أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مجدى خليل - الفارس النبيل محمد السيد سعيد















المزيد.....


الفارس النبيل محمد السيد سعيد


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2818 - 2009 / 11 / 2 - 19:47
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


رحل عن عالمنا يوم10 اكتوبر 2009 المفكر والمناضل والإنسان النبيل الدكتور محمد السيد سعيد(18 يونيه 1950-10 اكتوبر 2009).لا يستطيع المرء فى مقال صغير أن يوفى هذا الرجل حقه على المستوى الإنسانى وفى المجالات المتعددة التى ساهم وشارك وابدع فيها،فهو مفكر سياسى مرموق ومبدع ومنتج خلاق للأفكار، وأحد أهم فرسان حقوق الإنسان فى مصر والمنطقة فى العقود الثلاثة الأخيرة، ومناضل وطنى من طراز نادر وأصيل،وإنسان نبيل تشعر معه بالاخوة والألفة من اول لقاء ولا تخسر ابدا فى رهانك على إنسانيته.
ورغم إنه رحل وهو فى أوج عطائه الفكرى والوطنى"59 عاما"،إلا أن ما تركه من تراث فكرى يكفى لتصنيفه كمفكر وباحث سياسى من الطراز الاول، والأهم الذكرى العطرة التى ستصاحب الحديث عنه من كل من عرفوه أو اقتربوا منه " فذكرى الصديق تدوم إلى الابد".
ولعله من المفيد ونحن نحتفى بذكراه العطرة ان نقدم عرضا لآخر بحث قدمه عن المواطنة فى مؤتمر المواطنة الذى نظمته جماعة " مصريون ضد التمييز الدينى" فى ابريل 2008 بعنوان " التمييز الرمزى: بين بناء الأمم وتحطيمها".
يرى محمد السيد السعيد أن المساواة تعد الشرط الأساسى لعملية الاندماج الوطنى، فبوجه عام تقوم البحوث حول بناء الأمم وتكاملها أو انقسامها وتصدعها على إدراك الدور الخطير لممارسة التمييز أو إلغاء وتجاوز كل صور اللامساواة. واكدت مدرسة التعددية الهيكلية فى علم الاجتماع أن مصير المجتمعات يتعلق،إلى حد بعيد للغاية،بأداء مؤسسات الدمج الاجتماعى على أساس المساواة.فأن عملت هذه المؤسسات بكفاءة يمكن للمجتمع أن يتطور لأمة ويسير على طريق صحى للتطور الاجتماعى والعكس،فان لم تعمل هذه المؤسسات أو كانت تعمل بطريقة معاكسة وتمييزية فمصيرها سيكون إلى الانقسام على أسس عرقية أو دينية وطائفية... وربما ينتهى الأمر أيضا لتصدعها وانقسامها السياسى.
هذه رؤية واضحة من عالم سياسة مرموق يشرح فيها بجلاء أن الخطر على مصر يأتى من هؤلاء الذين يميزون ضد مواطنيين مصريين آخرين، وأن النتائج الخطيرة المترتبة على ذلك يتحملها هؤلاء الذين يميزون ضد مواطنيهم، وأن الطائفية هى التمييز وليست الدفاع عن التمييز.
وطوال ورقته يشرح بعمق أن الأقباط ضحايا لهذا التمييز المخرب للأمة، وأن النظام السياسى والدولة بمؤسساتها تتحمل وحدها مسئولية هذه النتائج المترتبة على هذا التمييز، فالتمييز أساسا مصدره الدولة والنظام السياسى والاجهزة الأمنية. يقول محمد السيد سعيد:يعتقد الأقباط المصريون أن ثمة شيئا مهينا وشاذا تماما فى وجود إدارة أمنية بأسم " متابعة النشاط القبطى"، ويعتقد أيضا أن ثمة توجهات بوضع قيود على حركة أعيان المجتمع القبطى فى مراحل الأزمات السياسية.
ويرى محمد السيد سعيد أن التمييز والتهميش السياسى والتحقير من رموز الأقلية هو أخطر أنواع التمييز ، ويقصد بالتمييز السياسى فى مفهومه، هو الإعلاء من شأن رموز جماعات معينة وإنكار أو إخفاء أو تحقير أو تنزيل مكانة رموز جماعة أو جماعات أو هويات فرعية أخرى.ويظهر هذا التمييز فى أربعة مستويات كبرى فى بنية الدولة: الخطاب الأيديولوجى، والإعلام،وبنية الدولة والسلطة من الناحية الدلالية، ومن ثم خريطتها الولائية والأمنية والتجنيد للوظائف الكبرى فى هذه المؤسسات، واخيرا طبيعة الممارسة السياسية الفعلية.
ينطلق محمد السيد سعيد من عهد اسماعيل لتقييم مدى درجة الإندماج والتفكك الوطنى،فقد حققت مصر مستوى عاليا من الاندماج القومى بداية من عهد إسماعيل وصل لذروته فى ثورة 1919 حيث صار الولاء والإنتماء لمصر يتم عن طريق التأكيد على مصر كوطن وما يعزز هذا التأكيد من رموز، ولأول مرة يقول المصريون عن أنفسهم علنا أنهم شعب وأمة مستقلة، وأن الدين لله والوطن للجميع، فالوطنية المصرية هى الوعاء الوحيد الجامع، والمواطنة هى القاعدة الدستورية للدولة، والمساواة هى المعيار والمحك، والرمز هو الهلال مع الصليب.
