أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرسول حيدر - لكي لا يعود البعث الحلقة الأولى















المزيد.....

لكي لا يعود البعث الحلقة الأولى


عبد الرسول حيدر

الحوار المتمدن-العدد: 2819 - 2009 / 11 / 4 - 02:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنت أكتب في سنوات البعث العفلقي العجاف وأفضح ممارسات العفالقة الوحشية وأساليبهم الدنيئة لتدمير العراق وقتل وتشريد أبنائه... وعندما سقط الصنم وتهدمت مملكته الدموية التي بناها من الجماجم والدم والتي ضن شاعرهم أنه "تتهدم الدنيا ولا يتهدم" كنت من السباقين للعودة للوطن الحبيب وكان يحدوني الأمل في العيش الأفضل لأبناء شعبي ورحت أكتب مرة أخرى لأوضح أو أنتقد أو أنصح أو أحلل أو أرصد ولكني وصلت إلى حالة ضننت إن الأزمة قد أفلتت والقتل أصبح شريعة الحكم والسلب والنهب والدمار والمحسوبية والمنسوبية وكل شيء سلبي أصبح هو الطاغي فتركت الكتابة رغم الدعوات من كثير من الأخوة والأخوات للعودة إلى الكتابة مرة أخرى لحاجتي إلى بعض الوقت للخروج من صدمة ما أرى والذي ما تخيلت أن أراه بعد أن منّ علينا الباري بما ضنناه الحرية من استعباد البعث العفلقي .
وأعود مرة أخرى إلى الكتابة لأنني متيقن إنه لو لم نكتب ونحارب التوجهات التي تجرنا وبلادنا إلى الوراء سنجد أنفسنا مرة أخرى في عصر صدامي جديد بأسماء جديدة وواجهات مختلفة ومسمياة حديثة وعصرية ولكن بنفس الروحية والواقع العفلقي الرهيب بإجرامه وتشويهه لحياة الناس .
وأبتدأ بهذه السلسلة " لكي لا يعود البعث" بـــــ
الحلقة الأولى
المالكي والعمل المؤسساتي
اليوم الثالث من كانون الأول 2009 أرسل السيد رئيس الوزراء العراقي الأستاذ نوري المالكي رسالة الى السيد أياد السامرائي رئيس مجلس النواب العراقي يطالب فيها بعدم استجواب الدكتور حسين االشهرستاني وزير النفط لأنه وكما جاء في الرسالة سيجعل شركات النفط والمستثمرين الأجانب متخوفين من الاستثمار في العراق.
هذه ليست المحاولة الأولى للسيد رئيس الوزراء (ولن تكون الأخيرة) فقد حاول بكل ما يستطيع إيقاف هذا الاستجواب بطرق مباشرة مثل الاجتماع برئيس مجلس النواب لحثه على الوقوف إلى جانبه في هذا الموضوع ودفعه الشيخ خالد العطية النائب الأول لرئيس البرلمان لعرقلة هذه العملية الديمقراطية الرقابية المؤسساتية ولكن أنقلب السحر على الساحر وقام 138 نائباً بتوقيع طلباً لسحب الثقة من الشيخ العطية الذي حاول قبل ذلك جاهداً في إيقاف عملية استجواب وزير الكهرباء وقبله وزير التجارة .
إن ما قام به السيد المالكي ليس جديداً بل هو استمرار لمسلك الأحزاب الشمولية هذه الأحزاب التي تعتمد في عملها أساساً على استخدام كافة الوسائل المتاحة لاستلام السلطة ومن ثم حرق تلك الوسائل لمنع الآخرين من أخذ السلطة منهم كمرحلة أولى لمرحلة " العراقيون دعاة وإن لم ينتموا" و " إذا قال المالكي قال العراق" و " العراق قاعدة الانطلاق لتحقيق الوحدة من طنجة إلى جاكرتا" فلا مؤسسات ولا برلمان ولا اتحادات ولا قضاء مستقل ولا رقابة ولا جامعات ولا مدارس ولا وزارات ولا حكومة ولا شعائر دينية متخلفة ولا ولا ولا إلا مؤسسة الحزب التي هي مؤسسة الشعب والتي هي البرلمان والتي هي المدرسة والتي هي الجامعة والتي هي الشعيرة الدينية والتي هي محكمة الشعب والثورة والتي هي هي ولا شيء غيرها.
هذه هي صفة الأحزاب الشمولية... حزب البعث العفلقي (وليس الصدامي كما يدعون) والحزب النازي الألماني وحزب الأخوان المسلمين وحزب التحرير الإسلامي والأحزاب الشيوعية والحزب الفاشي الايطالي والإتحاد الاشتراكي الناصري وغيرها أمثلة كثيرة . الأحزاب الشمولية أحزاب هدفها إستلام السلطة في أي بلد ليكون مجرد قاعدة لانطلاقها لتحقيق أهدافها العظمى وعلى أبناء الشعب أن يكونوا جنوداً أمناء لخدمة أهداف الحزب القائد والسيد القائد والأهداف العظمى والقضية المركزية الكبرى ومن لم يكن كذلك فهو خائن الحزب والأمة والشعب والأهداف السامية و الموت أو التشريد حكماً عليه عاجلا أم آجلا.

