أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فاطمه قاسم - وسط النهر الذهبي -رحيل صخر ابو نزار














المزيد.....

وسط النهر الذهبي -رحيل صخر ابو نزار


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2818 - 2009 / 11 / 2 - 04:42
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


صخر ابو نزار
مسئول تنظيم فتح في لبنان في منتصف السبعينات ،ثم امين سر المجلس الثوري ، ثم عضو اللجنة المركزية ، والذي تسلم مهمة الإعلام والتعبئة الفكرية ، ظل في نظري كما هو الشقيق الأكبر ، إبن الاسرة الفتحاوية الذي لايعرف اليأس ، يحاول ثم يحاول مهما بلغت الصعوبة ،ومن اعماق ايمانه بعدالة القضية التي ينتمي لها،يستخرج ويستدل من اين ياتي الامل .
في مدرسة تثقيف الكادر في بيروت ، كان صخر ابو نزار يشرح لنا كجورهري متفوق في مهنته مقولته الشديدة الاهمية والذي كان يرفعها شعارا في وقت الاصتطراع الداخلي ، حيث لا تدهور شديد نحو اليسار المغامر ، ولا انحياز باتجاه اليمين المتحجر، الذي يغلق ابوابه أمام رياح العصر والتطور.
ذلك لان حركة فتح من خلال تأثيرها الحاسم في حياة الشعب الفلسطيني تمر بحركة نشطة من التفاعلات ،والخلافات ، وتضارب الرؤى والاجتهادات ، وكان سرها يكمن في ان تيارها الرئيسي ، قلب النهر المتدفق وسط النهر الذهبي كما اطلق عليه صخر ابو نزار ، هو ذاك الذي كان يحميها كونها حركة تحرر وطني تستوعب الايدلوجيات من خلال هذا التوازن العجيب والجميل ، الذي كان صخر ابو نزار يشرق باستمرار بهذه المقولة .
كنت في مقتبل العمر بالسبعينات ،وبما أن الحماسة هي سمة الشباب الصغير ،فقد كنا نحن الشباب في ذلك الوقت نحتاج الى ماصة للصواعق الفكرية والتنظيمية ،وكان هناك جيل الأشقاء الكبار الذي يتعامل معنا يوميا ، ويعلمنا ذلك الفن االراقي جدا ، فن الإستيعاب ، والنظر الى الأمور من زوايا متعددة ، والبحث عن جانب مفيد وطيب ، او فكرة مضيئة ،أو قدر من الصواب في الأخر الذي نختلف معه ، نتناقش بحدة معه وتتعارض معه ، حتى يظل هذا الاخر اخا ، وليس عدوا ، وكان صخر ابو نزار ، وماجد ابو شرار من ابرز اللذين يرسخون في اذهاننا القدرة على استيعاب الاخر ،ويحذرون من الهروب الى الأسهل ، وهو نفي الاخر ، واتهامه ، وتجريمه ،وتحريمه ، كما يحدث الأن .
وكان صخر ابو نزار يكسر حدة الموقف ويذيب الجليد بيننا ،بأن يقرأ علينا بعض اشعار ه ، اشعار جميلة متفائلة ، تعتبر اليأس مادة ممنوعة بالمطلق في زمن الثورة ، وكان صخر ابو نزار يعلمنا أناكثر الأعضاء اتماءا ووفاءا لحركة فتح ، هم الذين يمتلكون شجاعة النقد ، والمراجعة البناءة ، التي تعيد تقيم الأمور ، ولكن كل ذلك يجب ان يتم في حديقة فتح ، وليس في ساحات الاخرين ومهرجاناتهم ، حتى لا يتحول النقد الى سكين في يد الاخرين يمكنهم من هدم الهيكل والإطار .
وكان صخر ابو نزار يلاقينا دائما بابتسامته العريضة ، في كثر الاوضاع صعوبة ، وقبل أن يرد التحية ، وكانه قرا ما في وجوهنا من قلق وتسائل ، يقول مبتسما لازم تزبط ، ولازم تزبط عنوان قصيدة له نشرت باللغة الانجليزية والعربية ، قالها عدما ضاقت الارض علينا في بيروت ، وكانت فتح قد علمتنا منذ انطلاقتها أنه لا وقت للبكاء على ما خسرناه ،
لان البكاء ترف البسطاء ،ولان الرد على الخسارة ، والمصاعب مهما عظمت ، هو قوة المحاولة فلسفة تعلمناها مباديء وثوابت وتعني ان نحاول دائما أن نبدأ من جديد .
يا صخر ابو نزار يا اخي الكبير
كيف ترحل هكذا والدروب مغلقة ، والمسافات باتت مستحيلة ، وشقاء الفلسطينين يهدد بالاقتراب .
كنت يا اخي أريد أن اسير في جنازتك ،من حقي أن افعل ذلك ، وكنت اريد أن ابلل تراب قبرك بدموعي ، فإن لك حقا لما تبقى من دموعي .
ها انت يا شقيقي الاكبر ترحل والدروب بعيدة ، فلك السلام ، سازرع لك وردة في شرفة بيتي في غزة ، وسأقرأ اشعارك لاحفادي واحدثهم عنك ، عن قائد واخ شقيق من جيل المعجزة ، وفارس شجاع من زمن الحلم ، وسأقرأ لروحك سورة الرحمن في بداية المساء .



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدفاع عن الأمل
- تداعيات وأثار الحصار
- الأسيرات ..جرح الوطن وحلم الوطن
- القتل بأثر رجعي
- القتيل في قفص الاتهام
- فتح بين خيارات متعددة
- الانتخابات الفلسطينية من مأزق الى حل
- الحوار إلى التأجيل والانتخابات نحو التفعيل
- ابو علي مصطفى الواقعية الثورية وتجلياتها
- اهلا رمضان
- من ينقذ هذه الشريحة المظلومة ؟
- هل انتهى زمن المعجزات ؟
- محمود درويش قريب جدا ..بعيد جدا
- الدكتور سمير غوشة قائد وطني مبدع بصمت
- د.سيد القمني شجاعة الحقيقة امام دهاليز الخرافة
- الذاهبون للمؤتمر
- الانقسام الفلسطيني حل من الداخل او حل من الخارج
- خالي ابو معاوية رحل مع زهر البرتقال
- هو..وهي وانتصار البوح
- اقتحام روح الأنسانية


المزيد.....




- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فاطمه قاسم - وسط النهر الذهبي -رحيل صخر ابو نزار