ثم جاء الاغتراب مع جماعة الاخوان المسلمين الذين اقاموا ممارستهم السياسية على أسس دينية، وجاءت ثورة يوليو كما يرى وحققت المساواة بشكل عام فى التوظيف فى المستويات التحتية والوسيطة ولكنها ركزت عوامل الاغتراب عند الأقباط فى التوزيع غير المتساوى للرموز فى المجال العام،فالخطاب الإعلامى ركز على العصر الإسلامى وعلى المصادر الإسلامية للهوية المصرية والعربية، ولم يكن مسموح إذاعة الصلوات الدينية المسيحية بالمقارنة بالتوسع المذهل فى إذاعة كل التعبيرات الإسلامية،وبدا من منظومة التمثيليات الإذاعية والتليفزيونية أن مصر تتكون من مسلمين فقط، وتم حجب الأقباط عن الإعلام، وفى المرات القليلة التى وقعت فيها تغطيات للحياة القبطية الدينية والاجتماعية كانت الرسالة مملوءة بالشكوك والتشكيك فى وطنية الأقباط.
ويواصل محمد السيد سعيد ،أن الاغتراب الذى شعرت به الطبقة الوسطى العليا والبرجوازية القبطية الكبيرة فى ظل الناصرية لا يقارن بالانقلاب الذى حدث فى الموقف من الرموز القبطية فى ظل السادات ومبارك، ففى المجال السياسى عزز السادات انقلابه السياسى بخطاب ايدولوجى يركز على الإسلام ويهمش الوطنية المصرية، كما فشل مبارك فى إحياء الخطاب الوطنى وهو ما مكن التيار الدينى السياسى من احتكار الفضاء الرمزى كلية بما فى ذلك الإعلام الحكومى.وبدا تعريف الوطن ذاته وكأنه مفهوم دينى،وأن المحور الرئيسى للوجود الاجتماعى ومن ثم الحقوق والولاءات هو الدين،إلى الحد الذى تسمى فيه الأرض المصرية بأنها " أرض المسلمين"، كما كان يطلق عليها الشيخ الراحل محمد الغزالى، وهيمنت عملية أسلمة المجال الرمزى كله إلى الدرجة التى لا بد أن يشعر الأقباط بالهامشية. وصار التجنيد للوظائف الكبرى مؤسسا على خريطة دينية. وثم جعل الدين محور الممارسة السياسية خاصة فيما يتعلق بالانتخابات العامة. وبوجه عام فإن سيطرة الأمن والتفوق الكاسح لسلطة الأمن بالمقارنة بالسلطات والمؤسسات السياسية عزز هذا الميل للتمييز الرمزى ضد الأقباط.وصار الأقباط يمثلون بشكل رمزى فى السياسة والبرلمان بإرادة رئيس الجمهورية، وأن تولى الوزارة يرتبط بالطاعة والولاء للحاكم بدخول واكتساب عضوية الحزب الوطنى، واحتفظ الحكم بميراث التمييز فى بعض المجالات الهامة مثل قانون الشركات وقانون الجنسية وبالطبع فى كل ما يتعلق ببناء الكنائس وإصلاحها، وفى جميع حالات الإعتداءات والعدوان على الأقباط يتم التعامل بالذات بصورة سلبية مع الرمز الأول للمسيحيين المصريين وهو الصليب من قبل المتعصبين.
ويخلص محمد السيد سعيد من ورقته بوجوب التأكيد على أن العودة لإحياء الوطنية المصرية هو الطريق المأمون فعلا للاندماج الوطنى والنهضة لبلادنا، وهذا لن يتم بدوره بدون وقف التمييز ضد الأقباط تماما والذى تتورط فيه الدولة ومؤسساتها بشكل رئيسى.
رحم الله محمد السيد سعيد المفكر الوطنى المهموم بتقدم بلده، والحقوقى البارز الذى يرى الأمور بشكلها الواضع ويضع المسئولية على الجانى الحقيقى ولا يلوم الضحية، والمصرى الأصيل الذى شخص الداء الذى يعانى منه وطنه حيث الفساد والإستبداد وغياب الحريات وهى تشكل المناخ المثالى لتغول التمييز الدينى.
تكريما لهذا المفكر المرموق سوف ينظم حفل تأبين يوم الأثنين 9 نوفمبر من السابعة للعاشرة مساء، تحت رعاية مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، وجماعة مصريون ضد التمييز الدينى ،ومنتدى الشرق الوسط للحريات، سيتحدث فيه نخبة مرموقة من المثقفين المصريين من اصدقاء الراحل الكريم وتلاميذه ومحبيه.
وسوف يعقد حفل التأبين بمقر منتدى الشرق الاوسط للحريات 45 شارع كيلوباتر بمصر الجديدة.
والدعوة عامة...فتعالى واحمل معك وردة لتضعها على صورة هذا الرجل النبيل.
وفى النهاية ستظل أعماله نبراسا يهتدى بها المخلصون والمهمومون بتقدم هذا البلد.
وداعا محمد السيد سعيد... وداعا أيها الروح الملهم...وداعا أيها العقل الخلاق...وداعا أيها الإنسان الرائع... وداعا يا حبيبنا الغالى.
[email protected]





