم وإبراز معالم علمية الوردي ، والجواب يسير هو بعد مماتهِ .
ولم أستغرب حقيقةً عندما قرأت للدكتور علي وتوت في هذا الموقع مقالاً يتكلم به عن علم من أعلام العراق وعلم الاجتماع الدكتور متعب مناف وكيفية مجابهة علم هذا الإنسان وكيفية التناغم معه ، فالأمر سيان بين الوردي ومناف وستبقى سلسلة التهميش القصدي مستمرة ولا نعرف مداها .
ما نود أن نطرحه هنا هو تساؤلات حول إشكالية هذا السلوك ، ومن ذلك نتساءل ونقول مثلا : هل إن سلوك تحجيم وتقويض إبداعات المبدعين والعلماء في حياتهم في المجتمعات العربية -ولا يشذ عنها المجتمع العراقي - هو قالب ثابت ناشئ مع الشخصية أم هو مكتسب ؟ ولماذا هذا التحامل على المبدعين ، فنحن لا نكاد أن نعرف المبدع إلا بعد مماتهِ أو قد يُغيّب أصلاً ؟
فأين دور العقل في ذلك ؟ أليس من الحكمة لبناء مجتمعٍ راقٍ نوعاً ما الاستعانة بالمبدعين ، فهل من المعقول أن تتسلق مجتمعاتنا سُلّم التطور والعصرية بالمتخلفين من الناس ؟
ربما يعود الأمر إلى العصبية التي نشأت عليها بعض المجتمعات العربية وما تتضمنه من أمورٍ كثيرة ، منها الانوية دون المصلحة الجماعية ومحاولة اكتساح الغير وأن كان نافعاً ومشروعاً مستقبلياً ، لأغراض تعود إلى الفكر الضيق – إن كان الفكر موجوداً – الهادف إلى تنحية كل علم والادعّاء بأحقية الإبداع حتى وأن كان لا يمثل درجة واحدة مما يسمى ألإبداع .
لعل تقهقر مجتمعاتنا العربية نوعاً ما وعدم مواكبتها لمجتمعات التوطين الصناعي والتكنولوجي والمعلوماتي يعود لعدة أسباب ومنها ما ذكرناه هو عدم اتخاذ المبدعين كركائز للبناء عليهم مستقبلاً ، وإنما إجهاض علمهم وإبداعهم قبل أن يولد ، فلا يحظى علماء المجتمع العربي بالأهمية الكبرى التي ممكن أن تجعل منهم أنداداً للفكر والإبداع الغربي ، وعلى العكس من ذلك نجده في المجتمعات المتقدمة ، فجزءً كبيراً مما وصلت له يعود إلى غرس العلماء والمبدعين كأساسات لبناء هذه المجتمعات وتدعيمهم دون قص أظافرهم والاهتمام بهم للأغراض التنموية المستقبلية .
وهنا يلعب الوعي العقلي دوراً كبيراً في ذلك ، فلماذا تهتم تلك المجتمعات بمبدعيها ، هل هو للاحترام الشخصي والتكريم فقط ، أم لأنهم ثروة لا تنضب ستعُد لاجيالٍ قادرة على أعانة وإيصال المجتمع وبقاءهِ متربعاً على عرش التطور والتقدم .
أن المشكلة اليوم قد لا تقف عند هذا الحد فقط في تجاهل شيءٍ أسمه المبدع وعدم إعطاءهِ حقهِ بالشكل الوافي ، وإنما الأمر قد ينسحب إلى الجذور ، فكما هو معلوم إن للعلم تراكمية واضحة فلم يصل المبدعون إلى ما هم عليه إلا بتراكم علمي وفكري متواصل ، وهم يعدّون لإنشاء جيل شاب علمي واعي ، لكن ما يحدث هو قتل الطاقات الشابة التي هي مشاريع إبداع وعلماء ، دون احاطتها بهالة من التحفيز والاهتمام .
فكيف ينهض جيلاً من العلماء ومعلميهم قد تم وضعهم في قيعان العزلة والمحددات المختلفة ، فالأمر قد تم الحكم عليه بالسقوط منذ بادئ الأمر .
فلو عرفنا حق استخدام العقل لوجدنا انه من المنطق أن نُعلّي من شأن علمائنا ومبدعينا ، لان تطور وازدهار مجتمعاتنا أن تحقق لها ذلك في الأفق القادم سيحتفظ بالجميل لأسباب النهضة وهم المبدعون والعلماء .
إن ما أثارنا لقول ذلك هو اخطر من الإشارة له في هذا المقال فقط ، الأمر الذي جعلنا بعد قراءة مقال الدكتور وتوت سابقا ربطه بما يجري الآن من أحداث.
لذا لا تتعجب يا وتوت إن وجدت أستاذك كمبدع لا يُعار له أهمية في حياتهِ إلا بشيءٍ يسير ، فهو شخصٌ واحد فما بالك بجيلٍ من المبدعين الذين يحاولون رغم تقويض أساتذتهم ، من النهوض فلا يجدون من يساعدهم لذلك ، وإنما يجدون التقزيم والانتقاص منهم .



#مازن_مرسول_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هذا الكاتب أكل في أفخم مطاعم العالم وهذه أفضل الوجبات التي ت ...
- المغرب.. غزارة الأمطار تغرق شوارع طنجة
- مأساة تزلج تتكرر بعد 63 عاماً، حادث طائرة واشنطن يعيد كابوس ...
- عضلة أنسجة اصطناعية تنمو مع القلب.. حل علمي مبتكر قد يعالج ا ...
- بيسكوف: -بريكس- لا تعتزم إصدار عملة موحدة بل منصات استثمارية ...
- -ترامب لن يستسلم-.. تعليق إسرائيلي على الضغوط الأمريكية على ...
- مشاهد قريبة وجديدة للحظة تصادم مروحية عسكرية بطائرة ركاب فوق ...
- أمريكا تحذر لبنان: لا مكان لـ-حزب الله- في الحكومة الجديدة
- باشينيان يقترح تعديل نص النشيد الوطني الأرمني ويحدد -القافية ...
- تقنية حديثة تكشف أسرار مدينة مفقودة عمرها 600 عام مدفونة تحت ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مازن مرسول محمد - هل من عودةٍ للعقل ؟