مروة الطائي
الحوار المتمدن-العدد: 2815 - 2009 / 10 / 30 - 09:23
المحور:
الادب والفن
الحبُّ يجمع أهلهُ في رقعة تحفها الأشجار وتفتقها الأنهار وتعتليها حفنات التراب المتزحلقة من على تلد حضاري مهجور لتنجب الأيام رجلاً لطيف القوام طريَّ اللسان ذاعينين زرقاويتين تحوطه الأنظار من كل جانب وتجتمع في جنانه أحلام المستقبل طامحاً أن يعم الرخاء في القرى المجاورة لأهله فاخذ بفكره مستجمعاً أساليبه حاثا قومه ُبان تخرج ثلة ٌمنهم يستطلعوا أخباراخوة ٍ لهم في تلك القِطاع النائية لعلَّ لهم حاجة تلبى أو استغاثة لم تسمعْ ؛ هي دقات ضربت ناقوس الضمير ولم يأت المصلين عليها ليؤدوا فرض الصلاة فأجابوه وهم ماكثون في التمتمة ولاهجون بالهمهمة دعنا في مودتنا ساكنين كي لا تقلبنا أوجاع غيرنا فنصبح على مانوينا نادمين ، فما كان لهُ إلا أن تسرقَ خطواتُهُ رجليه في ليلة ٍ معبئة ٍ بوطأة الإلحاح من داعيات الوداد التي تتوهج في نفسهِ والطريق يعبِّد ُ أفكارهُ للوصول بهِ إلى قرية ٍعيـَّنها في بالهِ ليحقق أمانيه ؛ وهو ماكثٌ بين نخلتين طويلتين يتوسطهما بئرٌ فإذا بفتاةٍ تظهر من بين كثافة الأشجار البعيدة يـُبان من سيرها أنها قاصدة البئرلتملىء قربتها من ماءهِ وبعد أن ضمها القرب ُ منه ألقت عليه التحية فتدلى رأسُه من على رقبتهِ خجلاً وهو يردُّ عليها بمثلها
والسؤال منها يبتغي مرادَهُ ماالذي أتى بكَ إلى هذه القفار النائية هل لك احدٌ تعرفهُ ؟ فعرفت منه بالإشارة لا إذن أنت من السائحين الذين خصهم الله في كتابهِ ( والسائحين والسائحات ) يبتسم ،ُ قد أكون كذلك إن شاء الله . يأخذهم صمت ٌ والفتاة تملئ قربتها تصفر رياح وفي صوتها ريبٌ مغمسٌ بالوسواس فينذهل الرجل السائح سائلا ً الفتاة ماهذه الرياح الغريبة ؟ فلم تبالي بالجواب
حتى قالت : إنها الرياح التي سوف تفرقنا إنها رياح الظنون
التي دخلت منذُ سنين إلى قريتنا فجعلتهم أشتاتاً مفصلة على ابواب الفتن وطرقات المتاعب. غادر الملتقى مذهولاً تقلبه الاوجاع وتستبيحه الآهات وهو على مشارف مثواه رأى دخاناً نشب من انفجارٍ دوّى ليقتل العشرات في قريةٍ مجاورة .
#مروة_الطائي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