#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشاحنات المذهبية بين المسيحيين فى مصر
- الحكومة المصرية والتجسس على يهود المغرب
- الاخوان المسلمون وتدمير العمل السياسى والنقابى
- فاروق حسنى واليونسكو
- من هو الطائفى ومن هو الوطنى؟
- سؤال الهوية فى امريكا
- ماذا تبقى من 11 سبتمبر؟
- ماجد عطية: ستون عاما من العمل الصحفى الجاد
- أقباط أمريكا وزيارة الرئيس مبارك
- ليست معركة القمنى وحده
- اتهامات مختلقة وبلا دليل
- الفتور الغربى تجاه حركات الإسلام السياسى
- نظرية الورائية عند على سالم
- التحريض على قتل سيد القمنى
- الأقباط فى خطاب أوباما التاريخى بالقاهرة
- إيران :من تصدير الثورة إلى سقوط شرعيتها الداخلية
- فتنة الأمن تتحرك إلى عزبة جرجس بيه بالفشن
- القضيةالقبطية
- الفضائيات العربية والأزمة الإيرانية
- حقوق الإنسان :رؤية مسيحية(1) هل تريد أن تلطم السيد المسيح ثا ...


المزيد.....




- الدفاع التركية: تحييد 14 عنصرا من -حزب العمال الكردستاني- شم ...
- -حل العمال الكردستاني مقابل حرية أوجلان-.. محادثات سلام مرتق ...
- عفو «رئاسي» عن 54 «من متظاهري حق العودة» بسيناء
- تجديد حبس المهندس المعارض «يحيى حسين» 45 يومًا
- «نريد حقوق المسيحيين» تظاهرات في سوريا بعد إحراق «شجرة كريسم ...
- متضامنون مع المناضل محمد عادل
- «الصيادون الممنوعون» في انتظار قرار مجلس الوزراء.. بشأن مخرج ...
- تيار البديل الجذري المغربي// في خدمة الرجعية يفصل التضامن م ...
- جريدة النهج الديمقراطي العدد 585
- أحكام ظالمة ضد مناهضي التطبيع مع الكيان الصهيوني والجبهة تند ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مجدى خليل - الفارس النبيل محمد السيد سعيد