أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح علي - تزدهرالافكار السياسية في أوقات الأزمات















المزيد.....

تزدهرالافكار السياسية في أوقات الأزمات


فلاح علي

الحوار المتمدن-العدد: 2819 - 2009 / 11 / 3 - 02:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هكذا تقول الحكمة اليونانية القديمة وكلما اشتدت الأزمة كلما زادت الافكار ازدهاراَ , فمن الطبيعي أن تثير الأزمات التفكير فيها وكيفية التغلب عليها , وبالتالي تكون مصدر الهام للمفكرين فيها , حيث يحتدم الجدل والنقاشات وتطرح الافكار وتتبلور اتجاهات الرأي المختلفة ولكن في النهاية يتم الخروج من الأزمة بحلول وتقول الحكمة اليونانية القديمة (( وهذه حقيقة صالحة للتعميم على مر العصور))([1]). ووفقاَ لهذه الحكمة التي تؤكد على حتمية الخروج من الازمة بحلول , فهذا يفترض أن الصراع السياسي يضع في أولى مهامه مصالح المجموع أي مصالح الشعب هذا أولاَ وثانياَ أن يتم تحكيم العقل والحكمة وليس تحكيم القوة والأرادات الذاتية وثالثاَ يتطلب الحفاظ على ما هو مشترك بينهم ولخير الصالح العام أي الحفاظ على الديمقراطية وقوانينهاوبهذا تصح الحكمة اليونانية تزدهر الافكار السياسية في أوقات الأزمات لأنه ينتصر الفكر والعقل والحكمة والصالح العام فيها .



أين نحن في أزماتنا السياسية في العراق من ذلك :

إذا كانت هذه حقيقة صالحة للتعميم في كل العصور أين نحن من ذلك . ولماذا تزدهر وتنتصر الارادات والمصالح الذاتية في أزماتنا ولا تزدهر الأفكار فيها وتغيب مصالح الشعب؟

أعتقد السؤال مفتوح ومطروح على الجميع لغرض المساهمة في توسيع الرؤية وانضاج النقاش .

1- ومن وجهة نظري أرى أن الديمقراطية ليست فقط تشكيل أحزاب وخوض الانتخابات ففي تجربتنا العراقية يوجد برلمان وتوجد إنتخابات وتوجد تنظيمات واحزاب سياسية ( بلا قانون للاحزاب) ولكن الحقيقة لا توجد ( ديمقراطية) مثلما حصل في أماكن أخرى كأفغانستان مثلاَ في ظل طالبان توجد مساجد وتوجد شريعة ولكن لا يوجد إسلام .

2- أن قربت الصورة أكثر عندنا يوجد غياب للفكر وتغييب للمعرفة وللمثقف ولرجالات الفكر والعلماء والاكاديميين وغياب للمصلحة العامة وتغييب للشعب وحضور للقوة والمصالح الفئوية الذاتية على حساب مصالح الشعب . وهذا يعود أصلاَ للطبخة الايرانية الاميركية التي قسمة عن عمد ومن منطلق مصالحهما القومية كدولتين قسمة الشعب العراقي إلى ( سنة وشيعة وأكراد) وغيبت الاديان والقوميات الاخرى والتيارات الفكرية الوطنية وأقامة حكم المحاصصة الطائفية والقومية تحت الشعار الهش التوافق . هذا هو أحد أسباب تعقد أزماتنا التي يغيب فيها الفكر وتنتصر فيها الارادة والقوة وهنا يلعب العامل الخارجي دوراَ فيها .

3- مثل هؤلاء الطائفيون والقوميون عادتاَ يكونوا بعيدين عن الفكر لسبب بسيط أن الفكر ينطلق من الواقع ويتم تطويره وتأسيسه على قواعد ترتقي به نحو الافضل ويتلمسه ويعايشه الشعب في برامج وخطط واستراتيجية ولا يوجد من حزب سياسي في العراق غير الحزب الشيوعي العراقي الذي يمتلك هذه الخاصية النادرة وهذا يعود لعلمية وواقعية ووطنية الحزب الشيوعي وهذا ما يفتخر به كل وطني وديمقراطي عراقي الذي آمن بهذه الخاصية النادرة وبدأ يطبقها . وإذا كان لهؤلاء الطائفيون والقوميون فكراَ نيراَ لأنطبقت عليهم الحكمة اليونانية القديمة ولعاش الشعب في ظل الامن والاستقرار والازدهار والحرية والعدالة .

