فهد ناصر
الحوار المتمدن-العدد: 856 - 2004 / 6 / 6 - 10:06
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
عالم اليوم،عالم مقلوب وبشع في كل تفاصيله،أقصد تلك التفاصيل التي تتعلق بالتلاعب بالانسان والسخرية منه ومن ارادته،ففي لحظة تجد ان حكومات عالم الديمقراطية واقصد الاوربية هنا تتحول الى مهرج أهوج ومقزز في مهرجانات ومواسم أعراس و بذخ الملوك والامراء المنسيين أو المحفوظين في زاوية ما من زوايا التاريخ أو (الذين يتم الاحتفاظ بهم كالمخللات في زاوية من زوايا المطبخ)كما يقول منصور حكمت.تسعى تلك الحكومات بكل أمكاناتها المادية ووسائل أعلامها الانتهازية والمستفزة بكل معنى الكلمة الى تصوير ان الملك والعائلة المالكة المجردة من كل الصلاحيات السياسية والدستورية او الذين لايحق للكثير منهم دخول برلمانات بلدانهم أسوة ببقية الناس،هم رموز عظيمة يجب الاحتفال بهم وباعراسهم وان تطلب ذلك صرف وأهدار ملايين الدولارات من أجل أقامة مراسيم زواج أمير ما .
الاعلام البرجوازي أو الديمقراطي في أوربا أطلق لنفسه العنا ن لتصوير ان العوائل المالكة هي رموز للتسامح والانسانية والبراءة غير أنهم في حقيقة الامر مصاصي دماء وتعب وشقاء ملايين البشر،فمراسم زواج فريدرك ولي العهد في الدنمارك كلف 150 مليون كرون دنماركي اي ما يعادل 25 مليون دولار تحملها دافع الضرائب في الدنمارك من العمال والموضفين ومن الضغط على الضمانات الاجتماعية من قبل الحكومة اليمينية المتطرفة في الدنمارك ،في نفس الوقت فأن حكومة أسبانيا الاشتراكية الديمقراطية او حكومة الطريق الثالث قد أقامت عرسا ًباذخا أسموه(زواج القرن) لفليب ولي العهد في أسبانيا .
ملوك وامراء العالم العربي أقاموا مواسم أعراسهم في الاردن والامارات وقطر ..بذات البذخ والبهرجة،غير ان الفرق بينهم وبين ملوك اوربا هو أنهم ملوك بحق ويملكون كل شيء في البلدان التي يحكمونها،الارض،السماء،الهواء والانسان وملكيتهم للانسان يعني أذلاله وأمتهان كرامته كما لو كانوا في زمن العبودية والرقيق .في حين ان ملوك أوربا لا دخل لهم فيما يتعلق بالسياسة والدستور ولا يتم تذكرهم في أحيان كثيرة الا عند تبدل حكومة باخرى أذ يفترض برئيس الحكومة الجديد ان يقدم وزراءه الى جلالةالملك او الملكة غير انهم يحتفضون بثروات وامكانات أقتصادية وشركات واستثمارات هائلة .لكن وفي مواسم أعراسهم وحتى أعياد ميلادهم فانهم لن يخسروا سنتا او فلسا واحدا فحكومات بلدانهم مستعدة لتسخير كل القوانيين وبأسم الديمقراطية والدستور والبرلمان لامتصاص عرق وجهد الملايين من أجل أسعاد رمز الوطن المقدس إإإ إ
وجود الملوك والامراء يشكل تناقضا صارخا مع التطور الذي يشهده العالم اجتماعياً و سيادة مفاهيم ومقولات العولمة وتحول العالم الى قرية صغيرة، غير ان الانظمة الراسمالية تحتفظ بهؤلاء الملوك للحظة ما حيث سيطلقونهم من العلب التي يحفظون بها ويتحولون الى رموزمقدسة او منفذي أرادة الله في الارض.
#فهد_ناصر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