في الأحزاب الشمولية لا مؤسسات خارج إطار الحزب وإن فرضت بعض الظروف مثل هذه المؤسسات فهي مؤقتة في نظر الحزب وسيتم سلوك طرق مختلفة لإفراغها من محتواها وإيقافها من أداء واجبها كما هو حاصل اليوم في العراق وما تجربة السلطتين التشريعية والقضائية مع السيد وزير التجارة الذي تم تهريبه من قبل سلطة الحزب القائد إلى خارج البلاد رغم ثبوت الأدلة و الأمثلة كثيرة لمثل هذه السلوكيات سنذكرها في مقالات لاحقة إنشاء الله.
المذهب السياسي الشمولي ، وإن وصل من يمثله إلى السلطة بطرق ديمقراطية شرعية فإن من أولوياته إنهاء كافة المؤسسات الشرعية والديمقراطية وإفراغها من محتواها الحقيقي لتستعيض عنها بوسائل أخرى ومن أهمها التزييف الإعلامي والإدعاءات الكاذبة وشراء الذمم والتسقيط والإرهاب السلطوي والسيطرة على الأجهزة الأمنية والعسكرية وإشاعة روح الخوف وعدم الثقة بين أبناء الشعب (المخبر السري) ووضع رجال الحزب في مواقع الدولة القيادية بغض النظر عن المؤهلات والإمكانيات وإثارة الزوابع والفتن لتشويش المجتمع وعدم توفير سبل العيش الإنساني واللائق لأبناء الشعب لإشغالهم بحياتهم المعيشية الخاصة وبين الحين والآخر يطل السيد القائد على الجماهير ليعلن لهم عن مكرمة كتوزيع الحليب في الوجبة الغذائية بعد أن كان قد أمر بإيقافه لمدة من الزمن، أي إنه يسلبك حقك كاملا ثم يتكرم عليك بجزء منه. وسيلة الأحزاب الشمولية الأدعاءآت الزائفة في الأعلام مثلا الدعوة لعودة الكفاءات إعلامياً ولكن في الواقع وضع كل العراقيل أمام عودة من لا يتوافق مع أهدافهم (الإستراتيجية) أو الإعلان عن تعيينات ولكنها لا تشمل إلا من يزكيه الحزب أو الإعلان عن خطة للنهوض بالواقع الزراعي أو الصناعي أو التعليمي ولكن خبراء الحزب هم من يرسمون ويخططون وينفذون وكله من وحي الحزب وإلهام السيد القائد ( وليس من المعطيات العلمية ) الذي تأخذ صوره واللوحات الفنية التي تمجده تملأ الشوارع و البيوت والمدارس وعلى كل جدار في البلاد ولا ترى على شاشات التلفاز إلا صورته (المباركة) . ومن وسائلهم التسقيط الفردي والجماعي للشخصيات القيادية والمنتقدين والمعترضين وكذلك استخدام وسائل السلطة لتشويه صورة التيارات الشعبية وقياداتها (لحين التمكن من القوة اللازمة لتصفيتهم).
أعود مرة أخرى إلى موضوع محاولات السيد الرئيس القائد لمنع البرلمان من تنفيذ دوره الرقابي وأقول هذا أول الغيث والقادم أعظم وقد يأتي يوماً وننادي واصداماه من هول ما سنرى. إنه منهج البعث والسيد القائد يطل علينا من جديد.......



#عبد_الرسول_حيدر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- الكونغو الديمقراطية: مصرع 50 شخصًا على الأقل في حريق قارب شم ...
- برفقة ابنته.. كيم جونغ أون يدشّن مجموعة جديدة من المباني الس ...
- بوتين يهنئ تروفانوف بإطلاق سراحه من قطاع غزة ويقول: علينا إب ...
- بيسكوف: بوتين وويتكوف لم يناقشا الملف الإيراني في اجتماع بطر ...
- وسائل إعلام: إيقاف ثالث مسؤول في البنتاغون عن العمل على خلفي ...
- مفتي مصر السابق يثير تفاعلا بحديثه عن هجوم 7 أكتوبر
- ربما هناك أمل.. ماسك يشيد بقرار المحكمة العليا البريطانية حو ...
- حكومة نتنياهو تصف الوضع بالـ-خطير على أمن إسرائيل- وتتحرك لإ ...
- إعلام: الرسوم الأمريكية قد تكلف ألمانيا نحو 290 مليار يورو ب ...
- دوديك: على الغرب التوقّف عن شيطنة روسيا و محاولة فهم ما تريد ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرسول حيدر - لكي لا يعود البعث الحلقة الأولى