4- فكر الحزب الشيوعي العراقي يتطور بناءَ على متغيرات الواقع العراقي وعلى حاجات ومزاج الشعب وبرامجه تؤكد ذلك على الصعيد الوطني . وما أن مرت الحركة الشيوعية في أزمة بعد عام 1991 نجده هو أول حزب شيوعي في المنطقة درس الازمة وشخص أسبابها وخرج برؤية جديدة سمية ( بنهج الديمقراطية والتجديد في عام 1993 ) للحزب فكر ومبادئ وليس مصالح ومنطلقات ذاتية ففي الحزب الشيوعي تزدهر الافكار والثقافة والمعرفة ويسعى لتجسيدها في المجتمع وهذا ما يؤكد أهمية وحدة قوى اليسار والديمقراطية لأجل تنمية وتجذير الثقافة الديمقراطية في المجتمع .

5- أن الطائفيون والقوميون إن كان لديهم فكراَ فهو قائم على الفرضيات والعصبيات والاملاءات الخارجية أو سجين أو أسير للارادات والقوة الخارجية إنه فكراَ مشلولاَ وغامضاَ يطرح الشعارات ويتنصل عنها ويلتف عليها ويقيدها , ويخوض معارك ليس في صالح الشعب وإنما لتلبية رغبات وقوى خارجية ومعاركة ذاتية فئوية غير واضحة , وإنه يسعى دائماَ لتضليل الديمقراطية ويحرفها من أن تكون ديمقراطية حقة ويضعها دائماَ في إطار المحاصصة الطائفية والقومية . ويبقى نضال الشيوعيين والديمقراطيين والوطنيين الحقيقيين من أجل ديمقراطية فعلية شاملة لا يغيب فيها الشعب ديمقراطية عناصرها الحرية والمساواة في الحقوق والعدالة ولها مؤسساتها الديمقراطية هو نضال مشروع وهو نضال سياسي وثقافي واقتصادي واجتماعي وأخلاقي واستنهاض قوة المجتمع المدني ودوره الذي يفرض على الطائفيون والقوميون دولة القانون والمؤسسات الديمقراطية .

6- وإذا إحتكمنا إلى الاسلام وقد جعل الاسلام مبدأ الشورى كمبدأ من مبادئ الديمقراطية ونص على مبدأ الشورى في القرآن الكريم بما لايقبل التأويل ففي سورة الشورى وقد جاء فيها (( وأمرهم شورى بينهم )) أمرهم المقصود بها الامور ذات الطابع العام , أما بينهم فتشير إلى المجتمع عامة . أي بمعنى أن مبدأ الشورى لا يقتصر على الافراد في علاقاتهم وإنما يسري مبدأ الشورى على إشراك الشعب في كافة أوجه الحياة السياسية وكافة الامور ذات الطابع العام . والشورى تعني المشاركة الشعبية والرقابة الشعبية وقد طور المبدأ لا حقاَ في بيعة الخلفاء الراشدين . أما عندنا فنجد أن أحزاب الاسلام السياسي قد رفعته كشعار فقط وفي الواقع فقد قوضت مضمونه لأنها تخشى رأي الشعب فيها , إنها كتل طائفية إرتدت رداء الاسلام شكلاَ فقط أما مضموناَ فأنها في واد والاسلام في واد . مصالحها الفئوية الذاتية أولاَ والصالح العام ثانياَ إضافة إلى إنها تعمل لأجندات وإملاءات خارجية . قوتها بغياب القانون ودولة المؤسسات والدعم الخارجي لها عدا ذلك إنها طارئه على الشعب والاسلام . فهؤلاء ليس لديهم فكر يزدهر إنهم أصحاب سلطة وإستبداديون قيادات ورجالات الاسلام تخضع للقانون كما هو في سيرة الرسول الاعظم والخلفاء الراشدين والصالحين أما جماعات الاسلام السياسي فنجدها لاتخضع للقانون ولا لأرادة الشعب فهم فرطوا بكل حقوق الشعب وحتى حرموه من الخدمات ,وتحركهم مصالحهم الفئوية والاجندات الخارجية .

7- إضافة إلى أن قيادات الاسلام السياسي يغلب عليها التحجر الفكري والانغلاق الثقافي وقلة معارفها عن العالم والتحولات الكبيرة التي تحصل فيه فهي نصية في كل شيئ في السياسة والثقافة وحتى في الدين لهذا يغلب عليها محدودية الفكر والمعرفة وتعمل بأجندة وليس ببرامج .ويغلب عليهم حالة سيئة هي الاقصائية النابذه لكل ما هو جميل أنتجه تطور الفكر الديني و الانساني في العالم والمغيبة للعقل والحكمة والمعرفة والتكنولوجيا والثقافة , رغم إنهم في القرن الواحد والعشرين لا يستطيعون العيش من دونها , لكن نزعاتهم العصبية ومصالحهم الانانية الضيقة وحبهم للسلطة هو وراء إستبدادهم وضحالتهم الفكرية والمعرفية .

