|
انفصال
زكية خيرهم الشنقيطي
الحوار المتمدن-العدد: 2817 - 2009 / 11 / 1 - 20:19
المحور:
الادب والفن
قصة قصيرة
كان يمشي وسط الليل هائما يتبع قدميه الحافيتين في أزقة تبدو ملامحها جافة قاحلة حزينة، يفترش قلق وحدته من وراء غرف داخله العارية والخالية من اية رغبة حقيقية ، بسبب حروب داخلية كانت وأخرى بدأت. ينفث حسراته المرتعشة في جنون، يتطلع إلى فضاء الغرفة الرمادية التي تشبه السأم. يغوص في ذاكرته الخاوية المبللة بالغضب باحثا عن جحيم وهمي، عن وردة سادية صفراء. يتذكر حين سمعها تندب ماض مليء بالقهر والظلم حين كانت معه. يقهقه عاليا في فضاء صمت تلك الغرفة الهزيلة التي تتكأ على سنواته الخاوية. أية أشلاء مبعثرة تريدين أن تلملمين وأي ستار على آخر فصل في حياتك تريدين أن تسدلين؟ تحاولين ... تريدين .. تتمنين ... تحلمين ... ! دعيك في حلمك الكاذب، في بهتانك على الناس وحتى على من كان أقربهم إليك. على من تريدين أن تنتصرين؟ هل على هزائمك المتتالية أو على بقايا سنواتك الخاوية؟ كنت وردة لكن شائكة. تدمي أكثر مما تسر الناظر. تعتقدين أنك صرت امرأة أخرى... كلا ... مازلت كما أنت وعلى أسوأ. مازلت ذلك الشر المطلق المغلف برداء مزيف من الطيبة. مازلت حية رقطاء في ثوب حمل. لم أر فيك اختلافا ....فن الثرثرة والحديث بالبهتان ونقل القيل والقال وخلق العداوة تعبرين من خلال ذلك عن عقد نقص وغيرة وحسد يعجز كل نسل فرويد عن معالجته وتخليصك منه، لأن هذا السلوك أصبح طبعا متاصلا وإلا لماذا قالت العرب قديما : من شبّ على شيء شاب عليه!!!يا إلهي هنا فقط لا أريد أن يصدق قول العرب ، لأن معناه استمارية هذا السلوك من المهد إلى اللحد، وهذا يعني دخولك موسوعة جينسس في عدد ضحاياك وعدد من يرمون بصورتك بعيدا عن أعينهم ومخيلتهم، وإلا أيضا لماذا قالت العرب قديما وحديثا :الباب اللي بيجي منو الريح سدّو واستريح...ارتحنا ...ارتحنا من إغلاق باب واحد هو باب ريحك المتعفن بالحقد والحسد . من قال لك أنك تغيرت ؟ خيالك الواسع في إدمان ثرثرة نساء الهوادر مازال يكتظ في فضاءات المنازل والمكاتب والمطاعم و المساجد أيضا. مازلت ترتشفين قصصا عن الناس بتوابل من خيالك خلسة ومازالت اسطواناتك المحطمة ترغمينها على الدوران. كم جرحت من الأصدقاء، وكم استهترت بالناس وتكبرت عليهم وأنت أصغر من أصغر درة في الوجود لتصرفاتك البغيضة. كان يلملم غبار عصبيته، يمسح من عين منفاه الدمع، لطالما أراد أن يدفن ذلك الماضي المرير معها. جميلة مزركشة بروح مليئة بالضغينة والحقد والحسد. أسمحي لي ايتها العقرب أن أقول لك: حقا ما قلت. ملامح وجهك ما عادت تشدني إليك، بعدما اكتشفت أن وراء تلك الملامح نوايا أخرى ترعب وتفتش عن الحقد والكراهية المغلفة بحب متصنع لا وجود له في قلبك وروحك . ما تبقى منك في ذاكرتي لم أجد فيه شيء يروقني، لذلك كنت أتنقل من واحدة لأخرى، وكنت تعرفين ذلك. كنت أجد فيهن البراءة التي لم أعرفها فيك. كانت جملهن تصل القلب وتنعشه، بينما كلماتك كانت تسم القلب وتوقفه. ....يا إلهي أنت اللعنة بكامل صفاتها. أنت نموذج الكراهية التي لا يستحقها من توجهين أحقادك لهم . يلتفت في ذلك الظلام .... مابالك تفصح السر المتراخي عن ذاكرة عكرة كادت أن تختفي وراء غبار من العتمة وظلام يختلس هذيانه الشرود؟ كان يلون تأمله بجمل تنفجر وسط تلك الوحدة المظلمة. نعم، كنت قطعة من أثاث البيت لكن لكن لم تكوني ديكورا اجتماعيا ولا قطعة ثرية.... كنت عبارة عن مزهرية تقليدية غير أصلية. كفى ...! سئمت من اتهامك لي بالكذب؟ أنا لم أقل أنني كنت أستاذا في جامعة السوربون. أنت التي اعطيتني هذه الرتبة حتى تتباهين بها على من تدعي عليهن بالإيتيكيت والعصرنة. كنت مجرد أستاذ في الصف التاسع....! من الكذاب أيتها الكذابة؟ ومن يتحدث عن مآثره وأمجاده الخاوية ...؟ أفعالك كلها ترتعش في جنون....جملك منمقة مجنونة تتهاوى فوق جحيمك التي تدعي أنني سببه. نعم، كانوا ينطقون جملا سليمة سالمة من السم والبهتان، وكان من واجبي أن اسكت فحيح صوتك الذي لا يخرج إلا ليجرح أو ليتهكم ... أو يكذب على الناس بحروف وكلمات من خيالاتك فقط .... مثلك يلزمه أن يصمت إلى الأبد ... فحيحك مازال ايتها العقرب كما هو لم يتغير فيك شيئا . التغيير حصل في خيالك فقط . أنت كما أنت، فلم تريدين أن تبدلين درجتك الجامعية بإتقان الكلام ... ماذا اتقنت حتى الآن وماذا ابدعت ....؟ سأقول لك أنك ابدعت فن الاتكال وفن الكسل وفن التمطط في الشوارع وفن شرب القهوة مخلوطة برسم قصص مثيرة للتقزز عن الناس أيتها الجميلة القبيحة ....! مرة أخرى تكذبين عليّ... من منعك عن قراءة الكتب والكتابة ومن اتهمك بالانحراف والشر ... متى كانت الكتب رمزا للشر لأستاذ جامعي مثلي ... عفوا لأستاذ في الصف التاسع ... وتأتين الآن وتقولين أصبحت إمرأة أخرى ... ماذا فعلت بكتبك وكتاباتك حين افترقنا. ألم أقل لك مازلت كما أنت ...؟ ينظر من وراء النافدة كان الظلام حالكا كقصة ماضيه، نار تسري في جسده المنهك، خطواته منهكة تتعثر على الصمت، تمزقه وحيدا في منفى أحزانه، تذرفه العين دموعا ورتابة. يتوقف هنيهة ثم يسترسل. كنت أختار صديقاتي لأن اللواتي كنت تختارينهن كن على شاكلتك. أنسيت كم أذى سببته معهن وأذيت أمي بكلامك المسم؟ أنسيت ما قلته عن أخي الأكبر واتهمتيه بكل أنواع رذائلك وجئت بالعقارب مثلك ليشهدن زورا ضده. مثلك يجب أن يكبل بالسلاسل ... لماذا تتقولين عليّ الكذب حتى الآن؟ قولي الحقيقة من كل زواياها ولا تخفي ما يظهرك على حقيقتك. يكفي الادعاء بأنك ضحيتي ... واتهامك أن عقدك المتراكمة هي سببي... أنت أنسان مهزوم قبل أن يولد، لا حول له ولا قوة. تعلمت الكلام هذا صحيح... وأبرزت مخالبك، نعم ... ولكنك مازلت كما أنت ... كلماتك التي ارتقت في اتقانها تؤذي ومخالبك التي زادت طولا تدمي. هسيس صوتك يثقب السمع. نعم، أنا غبي كما تقولين عني، لأنني ارتبطت بفاشلة مثلك، عديمة الاحساس، لا تقدس الحب وتلبس رداء الحسد. لماذا لم تصفقين الباب وتنصرفين؟ ألم تفعل نورا ذلك منذ مئة سنة ولم تكن لديها شهادة جامعية ولا وظيفة؟ لكنك ممن يقال عنهم " يخاف ولا يخجل" ، لأن طبعك الإذلال والإذعان، الهزيمة والصراخ، الاتكالية والاعتماد على الغير. اذهبي حيث شئت وانزعي ثوب ذلك الحقد وابحثي عن حب يشفيك من عقدك ، إن وجدته. لأنني فعلا هذا ما أتمناه لك حتى تخرجين من أمراضك...ولكن هل هذا ممكن لم أدمن الحقد والكذب والافتراء والضغينة؟ إنه موضوع موكل لأحفاد فرويد علهم يساعدون ويجدون جوابا !!! Zakia khairhoum www.zakianna.se
#زكية_خيرهم_الشنقيطي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صرخة المونش
-
منتهى الرقة
-
مسرحية محاكمة الحذاء العربي
-
استطلاع حول قضية الصحراء المغربية مع الدكتور عبد الباسط البي
...
-
صحراء جافة
-
استطلاع حول قضية الصحراء المغربية - الدكتور عبدالخالق حسين
-
ذات بدون هوية
-
قلق الرحيل
-
الصحراء الغربية مغربية الهوية
-
سيرة ذاتية عن حياة ابسن
-
قصة قصيرة: اعتذار
-
اما الكل وإما فلا
-
وردة غير كل الورود
-
مظاهرات للتضامن أم فوضى للاستنكار
-
أمل
-
قصة فصيرة
-
كنوت سيرجع
-
ثقافات بدون حدود
-
الروائية النرويجية سيغريد أوندست
-
مغربية في لبنان
المزيد.....
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|