8- أن أحزاب الاسلام السياسي في العراق إن سارت على درب التنوير الذي سارت عليه الامم المتقدمة وآمنت بالديمقراطية والتنوع الثقافي والفكري وتخلت عن أجندتها الخارجية وإن آمنت حقاَ لا قولاَ بدولة المؤسسات ودولة القانون وسيادة حكم الشعب وبهذا فأنهم قد إبتعدوا خطوة عن الهيمنة والاستبداد يمكن في هذه الحالة يكون لهم دور إيجابي في إخراج البلد من أزماته المتنوعه وتخلق أرضية لأزدهار الافكار . وبهذا أعتقد ستتوفر لهم فرصه ليلعبوا دور إيجابي في تقويض التطرف في المجتمع وعزل المتطرفين , لأن المتطرفين الارهابيين من الاسلام السياسي قد شوهوا الاسلام وربطوا بين مفهوم الجهاد في الاسلام والعمليات الانتحارية التي تنفذ في العراق هذه الايام . الجهاد يعتمد على قوة الدعوة وغياب روح الانتقام في مفهوم الجهاد تغيب الوحشية في القتل و رفض تعميم القتل للناس الذي يعارضه وينهى عنه الاسلام . من هذا فأن العمليات الانتحارية لاتنبع من الادب الاسلامي , وأن هدفهم ليس تحرير العراق من الاحتلال كما يدعون وإنما التدمير للبلد والشعب وهذا بعيد عن الاسلام والقيم الاخلاقية . فهل سيسهم دعاة الاسلام السياسي في العراق من خلال سلوكهم وممارساتهم العملية في تخليص شعبنا وبلدنا من التطرف ومن الارهابيين وعملياتهم الانتحارية ؟ وهل ستتخلى أحزاب الاسلام السياسي والقوى القومية عن محاصصاتهما الطائفية والقومية ويتخلوا عن نهج الهيمنة والتخندق والاستحواذ ويؤمنوا بالديمقراطية للعراق وبناء دولة العدل والقانون؟

2-11-2009





#فلاح_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيام العراق الدامية وغياب الاستراتيجية الوطنية
- نظام الدائرة الواحدة والقائمة المفتوحة لماذا يخشاهما الطائفي ...
- رؤية حول وحدة عمل الشيوعيين العراقيين
- ملاحظات إنتقادية على تصريحات كريم أحمد لصحيفة هاوالاتي
- معارك الحملات الأنتخابية للبرلمان القادم ودور قوى اليسار وال ...
- ثورة 14 تموز 1958 وأحداثها التأريخية
- قوى اليسار والديمقراطية وحاجتها لجماعات الضغط لأهميتها في ال ...
- الأديان تلتقي مع الماركسية وكل الأفكار الأنسانية والتقدمية ع ...
- كيف إحتفل الأنصار الشيوعيين بذكرى تأسيس حزبهم الفوج الأول مث ...
- الأنتخابات البرلمانية القادمة والكوتا الأيرانية
- هل سيكون العراق رهينة لأنهاء البرنامج النووي الأيراني
- كيف فاز في الأنتخابات من فشل في الكشف عن جريمة إغتيال مثقف ع ...
- كيف فاز في الأنتخابات من فشل في الكشف عن جريمة إغتيال مثقف ع ...
- الشعب العراقي بحاجة إلى الشيوعيين وفكرهم ولحلفائهم الوطنيين ...
- النصيرات الشيوعيات العراقيات تأريخ نضالي مجيد ومثالاً حياً ل ...
- مزيداً من التضامن مع عمال العراق ودعم نضالاتهم لأجل تلبية مط ...
- رؤية حول التوجه لبناء قطب يساري ديمقراطي في العراق
- رؤية حول التوجه لبناء قطب يساري ديمقراطي فاعل ومبادر ومؤثر ف ...
- هل الدين الأسلامي بحاجة إلى أحزاب الأسلام السياسي
- 11/سبتمبر 2001 وما بعده


المزيد.....




- بسبب الحرارة الشديدة.. ذوبان رأس تمثال شمعي لأبراهام لينكولن ...
- في جزر الفارو.. إماراتي يوثق جمال شاطئ أسود اللون يبدو من عا ...
- -قدها وقدود يا بو حمد-.. تفاعل على ذكرى تولي أمير قطر تميم ب ...
- النفس المطمئنة و-ادخلي في حب علي وادخلي جنتي-.. مقتدى الصدر ...
- مبان سويت بالأرض أو دمرت تمامًا.. مشاهد من البحر تظهر الدمار ...
- حرب غزة: قصف إسرائيلي عنيف على مختلف أنحاء القطاع وسط استمرا ...
- عملية إنقاذ ناجحة لثلاثة متسلقين بولنديين في جبال الألب
- تقليص مشاريع عملاقة بالسعودية.. هل رؤية 2030 في ورطة؟
- طهران: اتفاق التعاون الاستراتيجي الشامل مع روسيا ينتظر اللمس ...
- ستيلا أسانج تعلن نهاية -حملة قذرة- لاحقت زوجها لسنوات


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح علي - تزدهرالافكار السياسية في أوقات الأزمات